رأيت أسفل الطاولة على شاطئ بحر غزة ورقة ممزقٌ طَرفُهَا مَكْتُوبٌ عليها" الشعب يريد حلاً للكهرباء, حتى ولو عملت على الطاقة النووية, أو الفحم الحجري " علمت أن صاحب الورقة يعاني من قهرٍ كهربائي مزمن وتوقَّعْتُ أنه يسكن في أحد بيوت المخيمات المصنوعة من "الأسبستوس" أو "الزينقو" أو الباطون "المفسَّخْ" بفعل القصف والحر صيفاً والبارد شتاءً. أخرجت من جيبي قلماً وكتبت على الوجه الخلفي للورقة "إن كنت تريد كهرباءً عليك أن تطفئ المكيفات, و المدافئ, وعليك بالشمع بدلاً من الأضواء, وأطفئ الثلاجة يا سيدي ليس لها لزوم في الشتاء, وعليك بالاستحمام مرة أسبوعياً فقط لتقنين استخدام السخان الكهربائي, ولا يوجد مبرر كافي لكي تصنع عصير الفواكه على "المولينكس", أو أن تحلق ذقنك وشنبك "بماكينة الحلاقة", وكذلك لا يوجد داعي لكي تغسل ملابسك في الغسالة الكهربائية, "إرميهم وإشتري غيرهم" أو "إغسلهم بالطُّشُط", وصعود الدرج رياضة وصحة فلا داعي للمصعد الكهربائي حتى ولو كنت تسكن "الطابق17" ... وبذلك ستضمن أن تأتيك فاتورة الكهرباء بـــ 200 شيكل, مع أنك لم تستخدم كل ما سبق. ألقيت الورقة وأخرجت ورقة أخرى من جيبي, وكتبت عليها" لماذا لا يتم خصخصة شركة الكهرباء؟ ولماذا لا نستخدم بطاقات "الدفع المسبق", حيث تقوم الشركة بتوصيل شبكات التمديد والتي تعمل من خلال برنامج محوسب, فيشتري المواطن بطاقة بعدد ما يحتاج من كمية الكهرباء ويدخل الرقم آلياً من بيته عن طريق "العدَّاد", وعندما تنتهي الكمية يشترى بطاقة أخرى, وبذلك نضمن عدم وجود غرامات ومتأخرات إضافية, أو خصم 170 شيكلاً على الموظفين, أو تراكمات, وبعدها " صباح الخير يا شركة إنتي في حالك وإحنا في حالنا". وضعنا أنا وأصدقائي أصابعنا في الشاي, و"بصَمْنَا" بالإجماع على هذا الحل, وأعطيت الورقة لصاحب الكافتريا, وقلت له : أرسلها للجهات المعنية؟ فضحك الرجل, وكتب على الوجه الخلفي للورقة "لا مانع, يصرف له" وعلَقها في مدخل الكافتريا, غادرت المكان وأنا أنظر خلفي "لبصَمَاتِنَا" وقلت: لعل قضية الكهرباء تكون من أولويات المصالحة؟!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.