29.43°القدس
28.68°رام الله
28.3°الخليل
30.7°غزة
29.43° القدس
رام الله28.68°
الخليل28.3°
غزة30.7°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: اسمعت... شو في... بيقولوا

كصاروخ انتشاري يحمل مئات الأطنان من الروايات و"الحبكات" تنطلق الإشاعة وسط مجتمع ما, وبسرعة أسرع من الضوء تخترق الحصون والبيوت, ولا أدري هل اكتشف العلم الحديث أسرع من الإشاعة أم لا؟, فهي تنتشر في عدة مناطق وبوقت واحد كانفجار انشطاري, أو نووي يبيد منطقة بالكامل اجتماعياً وأخلاقياً ؟ القصة تبدأ من عند فلان, بعد معلومة قد يكون " ألَّفَها" أو شاهدها أو سمع عنها, فيبدأ بنشرها بين أصدقائه وجيرانه, تلتف المعلومة بقدرة قادر, وتتبلور, ثم تتشرنق لتخرج قصة جديدة طائرة ليس لها دخل من قريب أو بعيد فيما رآه أو ألَّفَهُ المصدر الأول للمعلومة, وبعد أيام من مرورها بين أزقة الشوارع وزحمة السيارات, متنقلة بين ألسن الذكور والإناث, الأحياء منهم والأموات, تعود الإشاعة لمصدرها, وسرعان ما يصدِّقُها المصدر الأول, وينطبق عليه المثل القائل "كذَّب الكِذبَة وصدَّقْهَا" ولا يقف الأمر عند هذا الحد, فهناك أناس مختصون كأنهم دارسون لأحدث طرق نشر الإشاعة وأسرعها, وأكثرها فتكاً في المجتمعات, ويتحدث بملئ الفيه, خاتماً كلامه بقولة " عيب يا راجل, مصدر موثوق إلِّي قال". أما الآخرون فهم " المُدَنْدِلُونَ" لرؤوسهم, الفاتحون لآذانهم كأنها سلة نفايات تستوعب كل الأقاويل والحكايات الخاطئة, ثم يبدأ عمله كمراسل فوري في نقل المعلومة وضمان وصلوها لأكبر عدد ممكن من الناس, وخصوصاً النساء. للإشاعة خطر كبير على المجتمع, وخطرها يتمثل في تفسخ العلاقات الاجتماعية, والخوض في أعراض الناس وحياتهم الشخصية, وقد يصل الأمر إلى تدمير البيوت أيضاً وقتل الناس, وقد يكون المرء سبباً في ذلك من حيث لا يدري, وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع.