ما أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن اختفاء أثر ثلاثة من جنوده في مدينة خليل الرحمن جنوب الضفة المحتلة، حتى ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات أضفت على الحدث الذي تصدر الإعلام، جانبا من السخرية والدعابة في ضوء ما تشهده الأراضِ الفلسطينية من أحداث متلاحقة. رمزية هذا الحدث وأهميته، تزامنت مع إضراب عن الطعام بدأه أكثر من 1500 أسير عن الطعام منذ 50 يوماً، لم يلتفت إليهم أحد ولم يبقَ للأسرى أمل بعد الله إلا جلعاد جديد، وهذا ما يفسر سر أصوات التكبير التي هزت السجون ما أن سمعوا بخبر أسر الجنود. ومع انطلاق فعاليات فلسطينية تضامنية مع الأسرى المضربين، وانتشار هاشتاج "#مي_وملح"، تندر محمد حمادة أحد نشطاء الفيسبوك قائلا: "إسرائيل تعلن عن إقامة خيمة تضامنية مع الأسرى وسط تل أبيب تحت شعار "#بيرة_وثلج" على غرار الهاشتاج الفلسطيني". في حين قال آخر: إن "إسرائيل" ستضطر إلى إنشاء وزارة الأسرى مع تزايد حالات أسر جنودها. أما محمد الشرفا، فسخر من إلغاء رئيس السلطة محمود عباس وزارة الأسرى في الحكومة الجديدة بعد ضغوط إسرائيلية غربية عليه، قائلا: "عرفتو ليه عباس ألغى وزارة الأسرى، لأنه مكشوف عنه الحجاب وعارف إنه في تبييض للسجون جاي في الطريق". وفي إشارة منه إلى أن رأس المقاومة وسلاحها مطلوب، قال محمد عبد العزيز متندراً: "إن عباس يطالب حماس بالتدخل لإطلاق سراح الجنود المأسورين واعدا بصرف رواتب موظفيها في غزة ومع المستحقات". وتبين أن أحد الجنود المأسورين اسمه جلعاد، وهو ما أضفى نوعا جديدا من الفكاهة على الحدث عندما، قال أحد النشطاء "يبدو أن الاسم نحس على يهود، وأن نتنياهو أصدر قرار بمنع تسمية الاسم مجددا". وتداول النشطاء كاريكاتور للرسامة "أمية جحا" يعكس حوار بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجلعاد شاليط بعد تحرره من الأسر: "سأل نتنياهو:" كيف تركت رجال الكتائب رد جلعاد: بفصلوا قمصان جديدة". تجدر الإشارة إلى أن جلعاد شاليط الذي تحرر عام 2010 مقابل أكثر من 1024 أسير وأسيرة في صفقة"وفاء الأحرار"، كانت أسرته كتائب القسام الجناح العسكري لحماس ، في شهر يونيو من العام 2006، وهو ذات الشهر الذي أسر فيه الجنود الثلاثة اليوم. كما تزامنت عملية أسر شاليط مع بدء مونديال 2006 في ذلك الوقت، وكان صرح بعد تحرره أن "حماس" سمحت له بمشاهدة المونديال، ما دعا أحد نشطاء الفيسبوك إلى التساؤل : هل يسمح الآسرون للجنود الثلاثة بمشاهدة مونديال 2014. أمام هذا التندر الفكاهي على الحدث، لم يغفل النشطاء جانب النصيحة والحذر الأمني من نشر أي معلومات تتعلق بعملية الأسر والتنبه من الأخبار الملغومة التي تصدر عن الإعلام الإسرائيلي. كما دعا النشطاء أهلنا في الخليل إلى الخروج بمسيرات في الشوارع والاشتباك مع الجيش الإسرائيلي الذي يحضر لعملية اجتياح بحثا عن جنوده المفقودين. ونصحوا أيضا بضرورة أن يقدم أصحاب المحلات والتجار على تكسير كاميرات التصوير والمراقبة للحيلولة دون الحصول إلى أي معلومة قد توصل إلى الأسرى بسهولة. وتوجه بدوره، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية نهاد الشيخ خليل بالنصيحة إلى آسري المستوطنين الثلاثة "ألا يعلنوا عن أنفسهم، وألا يعطوا أية معلومات عن المأسورين، وألا يُحددوا لهم أي مطالب، هذا سيساهم في أمنهم، وتحسين شروط مفاوضاتهم". ودعا كل الحريصين على مصلحة الوطن إلى تنظيم مسيرات دعم وإسناد وتضامن مع أهلنا في الخليل، داخل الوطن، وفي الخارج. يجب ألا يُترك أهل الخليل وحدهم".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.