18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الابتزاز أهم من الإفشال

لا ترى أمريكا في المصالحة الفلسطينية فائدة لما يسمى بعملية السلام. وتطالب عباس بحكومة لا تشارك فيها حماس، وتهدد بوقف المساعدات الأميركية للسلطة إن تضمنت الحكومة وزراء من حماس. وتطالب الحكومة أيضا بالالتزام الصريح بشروط الرباعية الدولية، وهي : (الاعتراف بإسرائيل، وبقرارات الشرعية الدولية وما وقعت عليه منظمة التحرير، ونبذ المقاومة). ما قاله البيت الأبيض تعقيباً على المصالحة لا يخرج عما قالته تل أبيب، ولا عما قاله نتنياهو. ففي تل أبيب يريدون حكومة تعترف بشروط الرباعية، وحكومة تلتزم بالتنسيق الأمني، وبمحاربة المقاومة، وبمنع تهريب السلاح. البيت الأبيض، وتل أبيب، لديهما القدرة على إفشال المصالحة الفلسطينية، ليس لدي شك في ذلك، ولكن الأهم عندهما من ( الإفشال) ، هو (الابتزاز)، بتوجيه المصالحة إلى خدمة مصالحهما، من خلال الضغوط على عباس بصفته رأس الهرم من ناحية، والمتلقي للمساعدات والمال من المانحين من ناحية أخرى، ومن خلاله نقل الضغط إلى حماس. الموقف الأميركي الإسرائيلي في غاية الوضوح، ولا يخضع لغموض اللغة الدبلوماسية. أميركا لا تدخل إلى مصالحها ومصالح إسرائيل من خلال الرفض المبدئي للمصالحة، فهي سعيدة بخروج حماس من الحكومة، ولكنها تذكر عباس بأن حماس على قائمة الإرهاب في أميركا وقوانين الكونجرس لا تمرر المساعدات في هذه الحالة، لذا يجدر أن يكون أعضاء حكومة التوافق من غير حماس. حين يستجيب عباس للمطلب الأميركي ، فإن عليه واجباً ينبغي تمريره لحماس تحت ضغط المال، وبهذا يتم ابتزاز حماس وعباس معاً، وتتحول حكومة التوافق الوطني إلى حكومة( تكنوقراط)، وتحقق أميركا مصالحها٠ تصريحات البيت الأبيض، وتل أبيب، ليست ضد عباس مباشرة، ولكنها ضد شراكة حقيقية لحماس في الحكومة، وربما في الانتخابات أيضا، فقد سمعنا أصواتاً إسرائيلية تطالب بمنع حماس في الضفة من المشاركة في الانتخابات، أو منع إجراء الانتخابات ابتداء في القدس والضفة. وبالتالي فإن كرت تل أبيب والبيت الأبيض الأحمر سيكون بيد عباس في وجه مطالب حماس. في اتفاق مكة المكرمة شهدنا نموذجاً للكرت الأحمر، وانتهت التجربة كلها للفشل، وفي اتفاق الشاطئ يخرج هنية طواعية من رئاسة الوزراء، لأن اتفاق الدوحة أعطى الكرسي لعباس، ولكن الكرت الأحمر مازال مسلطاً على بقية الإجراءات، لذا ما هو الإبداع الذي يقدمه الطرفان للنجاح، دون الخضوع السافر لسلطة الكرت الأحمر؟!. الكرة هنا ليست في ملعب حماس. الكرة في ملعب عباس وفتح. ما الإبداع الذي يقدمه عباس لإنجاح الشراكة؟ إن مطالبة حماس بما رفضته ليس إبداعاً. ورفع الكرت الأحمر الأميركي في وجه حماس ليس إبداعاً. والعمل المنفرد ليس إبداعاً. وتلبيس طاقية البيت الأبيض وتل أبيب لحماس ليس إبداعاً. الإبداع في مواجهة هذا كله يكون بشراكة حقيقية في الحكومة، وفي القرار، وفي مؤسسات القرار، وضم قوة حماس وورقتها إلى الكفاح القانوني، والسياسي ، الذي يعمل بهما عباس. الإبداع في المواجهة الوطنية المشتركة للضغوط، وليس في تقبل الابتزاز أو في الكرت الأحمر.