"الشباب" عايشت قصصًا لأناسٍ ظنّوا فيه نجاةً ورفعة..
خبر: الكذب خيبة.. والمؤمن ما يعمِلش "عيبَة"!!
23 نوفمبر 2011 . الساعة 07:23 ص بتوقيت القدس
هلا توقفت معنا لحظةً عزيزي القارئ.. دعني أسألك سؤالاً: إذا حصرك أحدهم في الزاوية وطرح عليك سؤالاً لا تريد الإجابة عنه.. كيف تتصرف؟ ستعطيه إجابةً غير صحيحة أليس كذلك؟.. ولكن هل تعرف ما صفة هذا التصرف شرعًا.. "إنه كذب".. وبعيدًا عن المثال المطروح، تستطيع كذبةٌ صغيرة أن تكون سببًا في مصيبةٍ كبيرة تهلك صاحبها في الدنيا والآخرة.. خصوصًا وأن من أهم صفات المؤمن أنه :"إذا حدّث صدق". أمثلةٌ عديدة تسوقها "الشباب" ضمن هذا التقرير، وقصصٌ شتّى قد تجعلك تفكر أكثر من ألف مرة قبل أن تكذب بعد اليوم.. التفاصيل تتبع: [title]سيارتي وأمي![/title] سالم كان معروفًا بلجوئه إلى الكذب حتى يخرج من أي ورطةٍ قد تعترضه في حياته منذ الصغر.. وقد عاقبه الله شر عقاب عندما كان يومًا مسرعًا بسيارته في طريق العودة إلى البيت، حيث أوقفه الشرطي مخالفًا بسبب السرعة الزائدة، ولكنه هرب من المأزق بكذبةٍ "إبلسيسة" حين دمعت عيناه وقال للشرطي :"إنما إسراعي هذا للحاق بأمي المريضة.. إنها على فراش الموت، ولذلك أنا مسرع كي أستطيع نقلها إلى المشفى قبل فوات الأوان".. ولم تمضِ ساعة.. وصل سالم إلى البيت فإذا به مقلوبٌ رأسًا على عقب، حيث تم نقل أمه فعلاً إلى المستشفى بفعل ذبحةٍ صدرية أصابتها فجأة، وهو الذي كان تركها صباحًا بكامل الصحة والعافية !!. [title]أختٌ في الرضاعة!![/title] وقبل ما يقارب العام، تناقلت الألسنة في قطاع غزة إحدى القصص المفجعة، التي دفعت رجالاً إلى الكذب بسبب الطمع والرغبة في التملّك.. أما التفاصيل: أبو رياض عاش مع زوجته ثلاثين عامًا ملؤها المحبة والمودة، ولم ينقصهم حتى تكتمل سعادتهم تلك إلا الأبناء يزينون حياتهم، ولكن.. قدر الله وما شاء فعل!! لم ترق طريقة "الاحترام" التي يعامل بها أبو رياض زوجته لإخوته الذين كانوا ينظرون إليه على أنه رجلٌ كبر في السن، وقد يفارقهم في أي لحظة تاركًا وراءه مالاً لا تأكله النيران.. ولكن لمن؟ لزوجته!! هذا بالتأكيد ما كان ليكون أبدًا كما بيّتوا النية.. أحد إخوته ادّعى أن امرأةً من زمن أمه، أخبرته أن أبو رياض هو أخٌ في الرضاعة لزوجته أم رياض! وأن عليهما أن يفترقا بمجرد معرفة الحقيقة.. وقع الخبر على الزوجين وقع الصاعقة، فدارا هائميْن يسألان طوب الأرض عن الحقيقة، حتى أنهك الزوجة التعب، فدخلت في غيبوبة وفارقت الحياة! ليكتشف الزوج بعد وفاتها أن ما كان من قولٍ بأخوّتهما بالرضاعة ليس سوى محض افتراء سببه الطمع.. ولكن جاء ذلك بعد فوات الأوان. [title]الكذب خيبة!![/title] أما في أحد أحياء شرق غزة، فأورد أحد الرجال ابنته التهلكة عندما قبل بأحد خاطبيها زوجًا لها دون التدقيق في السؤال عنه، كونه أبًا لتسع فتياتٍ غيرها كان أمله في حياته أن يزوّجهنّ جميعًا.. الشاب أوهم أبا الفتاة أنه حاصلٌ على شهادةٍ عليا، وموظفٌ في إحدى المؤسسات المرموقة، وكان هذا أحد أسباب الموافقة الجذرية.. وبعد أسبوع كانت الصدفة التي جعلت إحدى "سلفاتها" تخبرها أن زوجها ليس سوى خريج ابتدائية، وفوق هذا كله عاطلٌ عن العمل.. الأمر الذي دفعها إلى طلب الطلاق على الفور! [title]مرض![/title] من جانبه يرجع الاختصاصي النفسي إسماعيل أبو ركاب الكذب إلى مرض نفسي ينتج عن تعلم واكتساب الطفل منذ الصغر للسلوكيات الخاطئة في حياته اليومية. وهناك أسبابٌ أخرى تدفع الناس إلى الكذب أهمها: الخوف من العواقب، واكتساب فوائد، وتجنب ذكريات مؤلمة، إضافةً إلى الخيال الخصب، والرغبة في الحفاظ على المكانة الاجتماعية وحب الظهور، عوضًا عن العداء للآخرين فيتهمونهم أو يقذفونهم أو يصفونهم بصفات كاذبة، والاعتياد على الكذب والتربية عليه. وقال أبو ركاب :"قد يكون الكذب وراثيًّا كالأمراض الجسمية وذلك نتيجة التركيبة العقلية الدماغية للشخص، بالإضافة إلى أن البيئة المحيطة وضغوطاتها تساهم بشكل كبير في جعل الطفل كاذبًا، مستدركًا: "وفي حال زاد الكذب لدى أي شخص، يمكن معالجته عبر وسائل التدخل السلوكي، مع مراعاة أن بعض الأطفال كذبهم محمود لذكائهم الشديد كأن يقول أحدهم إن والده اشترى سيارة مما يدلل على خياله الواسع". [title]لا يكذب![/title] يحرم الإسلام الكذب، ويقول سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) [سورة غافر: 28]، وكان الكذب هو أبغضَ الصفات إلى رسول الإسلام محمد بن عبد الله، فعن عائشة بنت أبي بكر قالت: (ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة). والكذب هو من خصال المنافق كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر).. وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: نعم. فقيل له: أيكون بخيلاً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذَّابًا؟ فقال: لا. ويبيح الإسلام الكذب في ثلاث حالات فقط هي: الكذب للإصلاح بين المتخاصمين، والكذب على الأعداء في الحروب، والكذب بين الزوجين بغرض "دوام العشرة بينهما". والدليل على ذلك قول أم كلثوم بنت عقبة (ما سمعت رسول الله يرخّص في شيء من الكذب إلا في ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا أعده كاذبًا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها).
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.