منذ نصبها قبل نحو شهر، تحولت خيمة التضامن وسط مدينة نابلس إلى خلية نحل، لا تهدأ فيها الحركة التي تبدأ في التاسعة صباحاً ولا تنتهي قبل العاشرة ليلاً. أعمدة الخيمة قائمة على أهالي الأسرى المضربين عن الطعام، في مقدمتهم عائلة الزميل الصحفي محمد منى، لا سيما والده ووالدته المسنين. إضافة لزوجة الأسير ياسر بدرساوي، وأفراد من عائلة الأسرى عبد الرحمن اشتية وبهاء يعيش وسليمان أبو صالحة وغيرهم. إضافةً إلى الدور الملفت للناشطين في مجال الأسرى عماد الدين اشتيوي وهو منسق اللجنة الوطنية العليا، الذي يصفه الأهالي بـ"الدينمو"، وكذلك منسقة مركز أسرى فلسطين أمينة الطويل، ورئيس وأعضاء لجنة الأسرى المحررين وفي مقدمتهم حسني زلوم وعمر عفانة، المسئولان عن التواصل الالكتروني، ونشر الأخبار عن الأسرى أولا بأول، وآخرين، من الشباب الذين لا يكلون ولا يملون في سبيل إيصال صوت الإداريين ونقل معاناتهم، وإبقاء جذوة التضامن الشعبي مشتعلة. أحد المسئولين عن الخيمة قال "ما يجدر ذكره أن هذه الكوكبة من المخلصين يعملون للقضية دون الالتفات لفصيل أو تنظيم هنا أو هناك، وهم خليط متجانس لا يسمحون لأحد بالنيل من عزيمتهم أو فرض أجندته". وتابع في حديث لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "باتت الخيمة محط أنظار الجميع، يأتي إليها وفود من كافة المؤسسات والمنظمات والتجمعات الوطنية والشبابية، وكذلك يزورها مسئولون حكوميون ورؤساء مؤسسات خدماتية وأهلية"، وأيضاً يزور الخيمة أسرى محررون وشخصيات اعتبارية من كافة محافظات الضفة الغربية، وتحديداً المدن الشمالية. ويوماً بعد يوم تأخذ خيمة التضامن حجمها الطبيعي، فقد باتت قبلة لكل من يسعى لإنصاف المظلومين ولكل من يدعم الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني، كما انها منتهى الفعاليات الوطنية، فبعد كل مهرجان أو مسيرة أو نشاط مجتمعي يعقد في مواقع مختلفة من محافظة نابلس يصر القائمون عليه ان يكون مسك الختام في خيمة التضامن للوقوف إلى جانب الأهالي ودعمهم". [title]نقطة مضيئة[/title] ويؤكد منسق فعاليات الخيمة عماد اشتيوي لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] أن المكان تحول لنقطة مضيئة في سجل النضال الوطني والتآزر مع الحركة الأسيرة، مضيفاً "أن موقع الخيمة لعب دوراً كبيراً في نجاحها، فهي منصوبة في موقع حساس وهام ألا وهو دوار الشهداء في قلب نابلس، هذا المكان الذي يعد تجمعاً وملتقى لعشرات آلاف المواطنين يومياً، ونقطة انطلاق وعودة لكافة الاتجاهات". وتابع "هناك برنامج يومي للفعاليات، يبدأ في الغالب في العاشرة صباحاً، ويستمر حتى ساعات المساء، والمجال مفتوح لكل من يريد أن يدعم الأسرى وينصرهم، فهناك فعاليات شبابية للكتل الطلابية المختلفة في جامعة النجاح، وهناك ندوات تعقد بشكل دوري يحاضر فيها مختصون في قضايا الأسرى وحقوق الإنسان، ومن أبرز تلك الندوات التي عقدت حول الاعتقال الإداري التي حاضر فيها الخبير القانوني محمود حسان، وعضوة الهيئة العليا لرعاية شؤون الاسرى والمحررين أمينة الطويل. وأيضا المسابقة الثقافية والنضالية التي نظمها مركز أسرى فلسطين للدراسات وتمحورت حول تاريخ الحركة الأسيرة". وشدد اشتيوي على أن التضامن والتكاتف مع هذه القضية الوطنية يتزايد باضطراد، فمن عشرات إلى مئات واليوم نتحدث عن الآلاف يزورون الخيمة على مدار الساعة.. وهذا إنجاز كبير، يعكس حقيقة الشعور مع هؤلاء وتقديراً لمعاناتهم". [title]واجب وطني[/title] من جهته، أشار زلوم وهو أسير أمضى سنوات في سجون الاحتلال وشقيق لشهيد أن هذا النشاط أقل ما يمكن أن يقدم لمن ضحى بزهرة شبابه خلف القضبان في سبيل قضيته. وتابع لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]: "كنت أسيراً في سجون الاحتلال وأقدر جيداً ماذا يعني هذا، وكيف الشعور التي تمر به، وما هو موقف أهلك ومحبيك!! لذلك لن نبخل أنا وبقية إخواني من الأسرى المحريين على رفقاء الدرب بوقتنا". وأوضح أنه يتواجد يومياً في الخيمة يشارك في استقبال الضيوف وترتيب الفعاليات، مشدداً على أن النفس الوطني والوحدة هي التي تميز خيمة نابلس وهو سر نجاحها. وأكد على أن كل من يدعم الأسرى لن يسمح بأية تجاوزات أو تعديات ولن يسمح لأحد أن يهدم هذا الإنجاز الهام، وختم بقوله "نعرف ماذا يقول فلان وماذا يفعل فلان لاجهاض هذا الجهد، لكن لن ينجحوا، وسيأتي اليوم الذي نكشف فيه دورهم الخبيث في سبيل وأد هذه النشاطات والفعاليات، خدمة للاحتلال وإرضاء لشهواتهم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.