22.79°القدس
22.55°رام الله
21.64°الخليل
27.36°غزة
22.79° القدس
رام الله22.55°
الخليل21.64°
غزة27.36°
الجمعة 18 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.9يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.9
دولار أمريكي3.36

خبر: رمضان فلسطين .. استقبال باهت وفرحة ممزوجة بالألم‎

زار رمضان فلسطين هذا العام بلا استقبال لافت خلافاً لما اعتاد عليه في أعوام خلت، فقد غابت مظاهر الزينة من أضواء وفوانيس مزخرفة كانت تزين الشوارع والميادين، وقلت الأسواق الشعبية التي تنصب كل رمضان، وقل الشراء لضيق ذات اليد. جاء هذا الضيف العزيز المنتظر، والشعب الفلسطيني يمر بظروف حياتية يومية قاسية بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس هوايته في قتل كل فرحة في مهدها. [title]تضييق إسرائيلي[/title] ففي الضفة الغربية، شن الاحتلال حملة عسكرية واسعة منذ ثلاثة أسابيع ما تزال متواصلة اعتقل خلالها عشرات الفلسطينيين، كما استشهد أكثر من خمسة شبان أقيمت لهم سرادق العزاء ما أضفى جواً من الحزن مع قدوم شهر الصبر. كما أغلق الجيش الإسرائيلي أكثر من 40 مؤسسة خيرية تقوم على إعالة عشرات الأسر المستورة هناك. تقول أم محمد سعيد من جنين شمال الضفة إنها تتلق مخصصات شهرية ومساعدات عينية وكفالات أيتام من عدد من المؤسسات الخيرية عن أولادها الأيتام، تساعدها على تدبر شئون أسرتها؛ متسائلة "ماذا سيكون مصير عائلتها المكونة من سبعة أفراد بعد هذه القرارات؟" ويؤكد رئيس الجمعية الإسلامية في الخليل الشيخ حاتم البكري- والتي علقت سلطات الاحتلال على بابها قرار الإغلاق دون أن يتم إبلاغها بذلك من أي جهة بشكل رسمي- أن قرار الإغلاق إن نفذ فعلاً فهو يعني كارثة للفقراء. وتقدم الجمعية كفالات مالية لـ5000 يتيم، و3000 أسرة فقيرة، ويوجد بها 600 موظف، قسم منهم حالات اجتماعية ومنهم ذوو إعاقة، مما يعني أن المستفيدين المباشرين المنتظمين من الجمعية يزيدون عن 25 ألفاً، وهذا رقم كبير.حسب البكري. [title]حصار غزة يشتد[/title] على الجانب الآخر من الوطن، يعاني أهالي قطاع غزة المحاصر منذ سبع سنوات، أوضاعاً معيشية أكثر سوء وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية والحياتية للسكان مع اشتداد الحصار وتواصل القصف الإسرائيلي. الفلسطينيون في غزة خاصة تفاءلوا باتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح وعلقوا آمالاً على حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله ، لفك الحصار وحل المشكلات التي عانى منها الغزيون في سبع سنوات عجاف. غير أن الأمل بالحكومة انقطع وزاد الإحباط بعد تنصلها من بنود اتفاق المصالحة، و تنكرها لموظفي حكومة إسماعيل هنية السابقة الذين يبلغ عددهم 40 ألف موظف وموظفة واعتبارهم "غير شرعيين" وهو ما يجعل أكثر من 200 ألف شخص في مهب الريح، إذ لم يتلقوا رواتبهم منذ شهرين بفعل التسويف والمماطلة. وزاد الحال سوءاً، تدمير الجيش المصري الأنفاق مع غزة والتي شكلت طيلة السنوات الماضية مصدر رزق لكثير من العائلات، تقلصت البضائع ، ومنعت مواد البناء التي توقف على إثرها مشاريع إسكانية وبنية تحتية عديدة. [title]بأي حال جئت يا رمضان؟![/title] يقول المهندس محمد منير الذي كان يعمل في شركة مقاولات، إنه تعطل عن العمل الآن بسبب توقف مشاريع كثيرة تشرف عليها الشركة, مشيراً إلى هناك زملاء وعاملين توقفوا أيضاً. أما علاء حمد 29 عاماً، وهو موظف لم يتلقى راتبه