23.3°القدس
22.94°رام الله
24.42°الخليل
28.27°غزة
23.3° القدس
رام الله22.94°
الخليل24.42°
غزة28.27°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: "الثورة".. فرصة للتخلص من ديكتاتورية الأزواج!

"يسقط يسقط يسقط عاطف".. "الشعب يريد إسقاط النظام".. للإشارة فقط "عاطف" ليس رئيس جمهورية لدولة عربية ما والنظام ليس المقصود به عناصر الأمن والشرطة وأمن الدولة لإرهاب شعب دولة عربية ما أيضا.. ولكن "عاطف" هو رب أسرة تتكون من زوجة ومن ابنتين جميلتين.. كانت زوجة "عاطف" تداعبه وتضاحكه حينما سمعتها تقول له يسقط يسقط عاطف في أحد ميادين القاهرة بعدما نزل الجميع من بيوتهم يبحثون عن فرصة للاحتفال وسط كل جماهير الشعب المصري بعد تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. أما عاطف فرد على زوجته قائلا: "أنا فقط أنتظر أن تقولي لي: "ارحل ارحل ارحل".. وستجديني قد تنازلت لك مسرعا عن الحكم فتحكمي الأسرة كلها وسأرحل بلا رجعة.. وهذا ما أتمناه منذ فترة.. ولكنني كنت أخفى عليك مشاعري" بالطبع كان عاطف هو الآخر يمزح مع زوجته أمام ابنتيه. [title]تحرير البيوت[/title] لكن الحقيقة أن هناك كثير من الزوجات اللاتي تعشن في قهر وظلم تحت وطأة وتعنت أزواجهن، ولكن وبعد أن شاركت تلك الأسر أنفسها وخصوصا الأزواج في خلع الديكتاتور الأكبر "حسني مبارك" من على رأس الأسرة الكبيرة التي هي مصر.. لم تتواني هؤلاء السيدات للمطالبة بحقوقهن في عيش حياة أكثر ديمقراطية تنعم بها وسط أسرهن الصغيرة.. تقول وفاء: لقد اتصلت بزوجي تليفونيا أثناء وجوده في ميدان التحرير، وكان يبيت هناك كل ليلة، وقلت له: بما أنك مقتنع لهذه الدرجة بضرورة الديمقراطية الأمر الذي يجعلك تبيت في ميدان التحرير مع زملائك في هذا البرد القارس، فأنك لن ترفض قراري بصفتي زوجة وعضو مهم في المنزل أن أرفض كل مراسم الديكتاتورية التي تحيط بنا داخل المنزل. رد عليها زوجها مستنكرا كونه ديكتاتورا على حد تلميحها، إلا أنها أكدت له أنه متعنت ومعتز برأيه ولا يقبل آراء الآخرين. فما كان منه إلا أن وعدها في حال تنحي مبارك أو ذهابه بلا عودة فإنه سيتغير هو الآخر وينشر مبادئ العدالة الاجتماعية داخل الأسرة". عادل يحكي عن زوجته التي بدأت في سلسلة لا متناهية من التمرد الأسري منذ أن تنحى مبارك، فيقول مازحا: لا يخفى على حد أن سلسلة من التنازلات سيضطر الزوج الشرقي للقيام بها على خلفية سقوط عدد من كراسي العرش في المنطقة العربية.. فعندما رأينا الرئيس التونسي بن على يفر هاربا من تونس، ثم لحق به مبارك من مصر، اتعظ باقي رؤساء الدول العربية وملوكها وبدئوا في تنفيذ سلسلة من التنازلات والإصلاحات التي تهين كرامتهم.. فلماذا الآن بالذات بدؤوا تلك الإصلاحات.. هذا المشهد المتكرر بالتأكيد قد علق في أذهان الجميع خصوصا الأزواج.. فإذا لم يلتزموا بحدود الديمقراطية وإجراء بعض التعديلات العاجلة والمقبولة فمن الممكن أن تحدث مشكلة في طيران البلاد بسبب خلع كثير من الزوجات لأزواجهن". بعد تنحي مبارك بيومين أخذت سمر في مناقشة زوجها في عدة أمور تخص المنزل ومستقبل شئونه الداخلية والخارجية بما فيهم الأولاد.. وعندما نطق زوجها نطق كفرا على حد تعبيرها فتقول: هالني تعنته لقد أحبطني إحباطا شديدا، فما كان مني إلا أن عبرت له عن غضبي وسألته: هل تعرف ماذا يشبه كلامك الذي نطقت به فورا؟ إنه يشبه خطاب مبارك الأخير.. عندما أغضب الشعب كله بعدم تنحيه فخرج الجميع ليخلعه الخلعة الأخيرة.. فما كان من زوجها إلا أن ضحك كثيرا ثم اعتذر منها وقال لها سنتناقش لاحقا. [title]ثورة النساء[/title] تعلق د.