18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مازن الضميري لمن لا يعرفه!؟

البداية لا يسعني في هذا المقام إلاّ أن أترحم على شهداء فلسطين، وشهداء الأمَّة العربية والإسلامية قاطبة، وأخص بالذكر هنا وصاحب المقام الأخ المهندس المرحوم مازن الضميري من طولكرم، الذي عاش حياته مبعداً عن وطنه فلسطين قسراً، ولكن طوال حياته بعيداً عنها، كانت فلسطين تسكن داخله لم تغب عنه لحظة واحدة.. رحم الله المهندس مازن الضميري الذي وافته المنية يوم الأحد الماضي (6/4) في دولة الكويت العزيزة، ورفع الله من شأنه في عليين، فإخوانك في قيادة حماس الذين عشت معهم سنوات طويلة في العمل الدعوي والجهادي يوفون لك بعض من حقوقك عليهم.. كيف لا وقد عاهدوا الله أن يسيروا على هذا الطريق مهما كلف ذلك من ثمن ولو سالت الدماء كثيرة، حتى وإن فقدنا الأهل والأولاد وكل ما نملك من أجل دين الله العظيم، ومن أجل فلسطين وتحريرها من بني صهيون. حتى أكون صادقاً لم ألتق في حياتي المهندس مازن الضميري "رحمه الله"، فقد عرفته بعد وفاته بعد أن أقام له إخوانه في قيادة حماس وكوادرها في العاصمة القطرية الدوحة بيت عزاء في مكتب الأخ القائد المجاهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وبحضور لفيف من الإخوة قيادة وكوادر الحركة والأسرى المحررين المبعدين إلى دولة قطر. أوجز الحاضرون وكل من يعرف الحديث عن سيرته العطرة وحياته وعلمه ودراسته وعمله، بعدها أصبحت أعرف الفقيد عن قرب، وعرفت سيرته الذاتية منذ نشأته حتى مماته، وعرفت كيف كانت حياته الجهادية والدعوية والإيمانية والحركية، وكيف كان همه فلسطين الذي وضعها نصب عينيه. أصبحت أعرفك يا مهندس مازن وكأني عشتُ حياتي برفقتك، عرفت عنك الإخلاص الذي لا تظهره لأحد إلاَّ لرب السماء، عرفت عنك الجهد.. المثابرة.. السرية والكتمان، وكيف استطعت توظيف ذلك في علاقتك بربك، عرفت عنك كيف كنت ترشد وتنصح طلاب الثانوية العامة أي التخصصات المناسبة التي يستطيع الطالب بعد تخرجه من الجامعة أن يقدم لفلسطين ولشعبها المجاهد، عرفت عنك ورغم المرض الذي ألم بك منذ سنوات، والذي يتطلب الراحة والجلوس في البيت أنك كنت تصول وتجول للعمل وللجهاد في سبيله، هذا المرض الذي أقعد الكثيرين، إلاَّ أنت يا مازن فقد تغلبت على هذا المرض لا العكس.. وكما أسلفت رغم المرض وحاجته التي تتطلب العلاج تلح على إخوانك في قيادة الحركة العمل وتقدم لهم الأفكار التي تخدم فلسطين، وكانوا يطلبون منك الراحة فيأبى ذلك ويصر بشدة على مواصلة عمله، وهي رسالة لكل القاعدين عن العمل أن مازن يعطيكم الدرس أن فلسطين تسحق منا الكثير الكثير. في بيت العزاء ذكرك إخوانك وهم يبكون بحرقة عليك، وأشهد الله أن كل من تحدث عنك بكى في قلبه قبل أن تذرف العيون الدموع، ذكروك وهم يتذكرون أعمالك وبصماتك، وكيف عشت معهم في دولة الكويت والإمارات على وجه الخصوص.. تذكروك وكيف كنت الأمين والمخلص على ما ينفع فلسطين وحركتك، ذكروك وفي قلوبهم ولعة على الفراق، ذكروك وهم الآن يفتقدون أعمالك الخالصة لله رب العالمين. صدق فيك يا مهندسنا قول معاذ بن جبل عندما دخل عليه عمر بن الخطاب في المسجد فوجده يبكي فقال له عمر رضي الله عنه ما الذي يبكيك يا أبا عبد الرحمن، فقال:" أخبرني أن الله عزوجل يحب الأخفياء، الأتقياء، الأبرياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وَإِنْ حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل فتنة عمياء مظلمة.. نعم إنهم القادة الربانيون الذين لم ولن ينسوا إخوانهم.. هؤلاء القادة الذي عاهدهم شعبنا الفلسطيني بالتمسك بالثوابت الفلسطينية.. هذا هو الطريق الذي لا يبتغون منه شيئاً في هذه الدنيا الفانية إلاَّ رضا الله سبحانه وتعالى.. رحم الله المهندس المجاهد الأخ مازن الضميري.. هنيئاً له هذا الطريق.. طريق الجهاد والمخلصين.. طريق المقاومة الذي سيوصلنا إلى فلسطين كل فلسطين " بإذن الله".. طريق القادة الأوفياء.. الكلام كثير في حق هذا الرجل الفقيد الذي عرفته من خلال قيادة المقاومة والثوابت.. فإلى الأمام يا قيادة الجهاد والاستشهاد والمقاومة.. فلسطين اليوم تفتقد مثل هؤلاء الرجال..