18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: قمّة عربية.. لنجدة الفلسطينيين أم للضغط عليهم؟

تلبية لرغبة الرئيس محمود عباس تعقد جامعة الدول العربية اجتماعًا طارئًا على مستوى وزراء الخارجية العرب بعد غد, الأربعاء, لبحث السبل المناسبة لمواجهة التعنت الإسرائيلي، وفي حال تأزم الوضع فإن عباس سيدعو إلى عقد قمة عربية طارئة. حين كان الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله محاصرًا في رام الله لم يجرؤ أي رئيس عربي على رفع سماعة الهاتف والاتصال به, رغم إلحاح قادة منظمة التحرير على بعض الزعماء لاتخاذ مثل تلك الخطوة، ولكن " الفيتو" الأمريكي على تواصل العرب مع عرفات أثناء حصاره كان أكبر وأقوى من الإلحاح الفلسطيني، وفي قمة بيروت 2002 رفض الزعماء العرب عرض تسجيل مصور للرئيس المحاصر, ربما بذريعة ضيق الوقت، وفي تلك القمة مدّ العرب أيديهم لمصافحة (إسرائيل) وأعلنوا مبادرتهم للسلام, وانتهاء خيار الحرب مع المحتل الصهيوني نهاية لا رجعة فيها، ولكن حتى يد عربية واحدة لم تمتد لانتشال الرئيس الراحل من حصاره أو إنقاذه من الاغتيال لاحقًا. جامعة الدول العربية لم يتغير موقفها من القضية الفلسطينية منذ قمة بيروت وما سبقها وحتى آخر قمة، أما انعقادها على مستوى وزراء الخارجية أو حتى الزعماء فليس تلبية لاستغاثة الرئيس الفلسطيني وإنما بسبب صعوده إلى أعلى الشجرة, ولا بد للعرب من إنزاله كما في لعبة "السلّم والأفعى", تلبية لرغبة الإدارة الأمريكية التي قررت تأجيل فرض عقوبات على السلطة الفلسطينية حتى يلتقي جون كيري بالرئيس الأمريكي, أو بشكل أدق حتى يضغط العرب على الرئيس الفلسطيني لـ "يعود إلى صوابه", ونذكر أن الرئيس محمود عباس أشار في لقائه الأخير مع المجلس الثوري لحركة فتح إلى حجم الضغوط التي يتعرض لها للموافقة على طلبات جون كيري, وقد تسرب بأنها ضغوط عربية وأنها من أجل التنازل عن القدس والكثير من الحقوق الفلسطينية. خلاصة القول فإن جامعة الدول العربية تعمل على إنقاذ الإدارة الأمريكية من الفشل في تطويع الرئيس ومنظمة التحرير الفلسطينية من أجل المضي قدمًا في مفاوضات عبثية، ولو كانت الجامعة تهدف إلى مساعدة الشعب الفلسطيني لظلت في حالة انعقاد حتى يتم رفع الحصار عن 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعانون ألوان العذاب لأكثر من سبع سنوات، ولو كانت تريد للقضية الفلسطينية خيرًا لأسقطت مبادرتها للسلام, ولقدمت الدعم المالي والسياسي اللازمَين لصمود شعبنا في غزة والضفة والقدس، ولكن هيهات هيهات، فنحن والشعوب العربية في وادٍ وزعماء الأمة في وادٍ آخر.