19.99°القدس
19.78°رام الله
18.86°الخليل
24.33°غزة
19.99° القدس
رام الله19.78°
الخليل18.86°
غزة24.33°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: حق العودة وعودة الحق.. قاب قوسين أو أدنى

[img=052014/view_1400466844.jpg]د.فهمي شراب[/img] لا شك أن العوامل الدولية وإرادة الدول الكبرى كانت سببا أساسيا في قيام دولة ( إسرائيل)، فظروف الحرب العالمية الأولى والثانية ساعدت اليهود في إنشاء دولتهم، وكان أول ما بدءوا به لإنشاء دولتهم كسب تعاطف متزايدا و متزامنا مع عدم رغبة بعض الأنظمة الغربية بوجودهم، لما عرف عنهم من تحكمهم في الاقتصاد والتورط في اغتيال الرؤساء والقادة ونسج المؤامرات وخاصة في أوروبا. فقد عملت الآلة الإعلامية الصهيونية على تزييف الحقائق وإظهار اليهود على أنهم ضحايا (From victims to victimizers )، بينما وصلت صورة العربي النمطية بأنه على اقل وصف " إنسان لا يستحق الحياة". وقد استفادت (إسرائيل) فيما بعد في الترويج لنفسها على أنها " واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط" وأنها تعيش في وسط عربي متخلف يتربص بها الدوائر، ولكن كما استفادت هي من وسائل الإعلام فان نفس هذه الأداة تساهم الان في كشف الحقائق التاريخية وإظهارها على حقيقتها، ويعتبر تطور وسائل الاتصال والميديا وظهور أدوات حديثة لتوصيل الصورة سريعة للغرب والعالم الحر مقرونا بظهور ديمقراطيات حقيقية في العالم العربي من اخطر ما يهدد (إسرائيل) في وقتنا الحاضر. فتاريخيا راهنت الحركة الصهيونية على عامل الوقت، على أساس أن الجيل الأول مات، والجيل الثاني سينسى،، ولكن مثل هذه النظريات تحطمت على صخرة الوعي الفلسطيني الوطني المتزايد. لم تفلح كل السياسات الإسرائيلية من اعتقال وتهجير وتدمير للبيوت وحصار من ثني الإرادة الفلسطينية، بل كل تلك السياسات العدائية ساهمت في إنضاج الفلسطيني وزيادة قناعاته بالمقاومة والتحرر من هذا المحتل الغاصب، متشبثا بمبدأ حق العودة للاجئين حسب ما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة ( 194)، الصادر بــ 11/12/1948 وقرار ( 338) الذي يؤكد على القرار الأول، رافضا جميع الحلول السياسية التي تنال من حقوقه، لان العودة هي تعني التحرر والاستقلال الوشيك وأساس الدولة الفلسطينية القوية. وسيظل الفلسطينيون متشبثون بحقوقهم الثابتة مدافعين عن وطنهم بكل السبل الممكنة، وقد أتاحت الأمم المتحدة في ميثاقها مبدأ "الكفاح المسلح"، هذا البند الذي كفلته كل الشرائع وقرارات الأمم المتحدة كالقرار رقم 3070 الصادر بتاريخ 30/11/1973م، والقرار 101 في الدورة 41 عام 1987م. ونفس العوامل التي ساعدت في إقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي سوف يكون لها دورا في زعزعتها وإضعافها على اقل تقدير، حيث سببت المقاطعة الأوروبية لإسرائيل قبل عدة شهور صداعا مؤلما وأثرت على علاقاتها مع قادة الدول الأوروبية، حيث تنامت مشاعر العداء الشعبي والرسمي الأوروبي لما ينتهجه بعض قادة الاحتلال الإسرائيلي من سياسة القامة المنتصبة التي لا تنحني لأحد ولا تعترف بخطأ ولا تقدم اعتذار، ( افيجدور ليبرمان نموذجا). وارتفعت كثير من الأصوات في الغرب و التي تنتقد (إسرائيل) والسياسة الصهيونية فيما كان قبل عدة اعوام مجرد النقد بمثابة كسر للتابوهات. وقد قدم الكثير من الأكاديميين في أوروبا والولايات المتحدة العديد من الورق الذي يكشف زيف الادعاءات الإسرائيلية وبدأت الجامعات في الخارج يصبح لها صوت ودور. ومن ناحية أخرى، بدأت تنهض بعض الأسئلة في الأوساط الأوروبية منها: لماذا يستمر الأوروبي بدفع الضرائب من جيبه الخاص لدولة ( إسرائيل) التي تظهر الآن بأنها ضد الديمقراطية والشرعية الدولية وأنها تقتل بدم بارد الفلسطينيين؟ لماذا تعادي الدول الأوروبية دولة مثل إيران لكون فقط ( إسرائيل) تناصبها العداء؟؟ وفي الختام فان نشاط لاجئو فلسطين في الخارج والجاليات والمغتربين بدأ يأخذ طابع منظم ومنهجي من خلال اتحادات الجاليات والمؤتمرات والذي يعمل بأكثر جدية ووطنية من ممثليات وسفارات فلسطين في الخارج، الأمر الذي يبشر بخير كثير في قادم الأيام القريبة.