18.88°القدس
18.67°رام الله
17.75°الخليل
23.87°غزة
18.88° القدس
رام الله18.67°
الخليل17.75°
غزة23.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: ملف مخابرات

يحيي الشعب الفلسطيني الذكرى (٦٦) للنكبة الفلسطينية التي حملت تاريخاً تأسيسياً في ١٥ مايو ١٩٤٨م، غير أن التاريخ المؤسس للنكبة يتقدم في الزمن على عام ١٩٤٨م، ليصل إلى المحطة الأهم المسماة بوعد بلفور المشؤوم في ١٩١٧، واتفاقية سايكس بيكو لاقتسام النفوذ في البلاد العربية، وتوزيع ميراث الخلافة العثمانية التركية. النكبة هي الاسم المشبّع بالمعاني السلبية: ( كالتهجير، والطرد، وضياع الوطن، والاستيلاء على الأرض، وسرقة الممتلكات، وهدم القرى والبيوت والعروبة، والإسلام، وتزييف التاريخ، وتهويد فلسطين، وانتهاك الكرامة والحق في الحياة والوطن). النكبة قصة، وتاريخ، يحكي غيبة القيادة الفلسطينية القادرة على مواجهة التحديات التي فرضتها العصابات الصهيونية، ودولة الانتداب البريطاني، قبل النكبة بسنين، وفي أثناء معارك ٤٨، وبعدها أيضاً. وهي قصة وتاريخ يحكي ضعف الدور العربي في حماية فلسطين من ناحية، ويحكي فساده وتشرذمه وسوء تقديره لاحتلال فلسطين من ناحية أخرى. (٦٦ (عاماً مرت حتى الآن على النكبة، وفي كل عام يستعيد الفلسطيني حيثما كان، أحداث النكبة، وأسبابها، وتداعياتها المؤلمة، ومسئولية العربي من ناحية، ومسئولية الفلسطيني من ناحية ثانية، والمسئولية البريطانية من ناحية ثالثة. استعادة التاريخ مصحوبة بتقارير عن المعاناة المتجددة منذ النكبة وحتى تاريخه، شيء جيد ومفيد ، ربما يبقي قضية الوطن حية، ويستبقي أمل التحرير والعودة نشطاً في الأجيال المتعاقبة، إلى أن يأذن الله سبحانه. إن استعادة التاريخ ، وإحياء الذكرى المؤلمة، لا يمنع حاجتنا في كل عام إلى تقييم الدور الفلسطيني، من ناحية، والدور العربي من ناحية أخرى، في ضوء هدف التحرير والعودة. والسؤال العابر للسنوات والأفعال هو هل تقدمنا في العام (٦٦) من النكبة نحو هدفنا، أم أننا تأخرنا، أم أننا نراوح مكاننا بلا تقدم ولا تأخر؟! لا أود الإجابة عن التقدم والتأخر بشكل مباشر، ولكنني أزعم أن الاستراتيجية الصهيونية في إحكام القبضة على فلسطين واختراق الصف الفلسطيني والعربي تتقدم لصالحهم بشكل مطرد، وهم يعبرون عن سعادتهم بما أنجزوه، ويفتخرون بأعمال قادتهم. كانوا فيما مضى يفتخرون بإنجازاتهم داخل فلسطين، وهم في العام (٦٦) يفتخرون بإنجازاتهم على مستوى العواصم العربية، حيث لم تعد إسرائيل العدو الأول للعرب، وانحصرت العداوة الآن في الإرهاب ، وإذا نطقوا بكلمة الإرهاب فهم يعنون الإسلام، وتيار الإسلام السياسي. راية دولة إسرائيل المحتلة لفلسطين والأقصى ترفرف في عواصم رئيسة في العالم العربي، والنظام العربي تخفف من القضية الفلسطينية، وغسل جزءاً من يديه منها، ولم يعد يشعر بالمسئولية التاريخية، وفقد الفلسطيني الاحترام وحسن المعاملة في جلّ العواصم، وصار مريباً وملفاً في أجهزة المخابرات والأمن في جلّ العواصم. النكبة (٦٦ ) تساوي للأسف ملفاً في المخابرات. وعبوة غذاء في المخيمات. وطاولة مفاوضات عقيمة. العالم العربي رائع في الاختزال، وهو الأول في نسيان أهداف قضية فلسطين