13.57°القدس
13.3°رام الله
12.19°الخليل
19.38°غزة
13.57° القدس
رام الله13.3°
الخليل12.19°
غزة19.38°
السبت 16 نوفمبر 2024
4.73جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.75

مات أبوه وخرج من السجن ليدخل أخوه..

خبر: القسامي مصطفى السخل.. والفرحة الناقصة

ذهب لتفجير نفسه بعملية استشهادية في الأراضي المحتلة عام 1948 ولكن لم تنفذ كما خطط لها، فعاد إلى بيته ليصحو على محاصرة جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلته ومن ثم اعتقاله، الأسير مصطفى سعدي السخل (27 عاما) يتنفس الحرية بعد أن قضى في سجون الاحتلال، ١١ عاماً، منذ كان في السابعة عشر من عمره. يروي مصطفى ما حدث معه أوائل أيام اعتقاله، حيث تم اقتياده كرهاً إلى معسكر حوارة قرب نابلس، للتحقيق معه، قضى هناك ساعةً واحدة فقط، نقل بعدها إلى مركز التحقيق في "بتاح تكفا" شرق يافا، وضع في زنزانة صغيرة الحجم نتنة، واستمر معه التحقيق مدة 40 يوما، وعند عرضه على المحكمة للمرة الأولى حكم عليه مبدئيا بالاعتقال مدة 18 عاماً، لكن بعد استئناف المحامي خفف الحكم إلى 11 عاماً، لينقل بعد ذلك لسجن الأشبال "هشارون". [title]لا خَصم ولا خصام[/title] وبوجه مرهق مبتسم تحدث مصطفى عن حياته داخل السجن: "اعتقلت وأنا طالب في الصف الحادي عشر بتاريخ 10/4/2003 كنت أبلغ يومها ١٧ عاماً، اتهمني الاحتلال بالانتماء إلى حركة "حماس" والتخطيط لتنفيذ عملية استشهادية، درست الثانوية العامة داخل السجن في الفرع العلمي ومن ثم انتسبت إلى جامعة في غزة درست خدمة اجتماعية مدة 4 سنوات ممضياً وقتي بالسجن في حفظ القران وقراءة كتب في السياسة والإعلام". تابع حديثه قائلاً: "فترة اعتقالي في سجن الأشبال كانت جميلة لكنها صعبة حيث البراءة والحياة البسيطة والعفوية ولا وجود للحزبية بين الأسرى ولا انقسام، كما أن إدارة السجون تكون أعنف في التعامل معهم، ومن ثم نقلت إلى سجن جلبوع. بعد نقلي بعدة أيام بدأ الأسرى إضراباً عن الطعام.. وكنت أصغر أسير يشارك به من بين 900 أسير، وتعمدت إدارة السجون أن تقوم بإغرائي بالأكل والشرب لفك الإضراب لكنني ثبتت، ومن ثم نقلت إلى بئر السبع ومن ثم "جلبوع" ويليه "شطة" والدامون بعد ذلك نقلت إلى النقب ثم نفحة ومرة أخرى إلى النقب وأخيرا سجن رامون". [title]رحيل والده وقسوة الوداع[/title] ولعل الفراق عن قرب صعب، فماذا لو كان فراقًا لعزيز لم نره منذ زمن، هذا كان حال الأسير المحرر لحظة تلقيه الخبر، يروي بدمعة غائرة قصة إبلاغه برحيل والده: "كنت نائماً لحظة ورود الخبر، تجمع عددٌ من المشايخ، وبدأو بإخباري عن اعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية لشقيقي أنور المعتقل اليوم في سجون الاحتلال، لحظتها ظننت أن أحداً من أشقائي أصابه مكروه، فأوضح الشيوخ أن والدي توفى نتيجة لإصابته بجلطة في مقر المخابرات الفلسطينية". قال مصطفى إن أول ما جاء في خاطره حديث الرسول، صل الله عليه وسلم، عن المصائب، فأجابهم بأن لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه لراجعون، وبكى، لأنه لن يستطيع وداعه، وهو ما كان. [title]الأحداث المؤلمة والمرهقة[/title] حدثنا مصطفى عن أبرز الأحداث التي حصلت داخل السجون هم إضراب 2004 الذي استمر 18 يوماً بلا طعام، وبالاعتماد فقط على الماء والملح، وكذلك إضراب 2012 الذي استمر 28 يوماً، فيقول: "هذه الأيام قاسية جدًا على الأسرى فهو السلاح الأخير الذي يستخدمونه للحصول على ما يريدون والضغط على إدارة السجون لتحقيق مطالبهم البسيطة". أما أكثر المواقف المؤلمة والمؤثرة داخل السجن هو عدم تعرف أسير على ابنته عندما حضرت لزيارته بعدما أصبحت فتاة ناضجة حيث رفض الوالد مكالمة ابنته لعدم معرفته إياها وعندما علم بأنها ابنته أجهش بالبكاء، وكذلك عندما يفقد الأسير احد أفراد عائلته وهو داخل السجن. [title]لحظات الإفراج الأولى[/title] صمت مصطفى للحظات ثم قال: "عندما ذكر اسمي عند لحظة الإفراج مع مجموعة الأسرى المفرج عنهم سجدت لربي سجدة شكر، ودخلت بالبوسطة وفي حين وصولنا ما قبل المعبر أنزلنا الشرطي من البوسطة وفك القيد من يدي ورجلي، قال لي اذهب، قلت له إلى أين؟، قال: إلى الحاجز هناك، قلت له: امشي عادي؛ قال: نعم، كانت مشاعري مختلطة بين الخوف والرهبة واللهفة للقاء الأحبة وهذه المرة الأولى التي أمشي بها بلا قيود وبلا جدران حولي، انظر إلى الخلف عله ينادي علي ليعيدني إلى البوسطة، بعد ذلك مشيت بخطى مسرعة نحو الحاجز لأرى ابن اخي أحمد ومن خلفه أخوتي ووالدتي بانتظاري". وأضاف: "لقاء الأهل والأحبة من أجمل اللحظات التي يعيشها الأسير بعد الإفراج عنه، تفاجئت وأنا جالس بالسيارة في الطريق إلى بيت أهلي برؤية العمارات العالية والتغيير الكبير في المدينة، سررت من استقبال الناس لي لكن فرحتي لم تكتمل بسبب اعتقال الاحتلال لأخي الصغير قبل الإفراج عني بأيام فقط، وطبعاً رحيل والدي عن هذا الاستقبال المُميز". [title]مخططاتٌ مستقبلية[/title] ككل إنسان يولد ويتعلم، حلم مصطفى اليوم أن يكمل مشوار والده بالعمل في محله التجاري، وإتمام تعليمه الجامعي، وإيصال رسالة الأسرى للناس، التي قال إنها تتجسد في انتظار الحرية، فالحرية أغلى من المال، وهي أغلى ما يملك الأسير ويطمح، وهو يعتاش على الأمل بالحرية كما قال. داعياً الرئيس للعمل على تحرير الأسرى المرضى خاصة، وألا ينتظرهم شهداء محمولين على الأكتاف.