ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين عدّة انتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية. فقد اقتحمت تلك القوات مقرات شركة "ترانس ميديا" في رام الله والخليل ونابلس، وصادرت جميع محتوياتها، كما اعتقلت مصور شبكة أجيال الإذاعية يحيى حبايب أثناء تغطيته للعمليات المختلفة التي تنفذها قوات الاحتلال في مدينة الخليل، قبل ان تطلق سراحه لاحقا. وقال مالك الشركة ورئيس مجلس إدارتها عامر الجعبري لمركز مدى بأن قوات الاحتلال صادرت أجهزة تقدّر بمليون دولار أمريكي، حيث تحتوي مقرات الشركة على أحدث أجهزة البث والكاميرات كونها تقدّم خدمات إعلامية لعشرة فضائيات عالمية وعربية ومحلية، كما أنها ستكون غير قادرة على متابعة عمها في الأيام القادمة لعدم وجود المعدات. وأضاف "رافق دوريات الاحتلال جيبات كبيرة قامت بتحميل جميع الأجهزة، وسرقتها. [title]اعتقال مصور[/title] من جهته أفاد حبايب أنه كان يقوم بتغطية الأحداث في منطقة عقبة تفوح بمدينة الخليل، وأثناء ذلك اقترب منه أحد الجنود وطلب منه التوقف عن تصوير تفتيشهم لإحدى المحلات لغاية خروجهم، فتوقف عن ذلك فوراً. وبعد الانتهاء قام بتصوير المحل واجرى مقابلات مع أهالي المنطقة، فما كان من الجندي إلا مصادرة جواله وكاميراته وتكبيله وتعصيب عينيه واقتياده إلى منطقة مجهولة. وأضاف حبايب قائلاً: "لقد مشينا على الاقدام حوالي نصف ساعة ومن ثم انتظرت في سيارة عسكرية لنصف ساعة أخرى، ثم اقتادوني إلى مكان تيّن لاحقاً أنه بيت قيد الترميم. لقد قاموا بضربي وإهانتي طوال الطريق وعندما وصلنا إلى البيت ازال احدهم العصبة عن عيوني وقال لي: "سأسمعك صوتاً سيعجبك كثيراً"، وبدأ بتكسير هاتفين محمولين والكاميرا وعدستين وكرتات الذاكرة". وتم اقتياد حبايب مرة أخرى إلى منطقة مجهولة وأنزلوه من الجيب العسكري في منطقة ما بين تفوح وحلحول وقالو له: "يلا دبر حالك". وأفاد حبايب بأن عملية الاعتقال كانت من الساعة الثالثة والنصف لغاية الساعة الثامنة صباحاً. [title]عزيز كايد[/title] أما يوم أمس الثلاثاء فقد اعتقلت قوات الاحتلال مدير قناة الأقصى في الضفة الغربية عزيز كايد من منزله. وصرّحت ابنته مريم أن قوات الاحتلال جاءت إلى منزلهم في مدينة رام الله واعتقلت والدها بعد حديث مقتضب معه. وفي اليوم ذاته منعت قوات الاحتلال مصور موقع القدس دوت كوم عبد الرحمان يونس من التصوير اثناء تغطيته لأزمة مرورية خانقة افتعلتها قوات الاحتلال على حاجز الكونتينر بالضفة الغربية. حيث أفاد يونس بأنه ذهب لتصوير الأزمة المرورية على الحاجز، وأثناء ذلك اقترب أحد جنود الاحتلال منه وشتمه وصادر كاميرته ومسح جميع الصور منها. كما قاموا بتهديده بالاعتقال وتكسير الكاميرا إذا قام بالتصوير مرة أخرى. وشدد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) ان هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسة من العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بالإضافة الى حرمان السجناء الفلسطينيين من مشاهدة التلفاز وقراءة الصحف، منذ اختفاء ثلاثة شبان من المستوطنين يوم الجمعة الماضي. وأكد في بيان وصل "فلسطين الآن" نسخة عنه، الأربعاء، على ضرورة ان يقف المجتمع الدولي وقفة حازمة ويضغط على سلطات الاحتلال لوقف اعتداءاتها على الاعلام الفللسطيني، وإعادة المعدات المصادرة، ووقف العقوبات الجماعية التي تفرضها على المجتمع الفلسطيني.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.