18.88°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
23.87°غزة
18.88° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة23.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: لا إفراط ولا تفريط

هي ليست دعوة للتشاؤم واليأس، والانغلاق على الماضي الأليم، الذي تعودنا فيه على النكوص والعودة بأميال إلى الوراء، ولا حتى مدعاة للتفريط بالأمل والتفاؤل. لكن ما أدعو إليه هو التفاؤل بعين البصيرة على الماضي وما فيه من دروس في ظني خاسر من مر عليها دون أن يعتبر منها، ويضع يده على مفاصل الوجع الذي عانينا منه طويلاً، وأرهقتنا السنون والأيام ونحن ننظر إلى سراب من شدة الظمأ. المصالحة الفلسطينية وفجأة تصبح حديث الشارع الذي مزقته سني العذاب بين مطرقة الاحتلال وسندان ذو القربة، وظلم ذوي القربة أشد مضاضة من وقع الحسام المهند، المصالحة نشيد كل حر ينظر لهذا الوطن على أنه بالوحدة أقوى، أقوى في مواجهة خصومه وأعدائه مهما علو وتجبروا، كلامي ليس تعبيرا ومجازاً أو عبارات تلقى جزافاً، أليس مخيم جنين، بل عملية السور الواقي كلها وما نشأ عنها من وحدة في المواجهة، وصلت نهايتها إلى حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات تعبيراً حقيقياً أننا بوحدتنا أقوى. لكن ثمة مخاوف قد فعل الزمان بنا فعلته وعشعشت في رؤوسنا وأنّا لنا أن نمر عليها مرور الكرام، ونحن بحاجة إلى أن نقرأ التاريخ ونستلهم منه كل حكمة وعبرة، أليس من حقنا أن نكون أمام سيناريوهات ومحاذير قد تقع بتقدير الله أولاً، كنا قد وقعنا فيها من قبل، وما الذي يمنع وقوعها من جديد؟، لا تكلِمنا بعبارات التفاؤل التي هي أغنية المطبلين والمزمرين، أريدك أن تُعَبر بنظرة أعمق للأمور. أسئلة في نظري مشروعة ومن حق أي مواطن أن يلقيها وأن تَلقى إجابات ممن ولوا أمر المصالحة. - ما هو الضامن لاستمرار المصالحة بعيداً عن الأهواء التنظيمية بل الشخصية مستقبلاً؟ - إلى من سيرهن قرار الضفة المحتلة إلى حكومة وحدة وطنية قوية، أم إلى أجهزة أمنية أقوى بدعم الجانب الإسرائيلي؟ - ما هو مستقبل المقاومة المسلحة التي تختلف معها فتح نصاً ومضموناً؟ - هل نهاية الانقسام هو نهاية خلاف استمر لعقود فهو ليس وليد اللحظة الراهنة، بل منذ بروز الحركة الإسلامية ومعلمها الرئيسي الجامعة الإسلامية؟ - هل فعلاً من بينا من يسمون تكنوقراط أو حتى كفاءات مستقلة، إذا ما تحدثنا عن تحزب معظم الشعب الفلسطيني؟ - ما هو رد الفعل الإسرائيلي على المصالحة؟ وهل نحن على قدر من الاستعداد النفسي والجسدي والمجتمعي لمواجهة أي تصعيد محتمل من الجانب الإسرائيلي؟ هذه الأسئلة غيض من فيض من الأسئلة التي تدور في خلد الواحد منا، وهي تعبر عن حالة ترقب وحذر مبرر في ظل التجارب السابقة، ثمة دور كبير خلال الأسابيع الخمسة لحَملِ المصالحة، وماذا سيتولد عنه، أم أن هذا الحمل سيكون كاذباً كما سابقه، وبقي أن نسأل أليس الأسابيع الخمسة مساحة تلعب فيها قوى الشر والشيطان من أمريكا و"إسرائيل" لعبتها وتنقلب الطاولة على الجميع. رغم كل ما سبق فأنني أجدد أنني واحداً من الشعب الفلسطيني الذي تتوق نفسه لرؤية اللحمة الفلسطينية الحقيقية فتغيرات الحاضر وأزماته تفرض علينا جميعاً بلورة رؤية إستراتيجية للتحرير والدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. التصالح والوحدة ليستا معجزة مستحيلة التحقيق لكن متى توفرت النوايا الحسنة بعيداً عن التأثيرات الإقليمية والدولية فإننا قادرون على تشكيل رأي فلسطيني وحدوي في كل ما من شأنه أن يحفظ قضيتنا ورمزيتها وعدالتها.