21.91°القدس
21.59°رام الله
20.53°الخليل
24.74°غزة
21.91° القدس
رام الله21.59°
الخليل20.53°
غزة24.74°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: الهجرة إلى الوطن

يعيش شبابنا حلم الهجرة إلى الخارج؛ طمعًا في حياة أفضل، وأخذ فرصهم لتطوير أنفسهم واستغلال طاقاتهم على النحو الأمثل، ولكن ما إن يستقر أحدهم بعيدًا عن وطنه وأهله مدة طويلة حتى يتملكه شعور جارف بالحنين إلى الوطن والأهل، فإذا تجرأ وأخذ قرار العودة وجد أمامه عقبات شتى تتعلق بالإمكانات المتواضعة لمؤسسات بلده، والبيروقراطية القاتلة في نواحي الحياة المختلفة التي لم يعهدها خلال حياته في الغربة، الأمر الذي قد يدفعه إلى العودة إلى غربته وقلبه مازال معلقًا بوطنه الأم. ظلت هذه تجربة العديد من المهاجرين العرب في بلاد العالم المتقدم عقودًا من الزمان، ولسان حالهم يقول: "لو أن لنا وطنًا نعود إليه يقدّرنا حقّ قدرنا، ويعطينا فرصة لنبدع فيه؛ لما ترددنا لحظة في ترك كل شيء والعودة إلى ربوعه"، وكان هذا ما فعلته دولة عربية صغيرة الحجم ذات طموحات كبيرة، إذ دعت العلماء العرب المميزين في مجالاتهم المختلفة ممن استقروا في بلاد العالم المتقدم ليعودوا إلى وطن يشبه وطنهم بظروف معيشية أفضل، وفرص عمل في تخصصاتهم المختلفة، وإبداع بلا حدود. حضرت أخيرًا إعلان مؤسسة قطر نتائج البحث العلمي الذي رعته المؤسسة بقيمة تجاوزت مائة مليون دولار خلال السنة الماضية، وأظهرت النتائج تقدم الأبحاث العلمية القطرية على نظيراتها في العالم العربي والعديد من دول العالم. ما أسعدني حقًّا كان إعلان أفضل الأبحاث التي أجريت خلال السنة الماضية، لاسيما ثلاثة منها: البحث الأول تضمن تغيير طريقة معالجة ماء البحر الذي يستخدم في التبريد ويؤدي إلى قتل الكائنات البحرية عند إعادة صبه في البحر إلى وصفة فعالة غير مؤذية للبيئة. المشروع الثاني كان تصميم بطاريات للآبار النفطية، قابلة للشحن بطريقة ميكانيكية دون الحاجة إلى رفعها إلى السطح لإعادة شحنها، مع ما يتضمنه هذا من تكلفة مادية لتأخذ مكان بطاريات الليثيوم الشديدة السمية على البيئة. أما الاختراع الثالث فكان طريقة لإعادة تدوير مواد البناء بنسبة 100%، وتطبيقها في بناء نماذج لأبنية ضاهت في جودتها تلك المبنية من مواد أولية غير مكررة. كانت تلك الأبحاث مصدر إلهام وفخر للعلماء العرب الذين قاموا بها، ولدولتهم المضيفة التي استثمرت فيهم استثمارًا ناجحًا، لاسيما أن تلك الأبحاث خرجت من دائرة البحث إلى حيز التطبيق، إذ تبنتها شركات كبرى واستثمرتها على الأرض، منها شركتا قطر للبترول وقطر للغاز. الأنموذج القطري هذا جدير بأن يحتذى لأن البحث العلمي ضمان لتقدم الأمم، لاسيما أننا لا نفتقد العقليات المعملية الفذّة القادرة على صنع المعجزات، إذا أعطيت فرصتها، ولاشك أن هذا ليس حكرًا على الدول العربية الغنية؛ لأن الأفكار المبدعة لا تحتاج دومًا إلى إمكانات ضخمة لكي ترى النور. وسعدت أخيرًا بإعلان مجلس البحث العلمي في وزارة التربية والتعليم العالي في غزة توزيع جوائز للبحث العلمي لعام 2014م، وتنوعت مجالاتها فشملت الدراسات الإنسانية والعلوم الطبيعية والتطبيقية والصحية والطبية. هذه الأبحاث إمكاناتها متواضعة، لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب تشجيعها واستثمارها؛ لأنها كفيلة بتحفيز الشباب على توظيف طاقاتهم في بلادهم والهجرة إليها؛ لأنها أحوج ما تكون لهم..