18.88°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
23.87°غزة
18.88° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة23.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: قصتان من ألمانيا لأهل مصر

قصتان حدثتا معي يومي السبت والأحد الماضيين، فقد سافرت إلى قرية بأطراف هامبورغ بشمال ألمانيا اسمها فيلهلمسبورغ لتغطية مؤتمر الشباب المسلم الذي ربما تكون قرأت تقريره فيما يصلك مني بالقائمة البريدية، وعند وصولي لمحطة القرية ظُهر السبت ركبت أول تاكسي بطابور التاكسيات المنتظرة للزبائن لينقلني لمكان المؤتمر ببلدية القرية التي يمثل الأتراك 70 % من سكانها. وكان السائق تركيا ملتحيا بادرني على الفور بالسلام وبعد تحركه سألني عن بلدي فأجبته أنني من مصر وأعيش في برلين فأخرج لي من جواره دعوة مطبوعة لمظاهرة حاشدة ستنظم بهامبورغ يوم السبت 26 مايو المقبل ضد انقلاب مصر وجرائمه فشكرت الرجل الذي حدثني أنه لا يفوت ركوعا أو سجودا إلا ودعا الله فيه على "مجرم الحرب الكذاب سي سي بأن يذله الله وينتقم منه ويخزيه ويفضحه ومن عاونه في سفكه لدماء المسلمين وظلمهم"، وأن ينصر الله الحق والإسلام ويرفع راياتهم في مصر، وأن ينصر الإخوان جماعة الصبر والدعوة و الأبطال الصامدين حفظة الكتاب، و الجماعة التي خدمت الإسلام في كل مكان ولم يزد ما تحدثت به عن كلمات لأن الرجل واصل دعاءه إلى أن وصلنا ، فنقدته أجره ونزلت من سيارته ودموعي تتساقط تأثرا من حديثه. وفي اليوم التالي تكرر هذا الموقف معي بشكل مشابه، فعندما توجهت في الثانية عشرة ليلا بعد انتهاء المؤتمر لموقف التاكسي لينقلني حيث أسكن، كان السائق شابا لم تبين لي ملامح وجهه جنسيته، وبعد لحظات سألني عن سبب حضوري للقرية وإن كان لي أقارب بها وذكرت له أني حضرت لمؤتمر فسألني إن كنت أحمل درجة الدكتوراه فرددت بالنفي، وسألني عن بلدى فأجبته.. فسأل عن الذي يحدث في مصر فقلت له كارثة،فسألني عن الجهة التي أقف معها فقلت له إنني ضد العسكر، فسألته عن جنسيته فذكر أنه «عثماني » وتحدث عن انشغاله يوميا بمتابعة ما يجري في مصر بشكل مفصل، وذكر أن «هذا المجرم سيسي» لا يعرف أن موقف اردوغان مما يجرى في مصر هو نفس موقف الأتراك الذين لن يغفروا له لأن انقلابه على الرئيس مرسي الحافظ للقرآن الكريم، وسجنه ذكرهم بانقلاب عسكر أتاتورك على «عدنان مندريس» وإعدامه بعد أن أعاد الأذان لتركيا، فقلت له «ما شاء الله عليك تبدو مهتما وملما بالسياسة» . فرد بانفعال قائلا: يا أخي إن هذا ليس اهتماما بالسياسة وإنما موقف إما ( مع الحق أو الباطل - قالهما بالعربية - )، وأن ما يجري في مصر ينغص عليه عيشه وأنه لا يمكن إلا أن يكون في صف الشعب المصري «الذي ظلم كما لم يظلم أحد بالعصر الحديث» وأنه وزوجته وابنتيه يدعون لهم ولمصر بنصر وفرج قريب ويدعون على «أخو الدونمة بمصر» وأنه متأكد أن نهاية «سي سي لن تكون طبيعية وأن الله سينتقم منه انتقاما لا مثيل له وسيذهب لمزبلة التاريخ مثل غيره». القصتان أرسلهما لي أحد الزملاء العاملين في قناة الجزيرة في أوروبا وقد نشرتهما كما وصلتاني ليعرف أهل مصر الشرفاء أن أناسا في أطراف الدنيا يقفون إلى جوارهم ويؤازرونهم حتى يسقط الانقلاب وأعوانه «ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا»