ينشرح القلب وهو يرى قضية فلسطين باتت على رأس أولويات الأمة التي انتفضت على حكامها الظالمين ، فلطالما هزت شعارات التأييد والنصرة لفلسطين والقدس وغزة ساحات وميادين التغيير في البلاد الثائرة . لم يكن هذا الأمر ليكون ، ولم يكن للقلوب أن تنضح حباً لفلسطين ونصرةً لقضيتها ووقوفاً إلى جانبها ، إلا نتاجاً لجهاد طويل ومشرف خاضه ويخوضه الشعب الفلسطيني في كافة مواقعه ، وبعد صمود أسطوري شكل ملحمة جهادية غير مسبوقة . فالأمة التي كانت شاهدة على جهاد وصمود الشعب الفلسطيني ، تقف اليوم موقفاً مشرفاً وغير مسبوق مع الشعب الفلسطيني ، ومن وجهة نظري فإن توجه الجماهير العربية نحو قضية فلسطين يعتبر صحوة محمودة للأمة يجب الاستمرار فيها حتى الوصول إلى أن قضية القدس والأقصى وفلسطين هي قضية الأمة المركزية التي يجمع عليها كل فرد في هذه الأمة العظيمة . إن ما رأيته في حفل استقبال نظمته رابطة علماء فلسطين مساء أمس لثلة من العلماء جاءوا على رأس وفد برلماني وسياسي كبير ضم شخصيات من أكثر من أربعين دولة ، يجعلني أشعر أن تحرير هذه الأرض بات أقرب من أي وقت مضى . كيف لا يكون قريباً وعلماء الأمة يزاحمون أهل فلسطين وحكومتها من أجل بناء منبر المسجد الأقصى ، ويدفعون من أجل ذلك الأموال والجهد وقلوبهم تنتفض شوقاً لصلاة في المسجد الأقصى محرراً أو الشهادة على أعتابه كما أجمعوا في كلماته في هذا الاحتفال المهيب . إن وجود علماء الأمة اليوم في غزة يحمل رمزية كبيرة ، فغزة التي صمدت في وجه الاحتلال وتحررت منه بفعل المقاومة ، وثبتت رغم الحصار والألم وعضت على الجراح وحررت الأسرى في عملية وصفت بالمعجزة التاريخية ، باتت اليوم محطة انتظار لقطار يعبر الأرض المباركة وصولاً إلى الأقصى وكامل التراب الفلسطيني العزيز . إن وجود العلماء على أرض غزة يوجهون رسائل إلى المحتل الصهيوني أن أيامك على هذه الأرض باتت معدودة ، وأن قوتك التي تملكها لن تستطيع من خلالها إطفاء جذوة حب هذه الأرض الطاهرة من قلوب المسلمين في شتى بقاع المعمورة . يوجه رسائل بقرب زوال هذا الاحتلال ، فما دام الذي يحرك الأمة نحو فلسطين هم العلماء الذين يحملون رسالة الإسلام الشاملة فإن النصر لفلسطين وللإسلام بات قريباً ما يعني حتماً زوال هذا الكيان الذي قام على جراح وأشلاء الشعب الفلسطيني المسلم .. قريباً نصلي جميعاً في الأقصى " ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً"