18.9°القدس
18.67°رام الله
18.3°الخليل
23.68°غزة
18.9° القدس
رام الله18.67°
الخليل18.3°
غزة23.68°
الجمعة 24 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.97يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.97
دولار أمريكي3.67

خبر: ألم أقل لكم : لست متشائماً

كنت تحدثت في مقال سابق لي تحت عنوان " لست متشائماً ولكن " عن المصالحة واللقاء الذي عقد في القاهرة بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وزعيم حركة فتح والمسئول عن سلطة رام الله محمود عباس . وأوضحت أن اللقاء لن يحمل جديداً على أهميته ، كون العقليات والمواقف لم تتغير والتصرفات على الأرض لم تتغير وأوردت أمثلة حينها متعلقة بالاعتقال السياسي والتضييق على الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار . اليوم تثبت الأيام صدق مقالتي ، صحيح أن الرجلين جلسا في القاهرة في أجواء من التفاؤل غير معلوم السبب ، والقبلات الكثيرة التي وزعها الفريقين على خدود بعضهم البعض وأفرط فيها وعلى الهواء مباشرة عزام الأحمد، إلا أن ما كان بعد اللقاء لم يعكس ما كان قبل وأثناء اللقاء . فقد انقشع الغبار عن اللقاء ليظهر عبارات فضفاضة ، لا تصل إلى حد أن تذكر كنتيجة للقاء بين زعيمين لأكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية ، إلا أن حالة من التفاؤل تسود الأوساط الشعبية الفلسطينية التي رغم تعودها على حالات الإخفاق المتكررة لجهود المصالحة إلا أنها لا زالت تفرط في التفاؤل ولا أعلم هل أقول للأسف أم لا ؟!. بعيداً عن العموميات أعتقد أننا بحاجة لمراجعة مواقفنا والوقوف بشكل جاد أما أنفسنا لنقول بشكل واضح أن أبو مازن وفريقه الذي معه لا زال يضع في حساباته الموقف الأمريكي والضغوط التي يمارسها عليه على رأس الأمور التي ينظر إليها قبل التحرك في أي اتجاه أو اتخاذ أي موقف ، ولست هنا في موقف المتجني على فتح ، فالتصريح بصراحة كان لعباس في صحيفة دولية وراجعوا ذلك إن شئتم . لذلك فمن الصعوبة بمكان أن تتسع دائرة الاتفاق الحمساوي الفتحاوي ، فالضغوط الأمريكية المقدرة عباسياً وفتحاوياً ، وبدون أدنى شك تقضم أرضيات التفاهم بين الحركتين وتجعلها ضيقة لدرجة عدم اتساعها لطاولة حوار جاد ومعمق يجلس عليها الطرفان ليحلوا مشكلة آذت القضية ووصمتها بداء يصعب الفكاك منه اسمه " الانقسام " . ومن هنا فإن المطلوب للتساوق مع حالة التفاؤل التي أرجو أن تكون مقدمة لمصالحة جادة أن ينفك الطرف الفتحاوي وبكل وضوح عن الضغط الأمريكي ، والخوف من الغول الصهيوني ، وأن يتعامل بروح الثائر على سيطرة وتغول الأمريكي ، ويعلن موقفه بكل فلسطينية أنه يريد المصالحة ، ولن يقبل بأي إملاء يبقي من تريده أمريكا يتحكم في مصير شعب حر ، رفض القيد وانتفض على الاحتلال ، ولم توقف مسيرته لا خيانة الخائنين ولا جبروت الظالمين . حينها فقط سأكون وكثيرون معي من أشد المتفائلين بالمصالحة ،وتحقيقها وتحققها ، فقد أزيلت العقبة الوحيدة أمام الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني ، أرجو أن يكون ذلك قريباً .. ودمتم متفائلين .