أصيب أكثر من 200 مقدسيًا في المواجهات التي اندلعت بعيد جريمة اختطاف وقتل الفتى محمد أبو خضير 17 عامًا حرقًا من قبل المستوطنين في شعفاط شمال المدينة المحتلة، فيما أعلن الإضراب اليوم حدادًا على الجريمة التي لاقت إدانة واسعة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا. وناشدت القوى الوطنية والإسلامية في المدينة المواطنين الالتزام بالإضراب العام، وأخذ الحيطة والحذر من ممارسات الاحتلال وعصاباته. واندلعت المواجهات التي استمرت حتى ساعات الليل في: شعفاط ومخيم شعفاط، وقرية العيسوية، وسلوان، وحي الصوانة ، وقرية عناتا. ففي حي شعفاط شمال مدينة القدس استمرت المواجهات منذ الساعة السادسة صباحًا حتى المساء، والتي أدت إلى إصابة ما يقارب 200 مواطنًا، بشظايا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وقام الشبان بإغلاق الشوارع الرئيسة بالحجارة والإطارات المشتعلة، كما أحرقوا محطة القطار وعطلوا حركته. وفي مخيم شعفاط أفاد شهود عيان أن سبعة شبان أصيبوا بالأعيرة المطاطية خلال مواجهات عنيفة شهدها المخيم، كما ألقيت القنابل الغازية بصورة عشوائية باتجاه منازل المواطنين والشبان. وحاولت وحدة المستعربين اقتحام مخيم شعفاط لتنفيذ اعتقالات إلا أن محاولتها باءت بالفشل. وفي قرية العيسوية، تركزت المواجهات عند مدخلها الرئيس، وألقت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية باتجاه الشبان الفلسطينيين، الذين قاموا بإغلاق الطرقات ومداخل القرية، كما ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه معسكر الجيش المقام على أراضِ القرية، واشتعلت النيران في أحراشه. كما اندلعت مواجهات في قرية سلوان، وألقيت الزجاجات الحارقة باتجاه البؤرة الاستيطانية "بيت عاموس"، كما تم إغلاق الشوارع بالحاويات وشلّت حركة المستوطنين. وقام الشبان في حي الصوانة شرق أسوار البلدة القديمة بإلقاء الزجاجات الحارقة والحجارة باتجاه البؤرة الاستيطانية "بيت أورت"، وقامت الشرطة بتفريق الشبان باستخدام القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية. وفي حي جبل المكبر قام الشبان بإلقاء الحجارة باتجاه سيارات المستوطنين، وتم تهميش زجاجها، كما ألقيت الحجارة على سيارات المستوطنين أثناء مرورها من حي واد الجوز. فيما اندلعت مواجهات عند مفترق قرية عناتا، استمرت لعدة ساعات أدت إلى إصابة أربعة شبان بعيارات مطاطية. وأفاد رئيس مجلس عناتا "طه نعمان" أن مستوطنين من مستوطنة " عناتوت " المحاذية للقرية، كانوا يستقلون سيارتين حاولوا اقتحام قرية عناتا عند منتصف الليل من عند كازية أبو خليل القريبة من مفترق عناتا، مما أدى إلى وقوع اشتباكات بينهم وشبان القرية، ثم قامت قوات من الجيش باقتحام المكان وإخراج المستوطنين. وبعد انتهاء صلاة التراويح في المسجد الأقصى اندلعت مواجهات في حارة باب حطة، علما أن أضواء الزينة تم إطفائها حدادًا على استشهاد الفتى محمد أبو خضير. من جهة أخرى اقتحمت قوات كبيرة من جنود حرس الحدود منزل المواطن "عامر إسعيد" في حارة باب حطة، وقامت بتفتيشه واعتقال طفله عثمان 14 عاما واقتياده إلى مخفر شرطة صلاح الدين، وخلال تدخل والده لدى الجنود عند وضعهم القيود البلاستيكية في يديه قام أحدهم بالاعتداء عليه بالضرب ولكمه في وجهه، مما أدى إلى إصابة عينه اليسرى برضوض.