من شهرين، يقول إنه بات لا يملك أجرة الذهاب إلى عمله ، فهو يعيل أسرة مع والديه من سبعة أشخاص، فضلاً عن أنه يسكن في بيت بالإيجار الأمر الذي ضاعف التحديات والتبعات. وأضاف أن رمضان جاءه من حيث لا يدري، لأنه كان دائم التفكير في تدبير معيشته وأمور حياته، مؤكداً أنه اضطر للاستدانة من معارفه وأقاربه بما يعينه على الحياة القاسية. علاء الذي حمد الله وشكره كثيراً رغم قلة المال، قال إن الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه يريدون بحصارهم الضغط على شعبنا ليرفع الراية البيضاء استسلاماً و"هذا حلم ابليس بالجنة" حسب قوله. من جهته, يقول رائد أحمد وهو أيضاً موظف ويعيل أسرة، إن الأوضاع المالية الصعبة سببت له إزعاجاً وحرجاً كثيراً خاصة في تعاملات الناس، موضحاً أن للناس حقوق لا بد أن نردها إليهم، كأجرة البيت وديون البناء والشراء، غير أنه أكد أن هناك تفهم بين الدائن والمدنين إلى حين انفراج الغمة خاصة في شهر رمضان شهر الصبر والتكافل. وأوضح أنه اضطر في كثير من المرات إلى قطع مسافة تصل إلى 3 كيلومترات للوصول إلى عمله مشياً على الأقدام لأنه لا يملك أجرة. من جانبه، لاحظ أبو محمد وهو سائق أجرة، اختلاف رمضان العام عن سائر الأعوام ، مشيراً إلى أن تنقلات الناس قلت والحركة بطيئة بسبب أحوال الناس ومعيشتهم الصعبة في ظل الحصار وقلة الرواتب. ويلفت أبو محمد أنه وللمرة الأولى ينقل موظفين إلى أماكن أعمالهم دون أن يدفعوا له أجرته فيضطر إلى انتظارهم حتى تفرج عليهم كما يقول. وقال: "الناس لبعضها، وهذا واجب ديني وأخلاقي ووطني، نقف بجانب بعض واللي معه يعطي اللي ما معه". من جهته، أكد أستاذ الاقتصاد في الجامعة الإسلامية بغزة محمد مقداد أن الواقع الاقتصادي في قطاع غزة أصعب ما يكون وأكثر هشاشة واضطراباً وعدم استقرار لعدة أسباب أهما الحصار الاقتصادي والنقدي والمالي وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. وأضاف أن كل هذه الأسباب جعلت السوق المحلي في غزة ضعيف من حيث القدر الشرائية للسكان بالنسبة للبضائع والسلع والخدمات، مؤكداً أن الأمر تفاقم بعد التذبذب في حركة الرواتب بين غزة والضفة الغربية. [title]حملة جسد واحد[/title] ومع ازدياد الأوضاع المعيشية للناس سوءاً، أطلقت مساجد في قطاع غزة حملة تكافل "جسد واحد" لمساعدة المعوزين. وتقوم الفكرة على إنشاء لجنة "التكافل" يقوم عليها عدد من عمار المسجد، مشهود لهم بالخير والصلاح، يتواصلون مع الميسورين والمقتدرين مالياً من الناس في الحي، كأصحاب المال والأعمال والتجارة، وموظفي الخاص، وحثهم على التبرع مع بداية كل شهر بما تجود به أنفسهم، ووضعوا حداً أدنى 10 شواقل(العملة الفلسطينية = 3 دولار تقريباً) مع بداية كل شهر للعامة أيضاً أو ما تجود به أنفسهم. وأوضح مسؤول لجنة التكافل في مسجد الرباط بغزة "أبو حسن" أن اللجنة هدفها تكافلي للناس جميعاً دون تمييز، مؤكداً أن هناك قاعدة بيانات كاملة بالمعوزين من عائلات الحي لتسهيل الوصول إليهم. وقال "الأولوية دائماً للأكثر عوزاً، نقدم مساعدات عينية حتى للعلاج أو سداد الدين أو دفع أجرة بيت لغير القادر حسب دراسة الحالة والحاجة". وقد لاقت الحملة تجاوباً ملموساً من الناس، وهناك عائلات يأخذ أحد أفرادها الميسور حالاً، على عاتقه بتفقد جميع أفراد من ينتسبون للعائلات ومساعدة المحتاجين، وإنشاء صندوق تكافلي خاصة بالعائلة من باب "الأقربون أولى بالمعروف" وهي عائلات معروفة بكثرة أفرادها.