10.57°القدس
10.32°رام الله
9.42°الخليل
18.21°غزة
10.57° القدس
رام الله10.32°
الخليل9.42°
غزة18.21°
الأحد 17 نوفمبر 2024
4.73جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.95يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.73
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.95
دولار أمريكي3.75

خبر: الأخوان "عوض الله".. حكاية عشق للجهاد حتى الشهادة

بعد 16 عاما على اغتيال القائدين القساميين عادل وعماد عوض الله، تتسلم العائلة جثمانيهما الطاهرين اليوم الثلاثاء، من السلطات الإسرائيلية ليسدل الستار على حكاية أخوين شاع أنه تم تصفيتهما بعد اعتقالهما في منزل بالقرب من خليل الرحمن في سبتمبر من العام 98. شككت العائلة في ذلك الوقت بمقتلهما وتعاملت مع القضية على أنهما مفقودان حتى يثبت العكس ، وقالت الوالدة في تصريحات سابقة "إن "إسرائيل" تُخفيهما في أحد سجونها"، خاصة وأنه في صيف عام 2003م تجدد النقاش الإسرائيلي الداخلي حول العملية الفاشلة لتحرير الجندي "نحشون فاكسمان"، الذي أسرته كتائب القسام عام وقُتل بنيران إسرائيلية أثناء محاولة تحريره على يد وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي. وقد أجرتْ صحيفة "يديعوت أحرونوت" لقاءً مع قائد وحدة خاصة سرية أخرى تابعة للشرطة الإسرائيلية اسمها "يمام"، حيث قال: "لو سُمح لوحدتي بالقيام بعملية تحرير "فاكسمان" لأخرجناه كما أخرجنا الأخوين عادل وعماد عوض الله". ورجّح صحفيون فلسطينيون وشهود عيان سَمح لهم الجيش الإسرائيلي بزيارة المنزل الذي استُشهد فيه الشقيقان عوض الله بالقرب من مدينة الخليل وقوع جريمة قتل الشقيقين خارج المنزل وليس داخله. وبحسب سكان المنطقة فإن المنزل يقع في منطقة منعزلة عن بقية المنازل، ومن خلال الجولة لم يلاحظ الصحفيون أثراً للاشتباك داخل الغرفة، وإنّما كانت هناك بضعة ثقوب نتيجة الرصاص في الجدران، وبعض بقع الدم الصغيرة على سقف الغرفة. وعرض المسئول العسكري الإسرائيلي الأسلحة التي قيل أنها ضُبطت بحوزة الشهيدين، وهي عوزي صغير، وكلاشنكوف، وتسعة قنابل يدوية، ومجموعة من صناديق الرصاص. علاوةً على تضارب الأنباء التي أذاعتها قوات الاحتلال بشأن استشهادهما، فهي في المرة الأولى قالت إنها قتلتهما على الفور، ثم عادت وقالت إنها قامت بتصفيتهما بعد اشتباك استمرّ لساعات. بعد سنوات من الجدل، علمت عائلة الشهيدين علمت من سلطات الاحتلال أنه تم دفنهما في مقبرة الأرقام المسماة بـ"ريفيديم"، دون أن تُعطي أية إثباتات تدلل على ذلك، وقد صدر أكثر من قرار عن المحكمة العليا الإسرائيلية بوجوب تسليم جثمانيهما لذويهما، ومع ذلك لم يتم تنفيذ القرار حسب ما تقول الوالدة. عاد الأمل إلى الأم الصابرة في شهر سبتمبر من العام 2013، عندما انتزعت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة والكشف عن مصير المفقودين قرارا من المحكمة الإسرائيلية العليا بتسليم جثامين الشهداء والتي اشتهرت باسم دفعة الـ36. وأعلنت اللجة أنه سيتم تسليم جثماني الأخوين "عوض الله من بوابة "نتانيا – تساناعوز" غرب مدينة طولكرم، داعية إلى مشاركة وطنية واسعة في تشييعهما. [title]الشهيد عادل[/title] ولد الشهيد عادل عوض الله في مدينة البيرة بتاريخ 14/4/1967، وانضم الشهيد إلى جماعة الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره وأصبح قائدا ميدانيا لمدينتي رام الله والبيرة. أصيب عدة مرات في الانتفاضة الأولى بالرصاص الحي والمطاطي إلا أن ذلك لم يمنعه أن يكون في المقدمة دائما وصاغ مع مجموعة من إخوانه