19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: على خطى شارون

حين نفذ شارون عملية إعادة الانتشار من طرف واحد، واجه معارضة من نتنياهو واليمين الإسرائيلي، لذا ترك الليكود وأقام كاديما. بعض الدراسات التي ناقشت قرار شارون الأحادي، قالت : إن شارون لا يريد أن يعترف بالطرف الفلسطيني كصاحب قضية، ومن ثم وجد في الحل الأحادي ما يشبع غروره، ويحقق رؤيته القائمة على حكم ذاتي للفلسطينيين لا يرقى لمستوى الدولة. نجح شارون في تنفيذ مشروعه في غزة، وأخفق في تنفيذه في الضفة لأسباب عديدة لست بصدد حصرها وعرضها، لأني مهتم ليس بما مضى، فقد مات شارون، ولكني مهتم بنتنياهو الذي يملك القرار الآن، وأحسبه يتجه بعد مأزق المفاوضات برعاية كيري، إلى استلهام مشروع شارون في الانسحاب الأحادي، أو إعادة الانتشار الأحادي، وهو ما نفهمه من مشروع القانون الذي يعتزم تقديمه إلى الكنيست والذي يحدد طبيعة الدولة بأنها يهودية، وأنها ملك للشعب اليهودي فقط. مشروع القانون سيقرّ بأغلبية مريحة، ولن يجد من يعترض عليه، وعندها سيحقق نتنياهو شرط يهودية الدولة التي طلبها من عباس والعرب والأمريكان، ومن ثم تصبح المفاوضات اللاحقة مع عباس، وغيره من العرب، تحت سقف يهودية الدولة، وعندها لا يستطيع المفاوض الفلسطيني الاعتراض، أو الرفض، وتكون إسرائيل قد حققت ما تريد بقرار أحادي مثير للقلق والخوف، ومن خلاله يستطيع نتنياهو تحقيق عملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين باسم القانون. بإقرار قانون يهودية الدولة في غضون أربعة أشهر يكون نتنياهو قد قضى تماماً على مفهوم الدولة الديمقراطية الواحدة ثنائية القومية، وواجه بالقانون أخطار التغيرات الديموغرافية، وهو ربما يتوسع في التفسير ليمنع قيام دولة فلسطينية بين البحر والنهر تحت سيف يهودية الدولة. في فلسطين المحتلة ٢١٪ من السكان هم فلسطينيون عرب ، سيفقدون تلقائياً حقوقهم كمواطنين، لأنهم ليسوا يهوداً، والدولة لليهود فقط. وبهذا يسقط شعار ) الدولة لكل مواطنيها) الذي ترفعه الأحزاب العربية في فلسطين المحتلة. أخطار القانون العنصري عديدة، ولم استهدف حصرها ومناقشتها في هذا المقال، لأنني مشغول بسؤال يقول: هل هذه بدايات لحلّ أحادي الجانب يفرضه نتنياهو على الضفة ، كما فرضه من قبل شارون على غزة؟! هل بتنا بعد القانون أمام عملية إعادة انتشار في الضفة؟ وعلى الطرف الفلسطيني أن يستعد لشغل الفراغ ؟ ومن ثم تصبح المفاوضات التي استغرقت عشرين عاماً أثراً بعد عين، وملهاة لم تعد مسلية، أو جاذبة لأحد. الأجواء العامة، وأجواء القانون المقترح، تحكي إرهاصات بدء مشروع حلّ أحادي يحمل توقيع نتنياهو ، بحيث يحقق مطالب اليمين الإسرائيلي، ولا يستجيب لأدنى مطالب الطرف الفلسطيني. نتنياهو يضع السلطة بين المطرقة والسندان كما يقولون، بعد أن قرر تنفيذ رؤيته، والاستغناء عن عباس. قد يكون هذا الكلام مبكراً لحاجته إلى أدلة أكثر، ولست معترضاً على من يقول ذلك، ولكني أبادر بذلك لأنه ليس ممتنع الحدوث من ناحية، ولأقول لأصحاب القرار الفلسطيني انتبهوا وأعدوا لكل أمر عدته