15.67°القدس
15.25°رام الله
13.3°الخليل
19.89°غزة
15.67° القدس
رام الله15.25°
الخليل13.3°
غزة19.89°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: أم الوليد في رثاء زوجها الصحفي الشهيد

مرحلة الحمل هي من أجمل المراحل التي يعيشها الزوجان وهي أكثر المراحل التي توقنا أنا وخالد لعيشها بكل تفاصيلها كنا ننتظر أن يكبر بطني وأن أصبح على رأيه مثل الكرة وأمشي كالبطة ..كنا ننتظر أن يأتي العيد لشراء عباية الحمل. وكنا ننتظر أن يأتي موعد زيارة الدكتور حتى يرى خالد الجنين ..كنا ننتظر لحظة المخاض وجهز خالد نفسه لكل التفاصيل التي لم يحن موعدها ..خططنا كم هي المسافة التي سنمشيها سويا أخر شهر في الحمل مع أن الجو سيكون بارد جدا ..فآخر شهر في الحمل سيكون يناير .. كنت أنتظر العيد أن يأتي حتى نشتري العباية ولأبدأ بممارسة طقوس الحمل ..ونبدأ بتجهيزات التحضير للقدوم طفلنا ..كنا نخطط أين سنضع ملابسه ..اتفقنا على كل شيء سوى مكان نومه ..أخبرتك أنه سينام بيننا لكنك رفضت وقلت لا سينام في سريره وكنا نقضي وقتا طويلا في هذا الموضوع. كنت سعيدة وأنا أراك تغار علي حتى من طفلنا ..خططنا أين سنضعه عندما يعود دوام جامعتي..خططنا كيف سنربيه وأخبرتك قبل استشهادك بيوم أنني أنا من سأربيه ولن أدعك تتدخل في تربيته وأنت اكتفيت بالابتسامة والرد على بكلمة (بتحلمي). لم يخطر في بالي أنني فعلا أنا من سأربيه لوحدي وأنا من سأتحمل مسئوليته لوحدي وأنني سأكون أمه وأبوه وإخوته الذين لم يأتوا إلي هذه الدنيا مع أننا كنا نخطط لقدومهم وجهزنا أسمائهم وكيف ستكون شخصياتهم ..فالوليد سيكون الأكثر لطفا وأدبا وعمر سيكون الأكثر شقاوة وتولين ستكون الأكثر دلالا وجود ستكون الأكثر جمالا وأنني سأكون الأكثر حبا ودلالا وحنانا ..وأن مكاني في قلبك سيكون محفوظا ولن يتغير .. لم يأتِ في بالي أنك ستغادر قبل أن يأتي العيد وأن أمي هي من أحضرت لي عباية الحمل وأنني لم أشعر بالسعادة عندما أرتديتها لأنك لم تكن موجود ..خالد بطني الآن بدأ يكبر مع نهاية الشهر الرابع ..وطفلنا سينام بجانبي ولن ينام في سريره ولن تغار أنت منه بعد الآن ..وأنه سيكون الوحيد ولن يكون له إخوة ...ولن ينازعه أحد في الدلال والحنان والجمال.. سأربيه يا خالد كما أخبرتك قبل استشهادك ..سأبقى كما أنا وكما عرفتني ..مازلت على العهد وسأبقى للأبد ..فلا أحد يستحق أن أتعب لأجله سوا طفلنا ..الذي أنتظر قدومه لأضمه وأشتم رائحته ,,أنتظر قدومه سواء بنت أو ولد لأشعر أن الدنيا مازالت بخير ..ولأخبره أو أخبرها عنك وعن طيبتك وشهامتك وعن حبك الامحدود لي .. سأريه كل هداياك لي ..سأعلمه كيف يكون الحب ..سأخبره عنك الكثير والكثير سأخبره أسرارنا وعن أحلامنا التي كان هو أحدها وسأبدأ بتحقيق باقي أحلامنا حتى تبقى فخور بي كما كنت دائما فخور بأنني زوجتك وشريكة حياتك ..لن أجعلك تحتار بيني وبين حور العين ..فأنا حبيبتك فقط ولن أسمح لإحداهن أن تشاركني فيك ... يذكر أن الصحفي خالد حمد ارتقى أثناء قيامه بواجبه المهني في تصوير فيلم يوثق جرائم الاحتلال ضد الطواقم الطبية وطواقم الاسعاف في حي الشجاعية، لينضم هو إلى قائمة ضحايا المجزرة الإجرامية التي ينفذها النازيون الجدد، ولتكون صورته شهيداً جزءً من وثائق الجريمة.