19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: لتكن النكبة يومًا من أيامنا المشهودة

تأتي الذكرى السادسة والستون للنكبة في أحلك الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني في مواقعه كافة، سواء في داخل فلسطين المحتلة, حيث الحصار للإنسان, والتهويد للمقدسات, والتدمير للمزارع والمساكن, والمصادرة للأرض. أما في مخيمات اللجوء في سوريا فظلم ذوي القربى أشد وأنكى حيث التجويع والتدمير والحصار. أما باقي المواقع؛ فواقع الفلسطيني ليس بأحسن حال. كل هذه المعاناة المستمرة والتي تطال الجميع منذ 66 عامًا حتى أولئك الذين يعيشون بعيدًا عن المواجهة والأحداث خارج فلسطين يكفي أنهم لاجئون خارج وطنهم بدون حقوق, ومعرضون كل لحظة لكل العوارض, وسيدفعون الثمن لكل مأساة تمر بها مواطن لجوئهم. هذه النكبة المستمرة على مدى الأجيال والتي تطال كل واحد منا, ليست مثل النكبات التي تعرضت لها شعوب أخرى, فكل الشعوب التي تحيي ذكرياتها المؤلمة قادرة على إحياء هذه الذكرى بقوة غير عادية. فمثلاً ينجح الشيعة في إحياء ذكرى استشهاد الحسين بن علي رضوان الله عليه وتحويل ذكرى استشهاده إلى معلم بارز في حياة كل فرد ينتمي لهذه الطائفة, حتى أنك لو مررت في الأحياء الشيعية في أي بلد لا تكاد تجد مكانًا إلا عليه معالم إحياء هذه المناسبة. كذلك يحيي اليهود ذكرى خراب الهيكل، والهولوكوست، والآرمن يحيون ذكرى المذابح التي تعرض لها الآرمن. هذه المناسبات ليست أكثر مأساة ولا كارثية بالنسبة لهذه الشعوب من النكبة ومن تداعياتها على الشعب الفلسطيني, لكن لماذا نجحت هذه الشعوب أو الطوائف في إحياء هذه المناسبة بالشكل الذي نلحظه بالرغم من الجدل الكثير في ملابسات وقوعها, خاصة وأنه قد مر عليها زمن طويل امتد إلى مئات السنين، لكن النكبة التي لحقت بشعبنا مازلنا نعيشها ونعيش تداعياتها على حياتنا المباشرة وغير المباشرة، فلماذا حتى الآن مازلنا غير قادرين على أن نحيي ذكرى النكبة بشكل يتناسب مع حجمها، من حيث الشكل والمضمون, بحيث يعيشها كل فلسطيني في كل مكان ؟ ووضع خطة وطنية شاملة تشمل كل الوطن سواء في الداخل والخارج, بحيث يشترك كل فلسطيني في هذه الفعاليات حتى لو احتاج الأمر لإصدار فتوى دينية باعتباره يومًا من الأيام المشهودة في حياة المسلمين في فلسطين خاصة والعالم عامة، ألم يحي صلاح الدين الأيوبي مناسبة مثل "النبي صالح" في منطقة الرملة لحشد المسلمين في مواجهة الصليبيين على هذه الأرض؟ لقد آن الأوان لأن يأخذ إحياء يوم النكبة المكانة المناسبة له, لما له من معانٍ تربوية وثقافية ووطنية على كل فلسطيني في كل مكان وكل زمان، ألا يكفي أننا وصلنا إلى مرحلة مزرية بأن تقتصر فعاليات هذا اليوم في الصالات المغلقة؟ آن الأوان لأن يتحرك الجميع وبسرعة.