23.33°القدس
22.95°رام الله
22.19°الخليل
25.48°غزة
23.33° القدس
رام الله22.95°
الخليل22.19°
غزة25.48°
الجمعة 24 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.67

خبر: ثقافة واجبة التغيير

ثقافة الصف الأول أو السطر الأول ثقافة يشوبها كثير من الخلل تجلب على الحريصون عليها القيل والقال وتجعل منهم مادة للحديث في المجالس العامة والتندر الأمر الذي لا يليق بهم ويضر بمواقفهم وشخصياتهم ومكانتها. من يرى في نفسه انه من رجال الصف الأول عليه أن يسعى جاهدا على الحضور مبكرا حتى يكون جلوسه في الصف الأول منطقي ويأتي في السياق الطبيعي ، حضر مبكرا فجلس في المكان الخالي ولم يكن هناك صفوف أخرى فجلس في الصف الذي وجده خاليا ولم يزاحم الناس ولم يتخط الرقاب ولم يجبر جالس بدون رضا نفسي وخجلا للقيام من مكانة الذي وجد به بشكل طبيعي، جاء مبكرا وجلس حيث المكان الأول أمر منطقي. ظاهرة الحرص على الجلوس في الصف الأول ليست في الاجتماعات أو الندوات أو اللقاءات على مختلف مسمياتها فقط، بل أول ما نجدها نجدها في المساجد والصلوات المختلفة علما أن تخطي الرقاب وهذا يكون واضحا في صلاة الجمعة، تجد الرجل يأتي وقد امتلأت الصفوف الأولى ويسعي إليها وهو يرى أنها امتلأت ويصر على المزاحمة رغم نظرات الناس إليه، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث صحيح من ظاهرة تخطي الرقاب ، ففي حديث عن رسول الله أنه قال " من اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة، فلم يتخطَّ أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته؛ كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها"، وفي حديث آخر روي عنه صلى الله عليه وسلم عندما رأي رجلا يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة وهو يخطب قال له -صلى الله عليه وسلم-: (اجلس فقد آذيت). صحيح أن هناك بعض الشخصيات لأسباب وظروف معينة تتعلق بطبيعة اللقاء أو الاجتماع مطلوب أن يكونوا في الصف الأول بل ويُحجز لهم المكان وهذا لا غبار فيه بل من الواجب أن يفسح المجال لهم ، ولكن ما يحدث مدعاة للأسى والاستغراب ويحتاج إلى وقفه للعمل على تغيير هذه الثقافة الآخذة بالاستشراء بطريقة غير مقبولة ومؤذية. الجلوس بين الناس لا إدارة الظهر لهم وسيلة للاستماع لهم وتحسس همومهم وهي مناسبة يشعر بها المواطن انه يجلس إلى جانب هذه الشخصية أو تلك ذات الوزن التنظيمي أو السياسي أو الاجتماعي يمكن في لحظة أن يهمس في أذنه في موضوع أو هم وشجون الحياة اليومية، أو هذا الجلوس يشعر المواطن أن هذه الشخصيات هي جزء من المجتمع تجلس بينه وتجلس حيث ينتهي المجلس بها لا أن يزاحم الناس ويتخطى رقابهم، و لا يقتصر الأمر على الشخص المسئول بل يلحق به بعض المرافقين بطريقة مستفزة في بعض الأحيان من وجهة نظر المواطن الذي لا يرى أن هناك ضرورة في ظل الحالة الأمنية المستتبة إلا لبعض الشخصيات الكبيرة والكبيرة جدا. نرجو أن لا يفهم ما تحدثنا به على غير وجه الحقيقي، وان لا يحمله الوشاة والنمامون وهواة الاصطياد بالمياه العكرة من أجل حظوة أو مكانة أو تحقيق مصلحة، ولكن نؤكد أن حديثنا نابع من باب المصلحة العامة وتعبير عن ما يدور بين الناس وتعليقاتهم التي نسمعها ونتابعها ونهدف إلى توصيلها عبر هذه السطور من اجل الحفاظ على الهيبة العامة والمكانة لتلك الشخصيات وسيرتها الطيبة والتي يجب الحفاظ عليها فربما تكون هناك غفلة عن مثل هذه الأمور الصغيرة ؛ولكن مراعاتها ومعرفة تعليقات الناس ومواقفهم منها ضرورة حتى يزال أي غبار يخفي بريق الذهب.