18.88°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
23.87°غزة
18.88° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة23.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: القادم بلا رتوش

( أتوقع أشهراً صعبة سياسياً ومالياً)، بهذه العبارة القصيرة لخص محمود عباس المشهد السياسي، والمالي ، للسلطة في الأشهر القادمة، دون تحديد لعدد الأشهر ، وهل تمتد لسنين، أم لا؟ ليس لي موقف مغاير لما قاله الرئيس عباس، بل أوافق عليه ، وأخشاه في الوقت نفسه، لاسيما بعد أن علق المجتمع الفلسطيني الآمال العريضة على اتفاق المصالحة. وهنا أودّ أن أذكر الفلسطيني حيثما كان في الآمال العريضة التي صنعها من صنعها وربطها باتفاق أوسلو، وانتظرت غزة سنغافورة الوطن ، ولكنها بقيت غزة، وازدادت المسافة بينها وبين سنغافورة بعداً مع السلطة، بينما كانت المسافة أقل قبل قيام السلطة. من صنع الأمل الكبير( سياسياً واقتصادياً) يوم أوسلو، هو من صنعه ويصنعه من جديد مع اتفاق المصالحة، ولست أدري ما الحكمة في هذه الصناعة المتكررة ؟! وما مدى واقعيتها؟! وكيف ستتحقق ؟! ما قاله الرئيس عباس صحيح ، ويحكي الواقع، وعلى المجتمع الفلسطيني بفئاته وشرائحه ونقاباته وأحزابه أن يكيف قوله وفعله وتوقعاته على التشخيص الذي قدمه عباس. ( في المستوى السياسي) ، أود أن أؤكد ما قلت ببعض التصريحات الإسرائيلية والأمريكية فهي تحكي صعوبة القادم سياسياً بدون مواربة. يقول رئيس حزب البيت اليهودي:( عصر أوسلو اقترب من نهايته، وسندخل عصر الواقعية. إنه لا اتفاق للسلام في المستقبل ). وغني عن القول أن مفهوم ( الواقعية ) هنا، هي سقف إسرائيلي جديد هو أدنى من سقف أوسلو، وهو سقف يعرف معالمه الرئيس عباس، ولعله هو السقف الذي أفشل المفاوضات الأخيرة، أو قل أدخلها في الأزمة الحالية. وفي تصريح ذي مغزى يقول جون كيري:( قد أقرر في مرحلة معينة الكشف عن خطة التسوية، وسأطلب من( إسرائيل ) والسلطة، قبولها رزمة واحدة، وباعتقادي أن احتمالات التوصل إلى اتفاق قد تزداد إذا تم استبدال القيادة الإسرائيلية أو الفلسطينية). لا يحتاج هذا التصريح إلى تعليق، والموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل في غاية الوضوح، و القيادة في إسرائيل تتغير بآليات إسرائيلية بحتة، ومن ثم فالتهديد هنا يتجه للطرف الفلسطيني فحسب. ( وفي المستوى المالي الصعب) في تصريح عباس تقدير حقيقي. المواطن الفلسطيني وبالذات في غزة في حاجة إلى كهرباء، ومواد بناء، وتصدير، ومعبر مفتوح، وحلّ مشاكل البطالة بين العمال والخريجين، وغير ذلك من القضايا الاجتماعية، وحلها يستلزم أموالاً هي غير متوفرة، ولا أتوقع أن تتوفر، وإذا توفر بعضها فالفساد في الطبقة المتنفذة وراءها خطوة خطوة. ولا شبكة أمان مالية للسلطة في قادم الأيام بدون قبول العرض السياسي الذي يقدمه كيري، وتؤيده بعض الدول العربية الغنية. المصالحة إذن ليست مفتاحاً سحرياً لا للمال، ولا للسياسة، وتحميلها أكثر مما تحتمل هو غباء في قراءة الواقع والسياسة. الأصعب قادم ، والتوكل على الله واجب.