29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: التايمز : رياح التغيير في صالح حماس

ظلت "البوابة السوداء" التي تغلق الحدود بين مصر وقطاع غزة طيلة السنوات الماضية رمزا لمعاناة أهل غزة وعزلتهم بسبب عقود من النزاع وخاصة بعد إنهاء تمرد فتح الأمني وسيطرة حركة حماس التي فازت بأغلبية في انتخابات 2006 على القطاع. ولكن البوابة نفسها أصبحت في الآونة الأخيرة تمثل انعطافة جديدة بنظر قيادة حماس التي تزداد ثقة بقدراتها. وانفتح "القوسان التوأمان" للمعبر الحدودي مرتين في الأسابيع الأخيرة لاستقبال مئات المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال ورحيل جندي إسرائيلي واحد بالاتجاه المعاكس، والمرة الثانية لقيام ممثلين عن جماعة الإخوان المسلمين بزيارة غزة لأول مرة منذ عقود. ويرى مراقبون أن الواقعتين عززتا حظوظ الإسلاميين في مرحلة دقيقة قبل المفاوضات المقرر إجراؤها هذا الأسبوع في القاهرة مع رئيس السلطة بالضفة محمود عباس زعيم حركة فتح. ويأتي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى هذه المحادثات وهو يدرك أن الرياح الإقليمية تهب لصالحه، "فان حكاما مستبدين سقطوا وحركات وحكومات صعدت تضم جماعات إسلامية قمعها أولئك الحكام. ولم تفوت حماس فرصة لتأكيد هذا التطور مشيرة إلى تنامي الثقل الإقليمي لجماعة الإخوان المسلمين التي انبثقت حماس من رحمها، و التي يعتبرها محللون أقدم وأقوى جماعة إسلامية في العالم. وعلى النقيض من ذلك يصل عباس بنجاح ناقص لمشروعه في نيل اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وتزهو حماس من جهتها بنجاحها في مبادلة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط بأكثر من 1000 أسير فلسطيني. وتأمل الحركة بأن تمحو هذه المبادلة التي جرت بوساطة مصرية ذكريات العزلة والحصار الذي عانته غزة خلال أسر الجندي الصهيوني لأكثر من خمسة أعوام. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحلل الأمني الصهيوني بواز غانور مؤسس معهد السياسة الدولية "لمكافحة الإرهاب" أن حماس الآن "أقوى بكثير" من ذي قبل. ويرى غانور أن اتفاق تبادل الأسرى جاء في إطار "خطة معقدة" أعدتها حماس لكسر الحصار وتأمين قدر اكبر من الشرعية "على الساحة الدولية على أقل تقدير إن لم يكن بنظر إسرائيل" قبل الانتخابات الفلسطينية المقررة في ايار/مايو. وأضاف المحلل غانور أن حماس ما كانت لتعتبر مرشحا شرعيا طالما كان الجندي شاليط في قبضتها على الضد من اتفاقيات جنيف، بحسب تعبيره. ويؤكد قادة حماس وفتح أن محادثات القاهرة ستركز على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية من التكنوقراط حتى إجراء الانتخابات التي تأخرت طويلا عن موعدها. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث إن هناك الآن فرصة أفضل بكثير للاتفاق مشيرا إلى نجاح حماس بتبادل الأسرى ونيل فتح تأييدا شعبيا في الداخل لتحركها من أجل الاعتراف الدولي بفلسطين مؤكدا أن "النجاح يقلل الحاجة إلى المنافسة". ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن شعث أن التحرك من أجل الاعتراف الدولي بفلسطين سيخدم عملية المصالحة لأن من الانتقادات التي وجهت إلى عباس في الأمم المتحدة أن السلطة الفلسطينية لا تسيطر على قطاع غزة. ولا يقتصر الزخم الذي اكتسبته حماس على مصر بل هناك بوادر تحسن في العلاقات بين حماس والأردن الذي سحب مؤخرا اعتراضه على السماح لمشعل بزيارة عمان من مقره في العاصمة السورية دمشق. وأعلن رئيس الوزراء الأردني عون خصاونة أن قرار الأردن غلق مكتب حماس في عمان عام 1999 كان "خطأ سياسيا ودستوريا". ولكن لحركة حماس مصاعبها أيضا. ويشير مراقبون إلى أن انفتاح الأردن يبقى هشا. وتأتي زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله لمدينة رام الله هذا الأسبوع تأكيدا بأنه ما زال يعتبر عباس اللاعب الرئيسي في السياسة الفلسطينية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحلل السياسي في غزة وليد المدلل أن إيران ستكون سعيدة إذا دعمت حماس نظام الأسد "ولكني لا اعتقد أن حماس تستطيع ذلك لأنهم يعتبرون أنفسهم مناضلين من أجل الحرية وبالتالي لا يمكن أن يقفوا مع الأسد ضد مناضلين من اجل الحرية". ولكن المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط نيثان ثرول من مجموعة الأزمات الدولية في القدس يرى فرصة في حقيقة أن حماس وفتح تختلفان مع حليفيهما. وقال ثرول إن المصالحة الفلسطينية كانت طيلة سنوات مثقلة بدعاوى فتح القائلة أن قيادة حماس أسيرة "فيتو ايراني" ودعاوى حماس القائلة أن قيادة فتح أسيرة "فيتو اميركي". وشهدت الأشهر الماضية ترديا خطيرا في علاقات كل منهما براعيه. وهذا يعطي أملا بالتغلب على الفئوية، بحسب تعبير ثرول. في الشارع الفلسطيني نال تبادل الأسرى الذي حققته حماس ومبادرة عباس في الأمم المتحدة شعبية واسعة سعى الاثنان إلى استثمارها. ولكن ليس معروفا ما إذا كان أي من هذين الحدثين كافيا لدفع الفلسطينيين إلى تغيير ولاءاتهم.