19.01°القدس
18.21°رام الله
16.64°الخليل
22.15°غزة
19.01° القدس
رام الله18.21°
الخليل16.64°
غزة22.15°
الأحد 05 مايو 2024
4.66جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.66
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

خبر: الثقافة العربية..بين الأمس واليوم 1/4

لا تكفي بضع صفحات للحديث عن الثقافة، فهي اللبنة الأساسية لقيام الأمم ذات العمر المديد، والحكم الرشيد، والثقافة بمثابة القلب من الجسد، فإذا صلح أصلحه وإذا فسد قتله، ولكن يكفينا الإشارة بمختصر العبارة إلى لب الثقافة وعمادها، وإن ذكرنا القيم والأخلاق فلا يعني أننا أغفلنا العلوم والآداب، وإن تحدثنا عن الفكر والعقائد فهناك العلم والصناعة وفيهما اكتمال الفوائد، ففي هذه الأجزاء سنطرق أبوابًا ونترك أخرى؛ بحكم الأولوية وبالقدر المستطاع، وحتى لا نكون كالمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع، بداية، فالثقافة _حسب المعاجم العربية_لها مدلولات كثيرة، فهي الحذق والمهارة أو الفطنة وسرعة الإدراك، وهي العلوم والمعارف والفنون التي يدركها الفرد. وكذلك فإن الثقافة هي مجموع ما توصلت إليه أمة في حقول الآداب والفكر والعلم والصناعة ونحوها، وهي مجموع العادات والأوضاع الاجتماعية والقيم الذائعة في مجتمع معين ونحوها مما يتصل بطريقة حياة الناس، ومن خلال هذه المدلولات، يمكننا الاستنباط_ولو بشكل غير مباشر_أن ما أصاب الأمة العربية من تراجع وتدهور ما هو إلا بسبب الأضرار التي لحقت بثقافتها. فثقافتنا مستهدفة ومخترقة في جوانب كثيرة، وهي بحاجة إلى جهود عظيمة لتنقيتها والارتقاء بها حتى تتعافى وتتعافى أمتنا العربية. قد يقول البعض بأننا اعتدنا على تعليق فشلنا وإخفاقاتنا المتتالية على شماعة الاستعمار أو شماعة الآخرين، وهذا ليس صحيحاً في هذا المقام بالذات لأن الشواهد كثيرة على الاستهداف المحموم للثقافة العربية، إما لجهة استهداف الثقافة الفردية، وإما لجهة استهداف الثقافة الجماعية، مع التذكير بأن استهداف الثقافة العربية يأتي ضمن الهجمة الصهيوصليبية على الإسلام والأمة الإسلامية، وكما أسقطوا الخلافة وحاولوا نزع القرآن من أيدي المسلمين وقلوبهم، وكذلك محاولتهم إبعاد العرب عن لغتهم، فهم يحاولون تغيير ثقافتنا وتشويهها. إذا نظرنا إلى الثقافة من الزاوية العملية نجد أنها طريقة حياة يسير عليها المجتمع وكذلك الفرد، فهي سلوك محكوم للقيم والمعتقدات والحوافز والنماذج المتوارثة جيلاً بعد جيل، ولكننا لو رصدنا السلوك العام لوجدناه قد انحرف لدى فئة لا يستهان بها من الناس، وذلك بسبب التغير الذي طرأ على منظومة المفاهيم المرتبطة به أو تلك القواعد التي يقوم عليها، وذلك التغير لم يكن اعتباطياً أو مجرد صدفة، بل هو محصلة تخطيط محكم لجهات معادية حققت بعض النجاحات في جوانب متعددة. إن القيم والمعتقدات وكذلك الحوافز والنماذج هي أمور نسبية إذا ما تم تحديدها، وهي تختلف باختلاف الأفراد والمجتمعات، فمثلاً الأخلاق هي إحدى القيم والثوابت في مجتمعاتنا الإسلامية ولكنها ليست ذات شأن في مجتمعات أخرى، والاعتقاد بوجود خالق واحد لهذا الكون هو أحد معتقدات الموحدين ولكن هناك من يعتقد بالتثليث وهناك من لا يعتقد أساساً بوجود خالق، ومرضاة الله عز وجل والفوز بجنته هي من أعظم الحوافز في حياة المسلمين، وهناك من تحفزه المنافع الدنيوية والمكاسب الشخصية، فالاختلاف وارد في كل شيء عند البشر.