23.3°القدس
22.94°رام الله
24.42°الخليل
28.27°غزة
23.3° القدس
رام الله22.94°
الخليل24.42°
غزة28.27°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

عدوى "التكرار" الأعمى طالت حتّى "المشاريع الصغيرة"!!

خبر: جدّد ولا تُقلّد..فالسوق لا يرحَم والزبون أذكى

"ابدأ من حيث انتهى الآخرون في ابتكار مشروعك؛ فالسوق لا يرحم، والزبون أذكى من الجميع".. حكمة قدمها أحد أساتذة التنمية البشرية لشابٍّ طرق بابه يسأل عن احتياجات السوق من المشاريع وأكثرها نجاحًا وتميزًا.. ونحن هنا نسدي إليك بالنصيحة ذاتها بعدما أضحى التقليد في المجتمع الفلسطيني "عدوى" أصابت عقول الشباب، وسمةً سائدةً بينهم بدعوى "تخفيف حدة البطالة".. الشاب (بدر هاني) الذي افتتح محلاً لألعاب الكمبيوتر "البلايستيشن" في "حاصل" ملاصق لبيته، بعدما استلف من "خاله" ما يقارب خمسة آلاف دولار.. كان أحد ضحايا هذا التقليد.. لاقى مشروع بدر في بداياته نجاحًا باهرًا، لا بل ورواجًا كبيرًا بين الفتيات والشبان على حدّ سواء، وتزايدت الأرباح خلال شهرين مضت، حتى انقلبت الأمور رأسًا على عقب! ولكن ماذا حدث معه؟ [title]حسدٌ وخيانة![/title] يقول بدر: "عندما نجح هذا المشروع بعد أن كانت الساعة بمبلغ 3 شواقل، أبى شابٌّ من الحيّ إلا أن يفتتح محلاً مشابهًا بالقرب منه وقد عقد العزم على أن يكون ربحه مشابهًا -لا بل أكثر من ربحي- فاستقطب زبائني، ووضع الأرباح في جيبه"، مكملاً بحسرة :"لقد أصبحت مثقلاً بديونٍ تقضّ مضجعي ليلاً نهارًا، وبعت من أجل تسديدها 10 أجهزة كمبيوتر بأثمان بخسة تصل إلى النصف". ولم تكن مأساة الشاب "مدحت حسان" ببعيدة عن مأساة سابقه، فقد تشابهت التفاصيل، حيث افتتح "حسان" محلاً للتصوير الفوتوغرافي والفيديو، والذي أدرّ عليه مالاً وفيرًا استطاع أن يجهز من أرباحه بيتًا مستقلاً له. وقال: "استدنت من ابن عمي مالاً لكي أجهز بيتي على أن أوفر له هذه الأموال شهريًّا من محل التصوير، لكن أبت خيانة الصديق إلا أن تكشف عن وجهها البغيض، فعندما رأى صديق لي أرباح محلّي سارع إلى افتتاح محلٍّ شبيه بمحلي، لا بل ومقابله تمامًا وقد ارتضيت ذلك لكنني فوجئت بأنه ينافسني منافسة غير شريفة ويبخس في الأسعار كي يستأثر بزبائني". [title]عقول "لا تبدع"[/title] ويري الخبير المصري د. مجدي سعيد الباحث في التنمية البشرية وعضو مجلس إدارة الرابطة العربية للإعلاميين العلميين في القاهرة، أن مسألة تقليد المشروعات هي ظاهرة تستشري حين يفقد الناس القدرة على الإبداع، أو تقل البدائل، قائلاً: "الحل هنا يكمن في تعليم الناس مهارة التفكير الإبداعي الخلاق". وقال في حديث خاص لمراسلة صحيفة "الشباب": "علينا أن نبدأ بتعليم أنفسنا أسس نجاح المشاريع التي ترجع إلى قانون العرض والطلب، فكلما زاد العرض عن الحاجة قلما قلت فرصة الطلب، وبالتالي قد تبور المشاريع المكررة، ويُفشل بعضها بعضًا، ولكي تنجح تلك المشاريع علينا أن نعلم الناس أولاً حسن الاختيار في مجال عمل المشروع، بأن يختار ما يحسن عمله، لا ما يختاره له غيره". ويتطرق د. سعيد إلى أهمية اختيار المكان في إقامة المشاريع الإنتاجية صاحبة الفكرة المكررة، فيقول: "على الشاب أن يدرس كم مشروعًا من نفس النوع موجودًا هناك؟، واحتياجات المنطقة المستهدفة". ويعقب: "حيثما وجد احتياج ملح غير ملبى فثم مشروع يمكن إنشاؤه". ويكمل الباحث التنموي حديثه حول أسس نجاح المشاريع، التي لخصها في: "إدارة حسابات المشروع بشكل منضبط من مدخلات ومصروفات وتقييد كل المعاملات المالية والنظر فيها بشكل دوري لمعرفة منحنى سير المشروع، فليس هناك مشروع بماليات معوجة أو غير منضبطة، ومن ذلك أن يتم تقسيم أرباح المشروع بين صيانة وتطوير وتوسعة من ناحية، وبين احتياجات صاحب المشروع للمصروفات، والنظر في الموارد والإمكانات المتاحة في مكان عمل المشروع من ناحية أخرى". [title]ثقافة سائدة[/title] وبدورها أكدت اعتماد الطرشاوي الباحثة في الشؤون التنموية على أن "التقليد" ثقافة سائدة في المجتمع الفلسطيني، "فإذا نجح مشروع نجد من يقلده ويكرره مما يؤدي إلى فشله بصورة كلية أو جزئية". وتضيف: "حتى نتخلص من هذه الثقافة، لا بد من عمل جدوى متكاملة ودراسات اقتصادية وفنية لمشاريعهم قبل أن يبدأوا فيها". إذن، كيف يختار الشاب فكرة جديدة إبداعية؟، تجيب الطرشاوي: الإبداع في اختيار فكرة المشروع ومكانه وزمانه الصحيح، وعبره يبتكر الشاب مشروعًا بعيدًا عن التقليد؛ بحيث يأتي بنموذج لم يسبقه إليه أحد، وهذا يتطلب –حسب رؤية الطرشاوي- أن يوسع الشاب أفقه وينظر إلى بيئته الداخلية والخارجية، ويقيم ذاته (فيبحث عن نقاط القوة في داخله ويزيدها ومن ثم يتغلب على نقاط الضعف لإنشاء مشروع مدرٍّ للدخل).