18.57°القدس
18.34°رام الله
17.19°الخليل
23.24°غزة
18.57° القدس
رام الله18.34°
الخليل17.19°
غزة23.24°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: وحدة الفهم

بعد أن تمّ توقيع الأطراف على اتفاق الشاطئ، أو قل إن شئت اتفاق غزة، حول إجراءات تنفيذ المصالحة بموجب اتفاقي القاهرة والدوحة، انتقل سؤال الرأي العام إلى سؤال الجدية في الالتزام والتنفيذ، وإلى سؤال التفاؤل من عدمه، وهي أسئلة تعبر عن حالة القلق التي تسكن الرأي العام، وحالة الحذر والحيطة عند من يتولى الإجابة، وجلّ الإجابات تحيل إلى الإرادة، والنية الصادقة. هذه الإحالة تعني أن نجاح المصالحة في حاجة إلى إرادة المصالحة، وإلى صدق النية التي تجمع بين القول والعمل، وهنا لا أودّ مناقشة هاتين، ولكني أودّ أن أناقش ثالثة تدور حول حاجة الطرفين إلى ( وحدة الفهم) في تفسير وتطبيق ما تمّ التوقيع عليه. وحدة الفهم غاية في الأهمية على المستوى النظري ، وعلى المستوى العملي، وإذا غابت لا سمح الله وقع الخلاف والشقاق، وتعطل الاتفاق. وقد جعل البنا الفهم أول أركان حركته. ولنضرب مثلاً يوضح ما نريد بوحدة الفهم. المصالحة تعني( الشراكة الحقيقية) ، هكذا تفهمها حماس، وهذا ما تقوله لأنصارها للحصول على تأييدهم لاتفاق المصالحة، فهل تفسر فتح الشراكة تفسير حماس نفسه، أم لها تفسيرها الخاص؟ هل تؤمن فتح بأن حماس شريك عملي في إدارة الحكومة الانتقالية ، وفي إدارة العملية الانتخابية القادمة؟ ، وهل هي شريك في لجنة الانتخابات العليا وفي المحكمة الانتخابية .. الخ؟ إن ما جاء في خطاب الرئيس أمام المجلس المركزي عبّر عن فهم خاص لعباس في موضوع الحكومة، فهي في تصريحه حكومته، وبرنامجها برنامجه، وهي تعترف بإسرائيل لأنه هو يعترف بإسرائيل، وهي تنبذ العنف( أي المقاومة) لأنه هو ينبذ المقاومة! ، بينما تقول حماس في تصريح لها على الخطاب: ( هذه الحكومة حكومة توافق، وليست حكومة أحد، وليس لها برنامج سياسي، لأنها حكومة مهمات محددة، وهي لا تنبذ المقاومة ! )، وهذا يدل على غياب الفهم الموحد والمشترك. لذا وجدنا تصريحات ترقيعية ( لمقبول وعريقات) تقول: ليس مطلوباً من الحكومة أن تعترف بإسرائيل؟! وبالتالي لا نجد هنا وحدة فهم لا داخل حركة فتح نفسها، ولا عند فتح وحماس. وإذا أخذنا ملف المنظمة، وهو يحكي إعادة بناء المنظمة، والاتفاق على برنامج سياسي مشترك، تلتقي عنده الأطراف، بحيث تكون المنظمة مرجعية البيت الفلسطيني، وهذا الفهم تقول به حماس، ولكن فتح تفسر إعادة البناء، ومشاركة حماس والجهاد، على أن لا يمس ذلك باتفاقيات المنظمة مع الطرف الإسرائيلي ، واتفاقية أوسلو واستحقاقاتها، وهذا يعني تباعداً في الفهم وليس تقارباً. ومن ثم هل تنجح اللقاءات اللاحقة في هذا الملف في توحيد فهم الأطراف لمصطلح إعادة البناء، لاسيما في ضوء أزمة المفاوضات. لا سيما بعد أن صرحت حماس أنها لا تعطي غطاء للمفاوضات. ليست شبكة الأمان المالية هي أخطر عقبات تنفيذ الاتفاق، ولا تشكيل حكومة التوافق هي الأخطر، بل الأخطر في نظري هو في تعدد الفهم ، وتباينه. قد تغيب وحدة الفهم نتيجة لنقص في الاتفاق على التفاصيل، أو نتيجة لتوقيع كل طرف على مفهومه، أو لسبب أو آخر. إن كل إجراء من الإجراءات القادمة يحتاج إلى وحدة فهم ، كي يُسْلم الفهم الموحد إلى تنفيذ بلا رفض أو احتجاج، وهذا في حاجة إلى مرجعية دائمة لتقريب مسافات الفهم، وجسر الخلافات المحتملة، لأن شواهد غياب وحدة الفهم ظاهرة ولا يمكن إنكارها