أول بيان لحركة حماس بعد الضربة الكبيرة التي وجهتها لها سلطات الاحتلال في العام 1991، بعد قضاء محكومته وهو على باب السجن اعتقل مرة أخرى وحول إلى الاعتقال الإداري. وكان عماد أول شخص"شاب" يحمل على الأكتاف في مسيرة نظمتها حركة حماس ويهتف ضد الاحتلال ويعلن عن انطلاقة حركة حماس في ساحات الأقصى المبارك مع بدء الانتفاضة. واعتقل الشهيد عدة مرات في سجون الاحتلال الصهيوني وقد طورد عدة اشهر قبل أن يلقى القبض عليه من قبل سلطات الاحتلال ويحكم عليه ثلاث سنوات ونصف. وفي بداية عام 1996 وفي أعقاب عمليات الثأر لمقتل المهندس يحيى عياش داهمت قوات كيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية منزله وطلبت من عائلته أن يسلم هو وشقيقه عماد نفسيهما، رفض عادل الاستجابة لهم وقال ".. أفضل الشهادة على الرجوع إلى السجن مرة أخرى ". وبعد استشهاد المهندس يحيى عياش أصبح عادل المطلوب رقم واحد لدى سلطات الاحتلال والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أخضعت بيت العائلة إلى المراقبة الدائمة. وحاولت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بعد اغتيال محيي الدين الشريف إلصاق تهمة اغتيال الشريف بالشقيقين عماد وعادل عوض الله لتغطي على تورطها في تلك العملية، الأمر الذي نفاه عادل في شريط فيديو أرسل إلى وكالة رويتر. و تزوج عادل عوض الله عام 1989، و عنده من الأبناء ولدان محمد ومؤمن، وابنتان فداء الدين وندى. [title]الشهيد عماد[/title] أما عماد وهو الشقيق الأضغر لعادل ، ورفيق دربه فقد تزوج عام 1992م، وله أربعة أبناء، ولاء، التي أنهت الثانوية العامة بنجاح هذا العام، وعبد الرحمن وأحمد وهبة، وهم في المرحلة الثانوية. انضم مبكرا إلى صفوف الحركة الإسلامية واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي قضى خلالها عدة سنوات. وأصيب خلال المواجهات في الانتفاضة مرتين. وأصبح هو وشقيقه عادل في بداية عام 1996 مطاردا من قبل القوات الإسرائيلية وأجهزة السلطة في الضفة وتم مداهمة منزلهما أكثر من مرة لاعتقال الأخوين. واتهمته تلك الأجهزة مع أخيه عادل بالوقوف وراء اغتيال محيي الدين الشريف المسئول العسكري في كتائب القسام من أجل التغطية على تورطها في ذلك. وفي شهر نيسان من عام 1998 تمكنت أجهزة السلطة من اعتقاله ونقله إلى زنازين أريحا حيث خضع للتعذيب الشديد ومنع عنه الماء والطعام. ورغم التعذيب الشديد الذي تعرض له عماد رفض التهم التي حاول المحققون إلصاقها به. وفرَّ الشهيد عماد عوض الله من سجن أريحا في ظروف غامضة حيث كان معتقلا هناك. وتقول "أم أحمد" زوجة الشهيد عماد: "إن كل يوم يمرّ علينا هو ذكرى استشهاد لزوجي، فهو موجود معنا في كل يوم، وفي كل ساعة، وفي كل لحظة، دائما أتذكره أنا وأولادي الأربعة الذين رزقني الله بهم حتى يسيروا في النهاية على خطى والدهم وعمهم الشهيدين". وتصفه بالقول: "كان زوجي صاحب خُلق عال ودين كبير، كان يحافظ على صلواته الخمس في المسجد، ودائما له ورد من القرآن الكريم، كان يقوم بالتسبيح والقراءة أثناء المسير أو الجلوس لوحده، وكانت القراءة والرياضة من أحب هواياته، كان مثالاً للزوج الصالح، منذ بداية حياتنا الزوجية ونحن نسير على منهاج النبوة". وتبقى حكاية الأخوين الشهيدين من المطاردة وحتى الشهادة ذكرى وذاكرة ولعنة تطارد أبطال التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي إذ قالت صحيفة هآرتس حينئد إن" التعاون مع السلطة الفلسطينية هو العنصر الأساسي في الجهود الرامية لإحباط موجة الإرهاب التي تهدد حماس بشأنها ".