14.42°القدس
13.87°رام الله
13.86°الخليل
20.14°غزة
14.42° القدس
رام الله13.87°
الخليل13.86°
غزة20.14°
السبت 16 نوفمبر 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.94يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو3.94
دولار أمريكي3.74

خبر: عباس يستفز نساء فلسطين

نساء فلسطين هن الأكثر استفزازاً من خطاب السيد محمود عباس الأخير، فنساء فلسطين هن اللائي يلدن الشهداء، وهن اللائي يعالجن الجرحى، وهن اللائي يتحملن مسئولية التربية في البيت، ونساء فلسطين هن زغرودة البندقيةن وهن هتاف النصر. نساء فلسطين أكثر فصاحة سياسية من رجالها، وللنساء القدرة على فك الرموز السرية لخطاب السيد عباس، والسبب في ذلك يرجع إلى أن الرجال ما زالوا يدرسون خلفيات الخطاب، وتأثير ذلك على الوحدة الوطنية، وسبل الرد عل ما جاء فيه من اتهامات للمقاومة. فما الذي قاله محمود عباس في خطابه الأخير، وأستفز النساء؟ أولاً: مبادرة وقف أطلاق النار التي وافقت عليها حماس بعد 51 يوماً من القتال، هي المبادرة نفسها التي رفضتها في اليوم الأول، وكان بالإمكان تفادي 2000 شهيد، وتدمير آلاف المنازل. السيد عباس في هذا القول يحمل حركة حماس مسئولية الدم الذي أراقه الصهاينة، وفي هذا القول تبرئة للسلاح الإسرائيلي من القتل المتعمد. إضافة إلى ما سبق، فإن الحديث فيه تسخيف للدم الفلسطيني، وإنقاص من قيمة التضحية والصمود، واستسلام كامل للقوة الصهاينة، وحض على عدم المقاومة بأي حال من الأحوال. ثانياً: لن نقبل إلا بسلطة واحدة وبندقية واحدة، وقرار السلم والحرب بيد السلطة. وهذا يعني ذبح بندقية المقاومة في غزة مثلما ذبحها عباس في الضفة الغربية، ولاسيما أن عباس ضد الحرب بأي شكل من الأشكال، ومع السلام بأي ثمن. ثالثاً: إعدام العملاء إجرام، وأضاف: إن حماس حاكمت وأعدمت دون التشاور مع أحد. تعاطف عباس مع العملاء لا يراعي مزاج الناس الخارجين من حرب لئيمة، ولا يقدر أحوال أهالي الشهداء وأهالي البيوت التي كان العملاء سبباً مباشراً في تدميرها. رابعاً: التطمين الوحيد لأهل غزة هو حل سياسي؛ وإلى حين ذلك حماية دولية مثل كوسوفو. والسؤال هنا: ماذا بشان الضفة الغربية؟ هل ستظل تحت حماية المستوطنين؟ لماذا لا يصير وضعها تحت الحماية الدولية مثل كوسوفو؟ أم أن الهدف من طلب الحماية الدولية هو تطويق البندقية الفلسطينية والقضاء عليها تحت مسمى الوفاق الوطني. خامساً: يقول عباس: إن تجاربنا مع إسرائيل مريرة، ولكننا سنجربها مرة اخرى، وهذه المرة من دون لف ودوران من جانب إسرائيل. فهل معنى ذلك أن عباس سيواصل مشوار أوسلو التفاوضي، وسيذهب من جديد إلى المفاوضات كي يجرب إسرائيل مرة أحرى؟ فأين هو التوافق الوطني حول القضايا المصيرية؟ أم أن قرار الدفاع عن النفس مقيد بموافقة كل التظيمات، بينما الذهاب للمفاوضات هو قرار فرد ؟ نساء فلسطين يرفضن خطاب عباس لأنهن يحتقرن أوسلو، وما أفرزته من مرحلة مهينة للنفس، نساء فلسطين يبصقن كل صباح في وجه أوسلو، ويركلن في المساء أوسلو على قفاه، فقد أدركت نساء فلسطين التغيرات التي طرأت على الرجال، فقبل التوقيع على اتفاقية أوسلو كان معظم رجال فلسطين نخوة وكبرياء، كانوا مناضلين، ولهم طموح، ولديهم كرامة، ولهم أحلام، وكانوا يأكلون من كد يدهم، ويمسحون تعبهم بمنديل الشهامة، ولكن بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو صار بعضهم كومة من اللحم المقدد، وما انفك بعضهم عاهات مستديمة، وأمسى بعضهم لا يرى الأحداث إلا من خلال الصراف الآلي