21.67°القدس
21.32°رام الله
20.53°الخليل
26.21°غزة
21.67° القدس
رام الله21.32°
الخليل20.53°
غزة26.21°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: "الكرامة" حوله الاحتلال لنقطة اعتقال ومعاناة

تحوّل معبر الكرامة نقطة العبور الحدودية الوحيدة لسكان الضفة الغربية من جسر إلى العالم الخارجي إلى مصيدة إسرائيلية يُعتقل من خلالها عشرات المواطنين الفلسطينيين سنويا ويُرجع منهم المئات من حيث أتوا وتتعرض نسبة منهم للابتزاز والمساومة، هذا عدا عن المعاناة المتواصلة التي يتخللها التفتيش المهين والانتظار لساعات طويلة للبقية الباقية. واستعرض تقرير لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان تستعرض في هذا التقرير بعضا من أوجه المعاناة التي يعيشها الفلسطيني خلال محاولته اجتياز معبر الكرامة (حسب التسمية الفلسطينية) أو جسر اللمبي (حسب التسمية الإسرائيلية) أو جسر الملك حسين (حسب الوصف الأردني). في هذا الإطار، يشير احمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية المتواجدة على معبر الكرامة اعتقلت منذ بداية العام الجاري وحتى هذا اليوم (14) مواطنا فلسطينيا أثناء محاولتهم عبور الجسر من الأراضي الفلسطينية باتجاه الأردن أو العكس. [color=red][title][b]اعتقالات متكررة[/b][/title][/color] وذكر البيتاوي أن المواطنين الذين تم اعتقالهم عن الجسر الإسرائيلي منذ بداية العام الحالي، هم: الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الذي اُعتقل في السابع عشر من نيسان/ ابريل الماضي والذي كان متوجها للديار الحجازية لأداء العمرة، والصحفي سامر علاوي مراسل فضائية الجزيرة في أفغانستان الذي اعتقل في التاسع من آب/أغسطس أثناء توجهه إلى الأردن بعد قضائه العطلة الصيفية مع عائلته في قرية سبسطية شمال نابلس. كما اعتقلت السلطات الإسرائيلية على الجسر المذكور بتاريخ الثالث من آذار/ مارس محمود عبد الرحيم مسعود احد رجال الأعمال الفلسطينيين المقيم في دولة الإمارات أثناء ذهابه لزيارة أقاربه في قرية تلفيت قضاء نابلس، كما اعتقلت المواطن نصار حسني الأشقر من مدينة قلقيلية وعلاء محمد عموري من قرية عورتا قضاء نابلس وعمر موسى أبو شلال من مخيم العين القريب من نابلس وعماد يوسف أبو ريحان من قرية تل جنوب نابلس. وسرد الباحث في التضامن الدولي بقية الذين التي اعتقلتهم سلطات الاحتلال على معبر الكرامة وهم: محمد احمد نبهان صقر من مخيم عسكر شرق نابلس الذي كان في رحلة علاجية خارج الأراضي الفلسطينية حيث يعاني من شلل نصفي، والمواطنان الأردنيان من أصول خليلية: حمزة محمد عثمان وأيمن احمد العدم، بالإضافة إلى اعتقال احمد فؤاد قط من قرية مادما جنوب نابلس ويوسف عاهد عمله من قرية قبلان جنوب نابلس والطالب الجامعي مارسيل محمود زقوت من قرية الدوحة قضاء بيت لحم والذين كان متوجها إلى الأردن لإكمال دراسته الجامعية. كما اعتقلت سلطات الاحتلال بتاريخ الخامس من ايلول/ سبتمبر الماضي المواطن عكرمة ميسره طعمة أثناء قدومه من السعودية لزيارة أقاربه في قرية قفين قضاء طولكرم. [color=red][title][b]إرجاع بعد طول انتظار[/b][/title][/color] من ناحيته، لفت احمد طوباسي المحامي في مؤسسة التضامن الدولي إلى أن سلطات الاحتلال المتواجدة على معبر الكرامة أرجعت خلال السنة الحالية ما يزيد عن (70) مواطنا ومواطنة فلسطينية ولم تسمح لهم بالعبور، وأوضح أن عملية الإرجاع تلك تسبقها عادة تأخير واحتجاز لعدة ساعات، قبل أن يأتي رجل الأمن الإسرائيلي ويبلغ المواطن بعدم السماح له بالعبور ويأمره بالرجوع من حيث أتى. وأشار طوباسي إلى أن الأشخاص المرجعين هم في اغلب الأحيان أسرى سابقين في سجون الاحتلال حيث يمنع الاحتلال سفرهم إلى خارج فلسطين، كما لم تُستثنى النساء من المنع. [color=red][title][b]ابتزاز ومساومة[/b][/title][/color] وفي ذات السياق، تحدث احد المواطنين لمؤسسة التضامن عن تجربته أثناء محاولته المرور عبر الجسر الإسرائيلي باتجاه الأردن بغرض زيارة شقيقته المصابة بمرض السرطان، حيث أشار إلى أن ضابط امن الجسر طلب منه الجلوس معه للتحدث و(الدردشة) في أمور عامة، وخلال هذا النقاش ألمح الضابط على انه سيسمح له بالعبور شريطة موافقته على التعاون مع المخابرات. من جانبه، أشار احد الطلبة الجامعين إلى انه حُرم من السفر إلى خارج فلسطين بغرض إكمال دراسته الجماعية لأنه رفض التعاون مع جهاز المخابرات الإسرائيلية عندما حاول