28.33°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
29.25°غزة
28.33° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة29.25°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

حكم عليه بالسجن 3 سنوات..

خبر: الشهيد عبد الرحمن العاروري.. معتقلاً سياسيا!!

العنوان ليس نكتة جديدة، ولا محاولة لتأزيم الوضع الداخلي (غير المنفرج أصلاً)، أو للخروج عن حدود اللهجة التصالحية التي تقتضيها مرحلة ما بعد اتفاق المصالحة الجديد. ولأن القضية التي أكتب عنها اليوم لا تحتمل الإضافات التعبيرية والتوصيفات التوضيحية، فسأكتفي بسرد موجز لأحداثها التي بدأت منذ 18 عاماً، ثم أترك للقارئ أن يخرج باستنتاجاته حولها، وأن يعبّر عن انطباعاته عنها. الشهيد عبد الرحمن العاروري، ابن بلدة عارورة قضاء رام الله، هو قائد قسامي عاش بدايات تأسيس كتائب القسام في الضفة الغربية بالتزامن مع انطلاق الانتفاضة الأولى، وكان من رفاق المهندس الشهيد يحيى عياش، وآمر الوحدة المختارة في كتائب القسام في تلك الأيام، والتي نفذت عدة عمليات بطولية كان آخرها قبل استشهاد عبد الرحمن بخمسة أيام فقط، حيث قضى اغتيالاً برصاص الاحتلال بتاريخ 6/12/1993. ولحكاية عبد الرحمن (أبو نور الدين) وجه إنساني وبطولي آخر يختصر الزمن الذي أسدل الستار على حادثة استشهاده يوم كان عمر ابنته الكبرى )أنوار( أربعة أعوام فقط، ويليها أخ (نور الدين) وأخت أخرى (منار) وثالثة (ثبات) كانت أمها حاملاً بها يوم استشهاد والدها. أما (أم النور) زوجة عبد الرحمن فهي مثال حيّ ومتجدد وموجع في الوقت ذاته على حكاية صبر طويلة وغير منتهية..! رأيتُها للمرة الأولى بُعيد استشهاد زوجها، قبل ثمانية عشر عاما، وكنتُ حينها طالبة في المدرسة، وسرّني لقاء زوجة قائد مجاهد كانت منطقة رام الله بأسرها تحفل بذكره والتغني ببطولاته في ذلك الوقت.. لكنني عدتُ لأستمع إليها بعد هذه السنين حين تكلمتُ معها عبر الهاتف، لتروي لي فصلاً آخر من رحلتها وعائلتها مع الألم والمعاناة. اليوم بات (نور الدين) رجلاً، لا بالاسم وحسب، بل بما يعنيه اعتقاله مرتين في سجون الاحتلال وثالثة (بينهما) لدى أجهزة السلطة، وليستقر به المقام منذ ثلاثة أشهر في سجون الاحتلال، حيث اعتقل في اليوم نفسه الذي تمت فيه خطبة شقيقته الثانية (منار)، أما شقيقته الكبرى (أنوار) فهي زوجة المعتقل السياسي في سجون السلطة في رام الله (إسلام العاروري)، والذي يقضي حكماً بالسجن لمدة ثلاثة أعوام، قضى منها حتى الآن خمسة عشر شهرا، بدأ أول يوم فيها بعد زواجه بشهرين فقط، ثم ولد ابنه (اليقين بالله) بينما كان إسلام خلف القضبان.. تقول أم النور إن (أنوار) زوجة إسلام العاروري لم تعش مع والدها الشهيد عبد الرحمن سوى عامين، بسبب اعتقالاته ومطاردته بعدها، وحين زُفّت إلى إسلام كانت تعتقد أن رحلة المعاناة قد وصلت إلى محطتها الأخيرة بعد أن عاشتها سنوات طويلة افتقدت فيها وجود الأب إلى جانبها، لكن قبضة (الأمن الوقائي) كانت أسرع من الاسترسال في أحلام الاستقرار والطمأنينة لأنوار ولوالدتها ولبقية بنيها! تقول أم النور إنها انتظرت طويلاً أن ترى أبناءها يكبرون لتعيش معهم لحظات فرح حرموا منها على مرّ سنوات طويلة، غير أن الفرح ما إن يقترب منهم حتى يُغادرهم من جديد، وها هي العائلة اليوم تعيش غياب الابن في سجون الاحتلال، وزوج الابنة في سجون السلطة بعد أن حوكم لديها ظلماً وعدوانا، فمتى يلتئم جرح العائلة وتقرّ عينها بلمّ الشمل؟! سؤال ننتظر إجابة عليه من رئيس السلطة محمود عباس، ونضيف إليه: ما الذي يمنع إصدار مرسوم بالإفراج عن إسلام العاروري؟ إن لم يكن إكراماً لروح الشهيد عبد الرحمن العاروري، فليكن بدوافع إنسانية خالصة، ورأفة بحال عائلة طحنتها المعاناة، وعاشت البعد والحرمان بألوانه كلّها..! لن نقول لكم: من المعيب أن تكافؤوا الشهداء وذويهم هكذا، ولا إنكم قد شطبتم مستقبل إسلام حين حرمتموه من العودة لإكمال دراسته في الخارج، فهذه حالات متكررة ومتشابهة جرت عليها سياسات أجهزتكم الظالمة. ولكن على الأقل فليطلق سراح إسلام إكراماً لابتسامات المصالحة، وعربون وفاء لالتزاماتها، وإلا.. فإن بقاء إسلام وإخوانه في سجونكم سيظلّ وصمة عار أبدية في جبينكم، لن يغفرها توافق، ولن تنساها ذاكرة جريحة!