لم تفارق كلمات الحمد والثناء والرضى لسان ذلك الشاب طوال حديثه, وفي كلّ محطة من حياته يرجع الفضل لله أن تخطاها بنجاح وتفوق رغم معاناتها وصعوبتها. "بدأ حياته يتيماً ليغدو الآن طبيباً", سخّر كلّ معاناة لتكون سلماً للنجاح, وحوّل كل محنة إلى منحة بإرادة وهمة عالية حتى وصل إلى مراده وما زال يسعى إلى المزيد. [title]بداية السير[/title] محمد سلامة ماضي 25 عاماً من سكان مدينة رفح جنوب القطاع, توفي والده وهو في العاشرة من عمره بسبب مرض "الفشل الكلوي" لتخوض والدته غمار الحياة بأبنائها في سعي وكفاح. في بداية حديث "فلسطين الآن" مع ماضي قال:"كانت فترة صعبة عندما توفي والدي, وهذا قضاء الله وقدره, ولازم الواحد يصبر", موضحاً أن جميع أفراد العائلة المكونة من 9 أبناء واصلوا دراستهم في ظل هذه الظروف ومنهم من أنهى دراسته الجامعية. درس ماضي الذي يسكن في مخيم الشابورة برفح المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الرسمية بالمحافظة, وواصل دراسة المرحلة الثانوية في مدرسة الشهداء الثانوية ليتفوق في الثانوية العامة ويحصل على معدل 96.5%, ووجه خلال حديثه رسالة إلى طلاب الثانوية العامة قال فيها:"يجب الاعتماد على الله, وتنظيم الوقت والدراسة, والتحصل على رضى الوالدين والدعاء لهم". رغم حبّ ماضي الدراسة هنا في غزة إلا أن معدله في الثانوية العامة كان لا يسمح له أن يدرس في كليات الطب الموجودة هنا كما أفاد , مما دفعه ذلك أن يتقدم لمنح دراسية خارج القطاع وتم قبوله بمنحة في دولة السودان. [title]نجاح وافتخار[/title] تخرج ماضي من كلية الطب في إحدى جامعات السودان بعد سنوات من الغربة عبر عنها بقوله:" كانت الغربة صعبة ولكن بمشيئة الله ودعوات والدتي ودعم إخواني وأخواتي ومساعدة الجمعيات الخيرية وصلت إلى ما وصلت إليه", وحصل ماضي على سنة الامتياز لممارسة المهنة, وعاد قبل شهرين إلى قطاع غزة ليعمل الآن طبيباً متطوعاً في مستشفى أبو يوسف النجار بمحافظة رفح. "النجاح هو نعمة من الله عز وجل", بهذه الكلمات تحدث ماضي عن سر نجاحه في ظل الظروف التي مر بها, وأضاف:" المعاملة الحسنة مع الناس والصلاة والمحافظة على الطاعة وإرضاء الوالدة كانت من أكبر العوامل التي ساعدتني". وفيما يخص المستقبل الذي يسعى إليه ماضي أوضح أنه يريد مساعدة الناس وفق احتياج المجتمع ومتطلباته ووفق ما يتفوق ويبدع فيه في مجال مهنته, وقال:" بعد غربة 7 سنوات بلدنا أفضل من أي بلد آخر رغم كل الظروف". وبدوره أعرب رئيس الجمعية الاسلامية برفح ناصر برهوم عن فخره وجمعيته بالطبيب محمد ماضي , وقال:" تفتخر الجمعية الاسلامية برفح أن أحد الأيتام المكفولين لديها منذ سنين أصبح طبيباً يعمل في أحد مشافي رفح".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.