قبل أكثر من ثلاث سنوات السفر عبر معبر الكرامة إلى بريطانيا. وأضاف:"بعد أول تجربة، حاولت مرة أخرى السفر عبر الجسر، إلا أن الضابط الإسرائيلي كرر نفس العرض السابق، وبعد أن أكدت له موقفي الأول برفض التعاون مهم، جدد رفضه السماح لي بالعبور إلا بعد الموافقة على شرطه، وعرض علي إعطائي رقم هاتفه الشخصي للاتصال عليه في حال قررت الموافقة على شرطه... عندها رفضت اخذ الرقم وقررت تأجيل مشروع الدراسة ". [color=red][title][b]إبعاد غير مباشر[/b][/title][/color] وبموازنة ذلك، أشار مواطن ثالث إلى انه حاول في إحدى المرات السفر عبر معبر الكرامة للعمل في السعودية، إلا انه تفاجئ بأن الضابط الإسرائيلي هناك رفض السماح له بالعبور إلا بعد التوقيع على ورقة تنص على عدم العودة إلى الضفة الغربية إلا بعد مضي 5 سنوات متتالية. وأضاف:"عندها شرحت للضابط أن والدتي العجوزة تعاني من أمراض مختلفة ولا يمكنني الابتعاد عنها طوال هذه المدة، ومن الضروري أن آتي لزيارتها وتفقد أحوالها، إلا أن الضابط الإسرائيلي أجاب أن هذه مشكلتي.. وكرر موقفه: إذا أردت السفر فعليك أن توقع... عندها رفضت التوقيع وعدت إلى قريتي". [color=red][title][b]معاناة أخرى[/b][/title][/color] ولا تقتصر معاناة المواطنين أثناء محاولتهم المرور عبر الجسر الإسرائيلي على الاعتقال والإرجاع فحسب؛ بل تمتد لتشمل العديد من المضايقات كالتفتيش الجسدي الدقيق الذي قد يتحول في بعض الأحيان إلى تفتيش عاري مذل، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأصناف الممنوع إدخالها إلى فلسطين حيث يتم مصادرة أو إتلاف هذه الحاجيات في حال كانت بحوزة المسافر الفلسطيني. كما يترافق ذلك مع تعمد في إغلاق الجسر تحت حجج واهية كإضراب الموظفين أو تعطل أجهزة الحاسوب، وهو ما يعني (تكدس) آلف المواطنين الفلسطينيين لساعات طوال في الحافلات وفي مساحات ضيقة حارة صيفا وباردة شتاء. [color=red][b][title]مخالفات قانونية وإنسانية[/title][/b][/color] من جانبه، أكد فارس أبو حسن محامي مؤسسة التضامن الدولي أن جميع الإجراءات الإسرائيلية على معبر الكرامة تندرج في إطار العقوبات المفروضة على الشعب الفلسطيني وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني التي تسمح للمواطنين تحت الاحتلال بحرية التنقل والسفر. وتابع أبو حسن:" حرصت المواثيق الدولية على حماية الحق في التنقل والسفر، حيث نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على حماية هذا الحق وكذلك نص العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على إرساء هذا الحق في المادة 12 التي نصت على "حق كل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ما في حرية التنقل فيه وحرية اختيار مكان إقامته وكذلك حرية مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده". وبيّن أو حسن أن دولة الاحتلال في إطار استمرار تنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني وتهربها من تطبيق أحكام القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، لا تزال تمنع وتعيق حرية سفر وتنقل الفلسطينيين وتهدف من خلال ذلك إعاقة تواصلهم مع العالم الخارجي. ويرى أبو حسن أن دولة الاحتلال بتصرفاتها التعسفية على معبر الكرامة تخالف حتى الاتفاقيات التي وقعتها مع السلطة الفلسطينية فيما يخص أيام العمل على المعبر، حيث تم الاتفاق بين الطرفين على عدم إغلاق المعبر إلا يومين على مدار السنة؛ أول أيام عيد الأضحى وأول أيام عيد "الغفران" عند اليهود، إلا أن دولة الاحتلال غالبا ما تغلق المعبر على أتفه الأسباب ودون أي تنسيق مسبق مع الجانب الفلسطيني. وحول الأهداف الإسرائيلية من هذه الإجراءات العقابية على الجسر، أكد أبو حسن على أن الاحتلال الإسرائيلي يعتقد أنه من خلال "سياسة منع السفر" مثلا يتم تحقيق عدد من الأهداف كجعل الإنسان الفلسطيني وخاصة الشباب منهم يعيشون حالة إحباط وترقب وسلخهم عن النشاطات الوطنية ومحاولة ابتزاز وأداة ضغط عليهم بغرض التعاون مع الاحتلال. ويتابع:"الأسباب الأخرى تتمثل في تحطيم نفسية الشباب الفلسطينيين، وجعلهم يحاولون التفكير بشكل ذاتي وأناني، دون التفكير بقضيتهم المشتركة، إضافة إلى أن هناك سببا آخر وهو تجهيل الشباب وعدم فتح الأفق العلمية أمامهم في الحصول على المعرفة والعلم من خلال استكمال دراستهم في الخارج على اعتبار أن الشخص المتعلم يكون أقوى فكريا وماديا أمام دولة الاحتلال".