كلاهما كان رئيساً؛ "موشي كتساب" رئيس (إسرائيل) السابق، و"حسني مبارك" رئيس مصر السابق، وكلاهما تجاوز الستين من العمر أو أكثر، وكلاهما متهم، ويقضي خاتمة عمر مشينة؛ الرئيس الإسرائيلي متهم أمام الناس بالتحرش الجنسي، ولكن الرئيس المصري متهم بما هو أكثر من التحرش الجنسي، فإذا كان الرئيس الإسرائيلي قد أدخل السجن فعلاً لأنه قل أدبه مع فتاتين إسرائيليتين، فكم عدد الفتيات المصريات اللائي أساءت لهن سياسة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك؟ كم عدد العوانس في مصر نتيجة سياسة حسني مبارك؟ كم عدد المطلقات لظروف اقتصادية تسبب فيها حسني مبارك؟ كم عدد المريضات والمنحرفات والبائسات جراء سياسة نظام لم ينبض له عرق حياء، وهو يرى آلاف الأطفال المقهورين من الجور والبؤس الذي لحق بأمهاتهم جراء سطوة حفنة من رجال حسني مبارك على مقدرات حياتهم؟ الرئيس الإسرائيلي لم يخرج عليه اليهود في مظاهرات، ولم يطالبوا بخلعه لسوء إدارته، وتعمده إفساد كل مناحي حياتهم، بل وجهت له التهمة جراء شكوى تقدمت فيها فتاة ضده، ليحشره القضاء الإسرائيلي في الزاوية، ويحقق معه وهو في الرئاسة، ويوجه إليه الاتهام، ويطالب بعزلة، ومن ثم محاكمته، ويدخله السجن، ولكن الرئيس المصري ظل محصناً، وأقوى من القضاء، ويوظف الإعلام لخدمته، وما زال حتى يومنا هذا خارج السجن الفعلي. الرئيس الإسرائيلي أدخل السجن في زفة إعلامية، ولسان حال كل إسرائيلي يقول: ليأخذ رئيسنا العقاب المناسب، ولا كبير في (إسرائيل) غير القانون، ولا حصانة لبشر طالما لم يحصن نفسه بالعمل الصالح، ويتابع الإسرائيليون دقائق حياة رئيسهم المخلوع خلف الأسوار، ويطالبون بضرورة تطبيق قوانين السجن المعمول فيها عليه أسوة بباقي السجناء، بالتالي فهو مطالب بأن يقف في الصباح احتراماً للسجان الذي يقوم بعد السجناء، وعليه أن يأكل طعام السجناء، وعليه أن يخرج للنزهة اليومية مثله مثل أي سجين جنائي، وعليه أن يظل في غرفة السجن كل ساعات الليل وأطراف النهار، دون تمييز عن باقي السجناء. فلماذا ما زال الرئيس المصري المخلوع يتمتع بحصانة رئاسية، ولم يدخل السجن الفعلي؟ وإذا كانت التهمة الموجهة للرئيس الإسرائيلي هي عدم احترام المنصب، والإساءة لبعض الفتيات، فإن التهمة الموجهة للرئيس المصري هي تسخيف المنصب، واستغلاله، والإساءة لملايين الفتيات المصريات بل والعربيات اللائي تضررن من سياسته، ومن تسليمه مقدرات مصر لأعدائها. حسب شهادة المستشار أحمد الزند، رئيس نادي القضاة، فإن من حق القاضية المصرية المصابة بمرض السكر، والتي ضاقت عليها الأوضاع في مصر، فاضطرت لقضاء حاجتها على الأرض، بعدما أحاطتها زميلاتها في إستاد القاهرة، من حقها مقاضاة الرئيس المصري المخلوع، والتشفي بوجوده داخل السجن، لأن ما أصاب مصر من هموم رقطاء، وما يعتريها من بلاء، وما سيمسها من وباء، هو نتاج فعل حسني مبارك وحفنة من العملاء.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.