"عفواً إنه زمن الإخوان" بهذه العبارة علقت التلفزة الصهيونية على تنامي التيار الإسلامي في العالم العربي وتحقيقه الفوز بنسب عاليه في البرلمانات العربية، بدءاً بتونس مرورا بالمغرب وليس انتهاءً بمصر الذي حقق فيها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين فوزاً كبيراً إلى جانب حزب النور السلفي، الأمر الذي ينبئ بتحولات كبيرة جدا تشهدها المنطقة العربية التي كانت أنظمتها القمعية تحجّم دور الإسلاميين في القيام بحقهم في الترشح والترشيح في هذه الانتخابات. إذن فنحن أمام تغيير يمكن وصفه بالزلزال خاصة عندما يتعلق الأمر بمصير إسرائيل التي باتت ترتجف لصعود الإسلاميين من حولها، هؤلاء الإسلاميون الذين يهددون وجود هذه الدولة المسخ التي ما فتئت تجرم بحق الشعب الفلسطيني المضطهد..فبعد أن أًطلق على الثورات العربية الربيع العربي، فإن هناك من استبدل اليوم هذا المصطلح بالشتاء الإسلامي. فمصر التي عانى فيها الإخوان المسلمون ما عانوه من اضطهاد وظلم وقهر من هذا النظام البائد الذي كان يرئسه مبارك، بدأت تعود اليوم إلى موقعها الرئيس في قيادة الأمة، فقد رسمت العملية الانتخابية بعد الثورة المصرية المعالم الحضارية التي تمتاز بها مصر والتي تذكرنا بماضيها التليد الذي طمسه وغيبه هذا المخلوع والذي لم يكتف بإذلال شعبه وحسب، بل عمل على إذلال شعوب أخرى كشعب فلسطين، عندما قبل أن يكون خادما لدولة الاحتلال ومنفذا لسياساتها. فلقد فقد الكيان الصهيوني حليفه الاستراتيجي وجاء مكانه عدوه الاستراتيجي..هؤلاء الإسلاميون الذين لا يؤمنون بشيء اسمه دولة إسرائيل ففلسطين لا يمكن تجزئتها أو انتقاص حقها..وهذا ما يؤكده الكاتب الصهيوني شلومو تسيزنا عندما قال في مقالة له "إن تنحية مبارك هدم سد مخاوف ونبوءات سوداوية إسرائيلية." كما يعلق وزير الأمن الداخلي الصهيوني ميتان فلنائى بقوله إن العلاقات بين مصر وإسرائيل لن تكون كما كانت في السابق، وأنه لا يمكن أبدا التنبؤ بمستقبل تلك العلاقات في حال صعود القوى الإسلامية وعلى رأسها الإخوان المسلمين للحكم فى مصر ليس معنى ذلك أن الإسلاميين أو الإخوان المسلمين سيعلنون الحرب فور استلامهم الحكم، ولا يفكر عاقل في أن يكون هذا أول ما سينتهجه الإسلاميون..بل إن هناك أولويات يجب البدء بما هو أهم.. فمصر اليوم بحاجة لإصلاح سياسي واقتصادي وثقافي وعلمي..وهناك حرب أهم يريد المصريون أن يكسبوها وهي حرب البطالة والفقر .. يقول يوفال شتاينيتس رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست السابق: "نحن نخاف وبحق، بالطبع، لكننا ما زلنا لا نعلم كيف ستتصرف مصر، فالسلام مصلحة للطرفين". إذاً تخوف كبير يدب في قلوب قادة الكيان وساسته من صعود الإسلاميين لسدة الحكم..لأن ما يشهده الواقع العربي اليوم بفوز الإسلاميين في تونس والمغرب ومصر، متوقع أن يعم باقي البلدان الأخرى مثل سوريا والأردن وليبيا والأردن وغيرها من الدول التي عرفت فيها الشعوب الطريق الصحيح فاختارته وجهة نحو مسارها. وإن ما يؤكد هذا التخوف الذي يعم الأوساط الصهيونية واستعدادها لأي طارئ، قيامهم تشكيل لواء عسكري إقليمي خاص جديد يأتي لمساندة القوات العاملة في المنطقة الحدودية ولزيادة درجة الجاهزية لعمليات قتالية في المنطقة كما من شأنه أن يحسن بشكلٍ كبير القدرة الدفاعية على الحدود الغربية وذلك حسب قولهم . ليس ذلك فحسب بل شروعهم أيضا في إنشاء جدار الكتروني على الحدود مع مصر مزود بمستشعرات عن بعد وكاميرات رؤية ليلية متطورة قالت الصحافة العبرية إنها ترصد لمسافة تصل إلى 3 كيلو مترات في عمق سيناء. خلاصة الأمر يمكن القول أن هذه التحولات والتغيرات في عالمنا العربي والإسلامي يصب في صالح الشعوب سيما الشعب الفلسطيني الذي انتظر طويلا دعما لقضيته ونصرتها ليأتي اليوم من يعرفون معنى النصرة فيسارعوا نحو فلسطين ومقدساتها ليدافعوا عنها ولتكون في مقدمة اهتماماتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.