30.42°القدس
29.8°رام الله
28.3°الخليل
28.01°غزة
30.42° القدس
رام الله29.8°
الخليل28.3°
غزة28.01°
الأحد 16 يونيو 2024
4.72جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.99يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو3.99
دولار أمريكي3.72

خبر: عاشوراء الربيع العربي !

كان رمزاً للطغيان والظلم ، نموذجاً حياً للجبروت والاستبداد ، حتى بلغت ذروة هذا الجبروت حد الاعتداء على حق الربوبية " فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى" ! ، والتعدي على حق الإلوهية حينما ادعى " مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ! " استضعف الناس الذين أنهكتهم عذابات الحياة البئيسة وواقع الظلم الذي عاشوه عقوداً من الزمن ، ذبح فيهم العزة والكرامة ، واستحيى فيهم المروءة والشهامة ، حتى باتوا أجساداً بلا أرواح ، وهياكل من الهم والغم والجراح . علم أن نهايته ستكون على أيديهم فزاد بطشه وفاض ظلمه حتى غمر الأرض ظلاماً وبؤساً ، أقام السجون للصادقين المخلصين منهم ، جلدهم بالقومية ، عذبهم بالوطنية ، سلخ جلودهم بشعارات الحرية والديمقراطية ، ابتلع حقوقهم تحت مسمى العدالة والإنسانية ! . هرمت البلاد ، وخارت قوى العباد حتى جاء أمر الله أن انهضوا من سباتكم وانفضوا غبار يأسكم ، تمردوا على الظلم فسنة الله وحكمته صريحة وبينة : لا نصر للمتخاذلين ، ولا تمكين للنائمين ، ومن يزرع يحصد ، من يعمل يجد ، من يبذل الغالي والنفيس ينتصر . أوحي إلى البلاد أن أرضعي أبناءك حليب الشجاعة والإباء ، اغرسي فيهم بذور العزة والشهامة والإقدام . ثم ألقيهم إلى ميدان الثورة على الظلم والطغيان ليخوضوا مع الباطل جولات من الصراع سنتنهي حتماً بنصر مؤزر للحق وأهله، ولا تخافي ولا تحزني ، "إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) " . شقوا بحر الحياة بعصا الأمل ومضوا في دروب النور يحملون مشاعل للحرية والكرامة والإباء ، حاول الطغيان أن يلحق بهم فأطبق بحر الجماهير عليهم وأوقفهم عند حدهم ، لن تمروا من جرحنا من ملحنا من ذرات حلمنا . حتى إذا أدركتهم غضبة الثوار صرخوا كالمستغيث من الرمضاء بالنار : لقد فهمتكم ! لقد وعيت ولم أنتوي التجبّر من جديد ! حرام .. حرام .. حرام عليكم ! ءاَلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ !؟ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ ءَايَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ ءَايَاتِنَا لَغَافِلُونَ ! .