27.23°القدس
26.99°رام الله
26.08°الخليل
29.8°غزة
27.23° القدس
رام الله26.99°
الخليل26.08°
غزة29.8°
الثلاثاء 08 يوليو 2025
4.55جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.92يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.55
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.92
دولار أمريكي3.34

خبر: الشهيد عيسى.. ودّع خطيبتَه واختار الحور العين

كثيرٌ هم الذين يرحلونَ من هذه الدنيا مودعين أهلهم وإخوانهم وأصدقائهم، ولكن قلة هم الذين يتركون أثراً طويلاً خالداً في القلوب، وفكراً طويل الأمد في عقول الناس، وأخلاقاً عالية تجبرُ القريب والبعيد على التحدث بها حتى بعد الرحيل وفراق الدنيا. "نزار عيسي" ابن الخمسة والعشرين ربيعاً، قدّم نموذجاً راقياً للشابِ المؤمن الصبور الخلوق، صاحب الابتسامة الدائمة التي تسلب العقول، حتى نال احترام كل من قابله منذ أن كان يلعب مع الصبية في شوارع المخيم الضيقة. أيقنَ نزار أن العدو الإسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة والحراب وميادين الاستشهاد فانضم إلى إحدى المجموعات الجهادية في قطاع غزة، ليبدأ رحلة من التدريب العسكري الشاق، ليصنع من نفسه رجلاً لا يهاب الردى ولا يخاف في اللهِ لومةِ لائم. [title]عجّل زفافه بطريقته الخاصة[/title] عاش الشهيد نزار في حياته كحيٍّ أبدي، وعاش لآخرته كأنه سيموت غداً، فتلقى تعليمه الجامعي، وخطب إحدى الفتيات الملتزمات من مخيم جباليا، وفي الوقت نفسه كان يعد العدة لملاقاة أعداء الله اليهود المجرمين. وعلى الرغم من اقتراب حفل زفافه إلا أنه لم يتوقف عن عمله الدؤوب في مرحلة الإعداد والتدريب، فكان يخرج من بيته ممتشقاً سلاحه الطاهر منتظراً المهمات الجهادية وملاقاة أعداء اللهِ. يقول والده سعيد عيسى "45 عاماً" : كان نزار رحمه الله طائعاً لي ولأمه، محافظاً على صلواته في المسجد، ملتزماً بالنوافل، محباً للخير، وكان محبوباً من الجميع أهله وإخوانه وأصدقائه وزملائه في العمل والدراسة. وفي ختام الجنازة المهيبة التي انطلقت من مسجد القسام في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع، التي انتهت في "مقبرة الشهداء" في بيت لاهيا، صرخ والده عند مواراة فلذة قلبه الثرى " نزاااااار" بأعلى صوته ليغمي عليه بعدها فوراً. ويتابع والده:" لقد كانت صدمة كبيرةً لنا، فلقد جهزنا كل شيء لحفل زفافه الذي حُدّد بعد 20 يوماً من استشهاده، وحفل زفافه كان الفرحة الأولى لنا، لتتبدد الفرحة إلى مأتم وعزاء ودماء وأشلاء، والحمد لله أن شرفني باستشهاده فله الحمد حمداً كثيراً" وكانت أمه "أم نزار" تنتظر بفارغ الصبر أن يحين موعد زفافه في الدنيا، وجهزت كل شيء من أجل أن تفرح لفرحتها الأولى وفلذه كبدها "نزار"، لكن نزار اختار الرحيل وخطب الحور العين في الجنان بإذن الله تعالى. [title]دموعٌ وحزن[/title] وفي بيته على "تلة قليبو" من الشمال الشرقي لشمال القطاع، كانت الدموعُ سيدة الموقف، فالجميع هنا لم يصدقوا أن نزار محبوب الجميع قد ارتقى وفارقهم وهم يعدون العدة لزفافه والفرحة به. ويقول إبراهيم عيسى "32 عاماً" وهو ابن عم الشهيد: كان نزار رحمه الله صاحب همة وإرادة كبيرتين، فلقد كان يوصل الليل بالنهار من أجل العمل وإنجاز مهماته على أكمل وجه. ويواصل حديثه: لقد كان دائم الحديث عن المقاومة وعن أمنيته بالشهادة في سبيل الله عز وجل، وملاقاة أحبابه الشهداء، فلقد كان شهيداً يمشي على الأرض ينتظر اللحظة المناسبة للرحيل عن هذه الدنيا. وأعلنت المصادر الطبية الفلسطينية مساء الأحد 25/5/2014م، استشهاد المجاهد نزار سعيد إبراهيم عيسى، أثناء تنفيذه لعمل جهادي خلال مرحلة "الإعداد والتدريب"، وقد وصل إلى مستشفى كمال عدوان جثة هامدة.