نعمت عوض الله الخبيرة بالشئون الاجتماعية بموقع أون إسلام قائلة: تحدث الكثيرين عن ثورة للنساء في البيوت، ولكن على ما يبدو لا النساء تثور أو أن ثورتها بلا معنى ولا استمرارية ولا إصرار، أو إنها تحتاج لميدان تحرير في بيتها ترابط فيه ولا تتحرك منه وتوقف حال الشقة كلها حتى يحدث تغيير.. فأنا أذكر مع أول حادثة زوجة تقتل زوجها وتقوم بتعبئته في أكياس بلاستيكية، أن قامت دعوة من باب المرح: "إن على الرجال أن تحذر وتحتاط فالمسألة لا تحتاج أكثر من رول أكياس زبالة وسكين حامي" وغيرها وغيرها... والآن الثورة على الديكتاتور. ولكن دعينا من الهزل –والكلام لعوض الله- ولنقل أن العلاقة الزوجية وطبيعتها تختلف تماما عن علاقة الحاكم بالمحكوم، أو من المفروض أن تكون كذلك، ففي اليوم الذي تتحول فيه العلاقة الزوجية إلى حاكم ومحكوم فهذا ليس زواجا ولا علاقة تم وصفها في جميع الأديان بأنها السكينة والرحمة والمحبة والرباط الذي خلقه الرب ولا يجوز لأحد أن يفصم عراه، إنما في كثير من الأحيان يتعامل الرجل في البيت على أنه الآمر الناهي، ولو لم تستجب الزوجة فهي غالبا ناشز تتهمه في رجولته وتريد أن تهين كيانه وكرامته. وتعتقد عوض الله: أن ثورة ميدان التحرير ستحل مشاكل كثيرة جدا دون احتياج إلى أي ثورات منزلية، ولا انتخابات من عينة تلك التي أجراها أبناء "فاتن حمامة في إمبراطورية ميم" لاختيار الرئيس المتحكم في البيت وتحريره - أي البيت - من سيطرة رأس المال.. فعودة الشعور بالحرية والكرامة إلى الرجال ستضبط تصرفاتهم في البيوت.. فثورة التحرير أو ثورة الكرامة كما يحب الشباب أن يسموها ستعيد ترتيب أشياء كثيرة حميمة جدا في بيوتنا، إن هذا الشعور الرائع بالحياة والحرية سيجعل كثير من الرجال تعيد ترتيب ألولياتها وتصرفاتها وتعاملها مع الزوجة والأولاد. وتكمل عوض الله قائلة: إن هذا لن يمنع طبعا أن يظل البعض يتعامل بصلف وديكتاتورية لمجرد أنه تعطف على الكائنة الناقصة التي اختار أن يرفع من مستواها وكرامتها ومكانتها بأن يقبل الزواج منها، ومع هذا النوع من الرجال يجب عمل وقفة، ولا مانع من ركوب موجة الاعتصام والإضراب. إن وجود "سى السيد" يجعل البيت كيان ناقص، كيان لا يتشارك أعضاؤه بل يتعاملون من منطلق واحد: "كل واحد يخلص نفسه ويسلك حاله" بلا انتماء حقيقي إلى أسرة أو كيان. [title]لامساومة[/title] وتعتب د.نعمت على أي زوجة تجعل الأمر يصل في بيتها إلى هذا المستوى، فعليها من البداية وضع بعض القواعد التي لا تقبل المساومة، منها احترام كرامتها وتقدير شخصيتها والتفاعل مع إنسانيتها. ومن أجل قليل من التوضيح للجملة السابقة فأن أي إهانة لكرامة الزوجة غير مقبولة من أول لحظة، وليس لها ما يبررها ولا البكاء والاعتذار والوعد بعدم العودة إلى هذه الإهانة لأنه سيعود، الاستهزاء بآرائها يحتاج وقفة، فالاختلاف في الرأي أو في وجهة النظر ليس مبررا للتسفيه أو التقريع أو عدم التشارك في اتخاذ القرار، ودفاعي في ذلك إنه إن كانت المرأة فعلا تافهة وبلا فكر وبلا آراء ولا تفهم في أي "حاجة " فهذا خطأ من اختارها زوجة ولا يجوز له أن يعاقبها على فعله هو.. وفي النهاية يتعامل معها على أنها طاحونة حديد، وليست إنسانة من لحم ودم تحتاج للدعم والمساعدة والحنان. وأخيرا تؤكد ماما نعمت: أنه بقليل من الخباثة لنقل أن الثورة الصامتة أحيانا أفضل من الاعتصام، "يعنى يغمى عليها في وقت حيوي جدا يحتاج فيه أشياء كثيرة. دربكة كتيرة يلوص حبتين قد تجعله يدرك أن من مصلحته أن يخفف عنها شوية علشان لا يفقد مصلحته". لكن لا تكثر من ذلك وإلا سيبدأ في البحث عن حلول خارج نطاقها ليضمن أشياؤه وهو ما لا نريده. [title]أباطرة هذا الزمان[/title] ومن جهتها تقول د.دعاء راجح المستشارة الاجتماعية بموقع أون إسلام: أنه مع سقوط الديكتاتور الأكبر سينهار كل الأباطرة والديكتاتوريات الآخرى الأصغر فالأصغر؛ لأننا نشأنا على ثقافة الرأي الواحد من أول رب الأسرة حتى رئيس الدولة.. وعندما تسود الديمقراطية واحترام الرأي الآخر سينعكس ذلك على البيت بلا شك . وتؤكد راجح أنه عن تجربة شخصية وقصة تعرفها جيدا فإن بعض الأزواج الذين كانوا يحملون قدرا كبيرا من التعنت بالرأي والصلف واتخاذ قرارات ديكتاتورية أدت إلى الانفصال في بعض الأحيان، فإن هؤلاء الأزواج عادوا إلى شدهم وأصبحوا أشخاصا مختلفين تماما بعد سقوط مبارك.. "ربنا يخليه لينا دايما رمزا لسقوط طاغية".