استنكرت هيئات المجتمع المدني برفح الجرائم التي تستهدف الإنسانية التي تتعرض لها المدينة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر عليها , واعتبرت أن المدينة تعيش ظروفاً مأساوية صعبة منذ أول أمس حينما اخترق العدو الصهيوني التهدئة الإنسانية والتي كان من المفترض سريانها لمدة 72 ساعة بوساطة أممية. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته حركة حماس مع مؤسسات المجتمع المدني مساء أمس السبت في المستشفى الكويتي غرب المحافظة لتوضيح الوضع الصحي والمأساوي التي تتعرض له المحافظة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ 27 يوماً على التوالي. وقالت حركة حماس في بيانها عبر المتحدث باسمها في المؤتمر نادر أبو شرخ إن المواطنين خدعوا بتهدئة انسانية زائفة بواسطة أممية لمدة 72 ساعة , وأضافت:"لقد صبت آلة العدو الصهيوني بطشها وحقدها على رؤوس المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ , وتحول الهدوء والتهدئة إلى جحيم ونار". ووصفت بأن الواقع الإنساني في رفح "مؤلم" وسيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إلى الجرحى والمنكوبين في المناطق الشرقية , وقالت:"رفح تشتكي إلى الله ظلم الظالمين , وتشتكي إلى الله تقصير الأمة العربية والإسلامية". ودعت كافة منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر بالتنسيق مع العدو الصهيوني لكي تصل عربات الإسعاف والدفاع المدني إلى المناطق المنكوبة , موضحة أن المواطنين اعتقدوا في البداية أن الحرب تطال المناطق الشرقية حيث نزح إلى الداخل وإلى المناطق الغربية ولكن الطائرات الحربية لاحقتهم واستهدفتهم هناك. وأفادت أن رفح تعاني أشد المعاناة من نقص في الوضع الطبي بعد أن استهدفت طائرات الاستطلاع الصهيونية مستشفى أبو يوسف النجار بصواريخها , والتي تعتبر المستشفى الوحيد في المدينة والغير مجهز والمعد لأوضاع الطوارئ. ووجهت رسالة لوسائل الإعلام وقالت:"مع الاحترام لكافة الوسائل الإعلامية فإن التغطية الإعلامية في رفح ضعيفة جدا , ولسنا راضون عنها في نقل للمجازر المروعة في مدينة رفح" , وطالبت جميع الوسائل الإعلامية بتكثيف الجهود لفضح الجرائم الصهيونية في مدينة رفح. [title]وضع صحي وإنساني كارثي[/title] ومن جانبه روى الدكتور عبد الله شحادة مدير مستشفى النجار المخلى ما حدث في مستشفى النجار أول أمس في الساعات الأولى للمجزرة في رفح , وقال:"تفاجأنا أول أمس في الساعة 10 ص باختراق الهدنة التي بدأت الساعة 8 ص بقذائف متتالية من المدفعية تنهمر على المنطقة الشرقية وفي محيط المستشفى". وأضاف:"النازحون كانوا قد غادروا مدارسهم وعادوا الى بيوتهم للاطمئنان عليها وتم استهدافهم وقصفهم " وتابع :"استقبلت المستشفى الأشلاء والاصابات الخطيرة والأطفال والنساء وأهاليهم الهاربين بحثا على الأمن في المستشفى". وأوضح أن ذلك الوضع استمر لمدة 4 ساعات استقبلت فيه المستشفى 60 شهيداً وأكثر من 200 مصاباً , مفيداً أنه كان يتم إخلاء الاصابات الخطيرة إلى مستشفى ناصر بخانيونس لعدم قدرة تحريك سيارات الاسعافات للمناطق الشرقية نحو الأوروبي بسبب الوضع الأمني الخطير. وتابع:"على مدار ساعات القصف كان هناك ابتزاز من العدو الإسرائيلي حيث يتصل على المستشفى ويسأل عما يحدث فيها, وطلبنا منهم وقف القصف والتواصل مع الصليب الأحمر لإخلاء السكان الذين ملأوا ممرات المستشفى" مشيراً أنه تم قصف المستشفى داخل أسوارها من الاستطلاع , وأدى ذلك إلى حدوث أضرار جسيمة في المستشفى". وأفاد أنه تم إخلاء المستشفى من المواطنين والمرضى وتم إخلاء الطواقم الطبية إلى مستشفى الكويتي غرب المدينة لتواصل عملها هناك , وأوضح أنه خلال هذا اليوم تم استهداف سيارتين للاسعاف إحداها تمد تدميرها بالكامل واستشهاد 3 من طواقمها. وبدوره أشار رئيس بلدية رفح أن طواقم البلدية كانت أمام الهجمة النازية ولم تتمكن من إخلاء المواطنين من منازلهم خصوصاً في الأماكن الشرقية , وأوضح أن خطوط الكهرباء والمياه والشوارع والطرقات تعرضت للقصف وأصبح هناك نقص حاد في المواد الغذائية بسبب منع دخول السيارات وخروجها من المدينة.