كلام المصالحة عاد من جديد ولكن ما يميز هذه المرة أن جولاتها وحواراتها ستُدار من غزة وليس من أي بلد آخر، وربما هذه الخطوة تضيف على أجواء المصالحة قليل من التفاؤل وندعو الله أن تكون أرض غزة ببركتها وطيبتها محطة مهمة لإنهاء ذلك الانقسام. وفي اعتقادي أن حركة حماس لديها من الإيجابية الكثيرة للتعامل مع ملف المصالحة ولكنه ليس من موقع الضعف، ولكنه من موقع الوعي والحرص على وحدة الشعب الفلسطيني كما قال د. الزهار. وفي ذلك الإطار هناك من يسعى إلى تصدير مشهد أن حماس في أزمة ولذلك توجهت إلى المصالحة، وهذا غير صحيح لأن حماس قدمت ما استطاعت في كل جولات المصالحة والتي انتهت في الدوحة عندما اتفق الأخ خالد مشعل مع الرئيس محمود عباس على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته. وفي زمن اتفاق الدوحة لم يكن قد حدث ما حدث في مصر، وبالتالي حماس على مدار سنوات الانقسام تقدمت اتجاه المصالحة واعتبرتها خيارها الاستراتيجي، وحديث عزام الأحمد أن الانقسام سينتهي خلال ساعات تقرأ ما بين سطوره أنه أراد أن يرمي الكرة في ملعب حماس وأن يظهر أمام الرأي العام بأن حركة فتح ماضية في طريق تحقيق المصالحة الوطنية. ولكنه في ظني أن الأمر ليس بهذه السهولة وأن المصالحة لن تنتهي بالتصريحات الرنانة ولكنها بالتأكيد تتحقق بقرارات إيجابية ونوايا صادقة