رمضان شهر خير وبركة، فمجرد أن يحل الضيف العزيز حتى تنشط الحركة الاقتصادية في الشارع شيئاً ولو قليلاً، لكن الحصار المطبق، وانعدام أفق دفع رواتب الموظفين في غزة جعل الأمر يزاد صعوبة. مع ذلك يحاول الكثيرون ممن عرفوا بنشاطهم الموسمي في شهر رمضان أن يمارسوا مهناً يبغون من خلالها لقمة العيش الحلال، ويجاهدون في سبيل ذلك ليل نهار، ولا يألون جهداً في أن يطعموا أبنائهم الحلال. [title]صناعة القطايف[/title] ولعل رمضان الشهر الأكثر شهرة بصناعة القطايف، التي هي حلوة رمضانية بامتياز في الأراضي الفلسطينية عامة، ولا يكاد يخلو بيتٌ فلسطيني إلا وتزوره هذه الحلوة. المواطن سامي النجار بائع قطائف موسمي في شهر رمضان فحسب، يروي لفلسطين الآن أن ضيق ذات اليد، وقلة فرص العمل طوال العام ألجأته للعمل ومنذ سنوات الحصار على صناعة القطايف كمصدر رزق في رمضان. النجار الثلاثيني لجأ لصناعة القطايف ليسد رمق عائلته التي تتنوع حاجياتهم وتتوالى طلباتهم في شهر رمضان وبعد أسابيع عيد الفطر المبارك مروراً بموسم المدارس، وليس آخراً عيد الأضحى. ويتابع النجار " أن صناعة القطايف في هذه الآونة هو مجرد سد للرمق، فبعد ارتفاع أسعار الدقيق وغاز الطهي، أصبحت نسبة الربح أكثر انخفاضاً من ذي قبل". ومع ذلك يقول النجار : "أن تعمل خير من أن تجلس في البيت تنتظر لقمة عيشٍ لأطفالك مغموسة بشيء من الذلة". ويشير النجار إلى أنه بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، يعود إلى عمله المتواضع في بيع الترمس والبزر وغيرها من المسليات. وبسبب الأوضاع الاقتصادية التي تزداد صعوبة يوماً بعد آخر، يلجأ المواطنون للاستعاضة عن شراء القطايف بمحاولة صناعتها منزلياً، فقد وصل سعر الكيلو الواحد من 8 – 10 شواكل، بارتفاع واضح عن السنوات الماضية. [title]انتشار واسع للمخللات والسوائل[/title] في ذات الحين تتزين المحلات المنتشرة في شوارع القطاع بجرادل المخللات، أو كما يطلق عليها الغزيون "الطراشي"، في مشهد رمضاني متكرر. ويحرص كثيرون على تواجد المخللات على موائد الافطار في رمضان، كنوع من فتح شهية الصائم على الطعام، بما تحمله من أنواع وأصناف مختلفة. يجد الكثيرون من أرباب المهن الموسمية أنفسهم أمام لحظة ضرورية لاستثمار شهر رمضان ببيع هذه المخللات التي لديها قبول واسع لدى الناس، على اختلاف مستوياتهم الاقتصادية. ومع حر صيف هذا العام، ودخول رمضان يلجأ الناس لري الظمأ عقب الافطار بمشروبات وسوائل اعتاد الغزيون عليها من قبيل الخروب وعرق السوس، وغيرها. وتشكل هذه المشروبات باب عمل ورزق لعدد من الأطفال والباعة المتجولين الذين يتركزون حول مواقف السيارات، وسط المدن، ليتلقفوا الناس ببضاعتهم علّهم يحصلوا ولو على القليل من المال ببيعهم هذه المشروبات. ويتطلع أهالي قطاع غزة إلى أن يتحسن الوضع الاقتصادي في القطاع، خاصة وأن حاجة الناس قد ازدادت في الآونة الأخيرة، وبدا واضحاً ارتفاع نسبة البطالة، وقلة ذات اليد، وحتى يأتي يوم يتحسن الوضع الاقتصادي برمته، يعمل الغزيون بهذه المهن الموسمية لسد حاجتهم وحاجة أسرهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.