18.88°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
23.87°غزة
18.88° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة23.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: حماس و(إسرائيل).. الضربة أم الصفقة؟

بدون مقدمات، ظهرت في (إسرائيل) الأسابيع الأخيرة مطالبات من قبل مسؤولين سابقين وحاليين، وخبراء وباحثين، تدعو صناع القرار في (تل أبيب) إلى المبادرة في الظروف الحالية للقضاء على حركة حماس، وإلّا فقدت الدولة قدرتها على الردع، بعد أن استطاعت الحركة عبر إجراءات مع السلطة الفلسطينية في الأسابيع الأخيرة أن تصوغ برنامج العمل المباشر في صراعها مع (إسرائيل). مع العلم أن هناك اتفاقًا بين الجميع في (إسرائيل) على تقدير أن هذه واحدة من أقسى ساعات حماس، بعد القطيعة مع حليفتها في سوريا، وقلصت إيران المساعدة لها بسبب الموقف الذي التزمت به، أما مصر التي كانت لوقت قريب الجبهة الداخلية والدعامة الاستراتيجية لحماس فقد أعلنتها منظمة معادية، وفي الساحة الدولية تمتنع الولايات المتحدة عن إجراء أي اتصال بحماس، وتلتزم أوروبا بألا تعترف بها حتى تتبنى شروط الرباعية الثلاثة، وتركيا غارقة في صراعات داخلية، ومتوقع ألا يشغل "أردوغان" نفسه بقطاع غزة، وقد ضاقت أكثر الدول العربية والإسلامية ذرعاً بحماس. من أجل ذلك، تشير هذه الآراء إلى أن هذا هو الوقت الذي يجب فيه على (إسرائيل) أن تزن بجدية خيار أن تقضي على حماس بعاصفة، فلا أحد سيهب لنجدتها، ولن يُنبه أحد الرأي العام الدولي لإنقاذها، ولن يقترح أحد إنشاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في وقائع هذه الحرب، وهكذا يستطيع رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" أن يجتث التهديد من جذوره، ويمنع سيطرة حماس في المستقبل على الضفة الغربية في ظل حكومة وحدة وطنية. ورغم أن هذه الحرب ستجبي من (إسرائيل) ثمناً باهظاً من الدماء والخسائر والمصابين، وهذا ثمن فظيع، لكن إذا نجحت في المهمة فستسقط عنها أكبر تهديد من حماس بالقضاء عليها، وهو تهديد لا يكل المتحدثون باسمها عن ذكره، وفي هذا السياق فقط يمكن تفهم إعداد الرأي العام لتلك المعركة. من جهة أخرى، طرحت ذات الأوساط بديلاً آخر وهو محادثة حماس، لا سيما في وضعها الضعيف، أو الاستمرار على السير في مستنقع عدم وجود سياسة، مع تحمل تكاليفها، حتى تختفي قدرة (إسرائيل) على ردع عدو ليس دولة، متسائلة: ما الضير في حوار (إسرائيل) مع حماس؟ خاصة وأن منظمة التحرير الفلسطينيّة كانت ذات مرة مثل حماس، وفي كل الأحوال، فإن اتفاقاً يضم حماس أفضل من اتفاق بدونها، لأنّه بدون مشاركة حماس في المسيرة السلمية، فسيكون نصف أو ربع اتفاق فقط، الاتفاق مع قسم من الشعب الفلسطيني من شأنه أن يكون أسوأ من اتفاق سلام، لأنه لا يحل شيئاً بالنسبة للقسم الآخر. وكل اتفاق يجلب السلام مع الفلسطينيين، وتكون حماس مرتبطة به، كفيل بأن يبعدها، بهذا القدر أو ذاك، عن المحاور المعادية، ويقربها منها ومن حلفاء (إسرائيل) في الغرب، وتقترب من الفهم بأنّ حربها مع (إسرائيل) عديمة الجدوى. مع العلم أن هذا الخيار من الحوار والتفاوض مع حماس يصطدم بعقبة أنها لن تلتزم بالاعتراف بـ(إسرائيل)، ولهذا لا يمكن أن تكون شريكاً لها في السلام، والفارق بينها وبين فتح في التكتيك، فالسلطة تعترف بأنها تحرز التقدم باستعمال الدبلوماسية بدل "العنف" وسيلة للقضاء على (إسرائيل) على مراحل، حيث تتفاخر حماس بأصوليتها الإسلامية، وهي رائدة العمليات الاستشهادية، وسيكون قادتها أعضاء في المجلس الوزاري المصغر في السلطة الفلسطينية. وهناك في (إسرائيل) من يطالب بالتفاوض مع حماس في محاولة لتليين موقفها لتنحاز لموقف أكثر اعتدالاً، لكن يجب عليها كي نقبلها شريكاً في المحادثات أن تعترف اعترافاً رسمياً بـ(إسرائيل)، وتتنكر "للعنف"، وتلغي علناً ميثاقها الذي يدعو لقتل اليهود، ويجب على قادتها أن يقبلوا جميع الاتفاقات السابقة التي وقع عليها مع السلطة، ويتخلوا عن مخزونهم من القذائف الصاروخية الذي جاء من إيران ودول أخرى، فإذا وافقت حماس على ذلك فستعتبر شريكة في السلام، لكن احتمالات ذلك صفر، ولا تستطيع (إسرائيل) الآن أن تفاوض السلطة التي يقودها نشطاء يلتزمون بالقضاء عليها