خبر: الذكرى الخامسة لاستشهاد القائد نبيل أبو سلمية
12 يوليو 2011 . الساعة 09:09 ص بتوقيت القدس
ولد الدكتور نبيل أبو سلمية في السابع من نيسان/ابريل للعام 1960 لأب ورث منه الموقف الصارم والعقل الراجح وأم ورث منها الحنان والقلب الواسع . كان منذ طفولته نجماً بين إخوته ، فلم يكن يرضي والديه منه إلا أن يكون الأول بين أقرانه ، لم يتأخر يوما عن تلك الدرجة فقد كانت محجوزة له أينما ذهب. وكما يقال " يولد القائد قائداً " فقد كان صاحب الرأي النافذ بين أصحابه منذ صغره. ومما يروى من مواقفه الجريئة أثناء طفولته، فقد كانت قوات الاحتلال تفرض حظر التجوال على قطاع غزة وكان يسكن مع أهله في مخيم الشاطئ ، فكان يخرج إلى الشارع يتلمس بيوت جيرانه إذا كان هناك من يريد أن يرسل غرضاً إلى بيت آخر متنقلا بين شوارع المخيم غير خائفٍ من تلك البنادق المصوبة نحو بيوت المخيم تترصد أي شي يتحرك . ومما يذكر عنه أيضاً أنه كان يحب مرافقة والده للجلوس في مجالس الكبار ويفضلها عن قضاء وقته في ممارسة اللعب كباقي الأطفال . [color=red][title]شاب نشأ في طاعة الله[/title][/color] كان من الغريب والملفت أن ترى شاباً في المرحلة الثانوية يدخل المسجد أو حتى يلتزم بالصلاة في تلك الفترة من سبعينيات القرن الماضي. كان شهيدنا من رواد مسجد الهجاني بمدينة غزة مع قلة من شباب حي الدرج كان من أبرزهم الدكتور مروان أبو راس، فقد كانوا يجلسون سوياً يتدارسون كتاب الله ، ويتلون آياته ، دون أن يكون لهم أي إطار تنظيمي ، وذلك قبل إنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين في عام 1978 في تلك الفترة اشتد ولعه وإعجابه بشخصيتين من مؤسسي هذه الجماعة وأكبر مفكريها وهما الإمام حسن البنا، وسيد قطب، الذان كانا له قدوة يسير على خطاهما في أسلوبه الدعوي المبني على سعة الصدر ومرونة الأسلوب مع ثبات الفكر . لم يكن هذا الشاب المسلم الملتزم بعيداً عن هموم عائلته وحياتها المليئة بالتحديات ، فقد كان صاحب ذلك القلب المعلق بالمساجد بين أهله وإخوته ، يعمل معهم في مهنتهم داخل الأراضي المحتلة ، ليوفروا لوازم تلك الأسرة الممتدة، حالهم كحال معظم أبناء غزة . [color=red][title]الدعوة ... أسلوب حياة[/title][/color] لم تكن الدعوة في حياة أبي محمد وظيفة أو تكليفا ، ولكن كانت منهج حياة ، فكان داعية بأقواله وأفعاله وطريقة تعامله مع غيره من الناس . ومما عرف عنه أنه لم يكن له هدف في حياته أسمى من هداية من حوله إلى طريق الاستقامة ، فإن رأيته في بيته وجدته أباً مربياً ، وإن رأيته في المدرسة أو في الجامعة فهو المعلم الداعية الذي استطاع أن يمزج بين العلم والدين في انسجام تام ، فهو صاحب الشخصية الأقوى تأثيراً على طلابه ، والأقدر على امتلاك القلوب والعقول معاً. أسس الدكتور نبيل العديد من المراكز الدعوية والتربوية في منطقته ، وأولى اهتماماً خاصا بمراكز تحفيظ القرآن الكريم. ومما تميز به عن غيره من الدعاة أنه كان يستخدم ما آمن به من نظريات تربوية ليوظفها في نشر مبادئ دعوته. كان حاد الفراسة ، بارع في انتقاء الرجل المناسب للمكان المناسب ، حتى الشاب الذي ليس له مكان يصنع له مكانا يستطيع أن يكون فعالا من خلاله ، لتجد أن الشباب حوله كخلية نحل لا مكان للكسل وإضاعة الوقت بينهم. [color=red][title] لا بد للفارس يوما أن يترجل[/title][/color] كان الدكتور نبيل أبو سلمية رغم روحه الخفيفة ووجهه الطلق ، دائم الذكر للموت ، كثير الوصية ، رغم أنه كان يتمتع بصحة الرياضيين ، ولم يعان يوماً من مرض ، إلا أنه يعلم أن حياة المجاهد قصيرة لا بد لها من نهاية مشرفة . في ذلك الوقت كانت المقاومة الفلسطينية قد قامت بأنجح عملية في تاريخها ، واختطفت ذلك الجندي المجرم من قلب دبابته ، فأصبحت أجهزة الأمن الصهيونية تتخبط في دهشتها ، وقد تبددت أوهامها بضعف المقاومة وقدرتها اللامتناهية على امتلاك القوة الاعظم في المنطقة، فراحت تضرب يمينا وشمالا لعلها تشفي غليل شعبها ، وليس لتصل إلى طرف خيط فهي تعلم أنها لن تصل إلى شيء . أرادت هذه الاجهزة الفاشلة عسكريا أن تضع حداً لحياة رجل كان له الأثر الكبير في بناء جيل من المجاهدين والدعاة والمربين ، رجل تربوي أكاديمي قد يكون أخطر عليهم ممن يحملون السلاح ، فهو من يملأ قلوب هؤلاء المجاهدين بالشجاعة و الإقدام ، وهو من يعد جيلاً كاملاً من الدعاة الذين يكملون هذا الطريق ويحافظون على الجذوة مشتعلة ، ويضيء في قلوبهم شعلة متوقدة من الإيمان والتقوى . رحمك الله أيها المعلم ... وإنا على طريقك تلاميذاً مخلصين
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.