قامت الأونروا بوقف المساعدات المادية التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان في خطوة اعتبرها اللاجئون تهرب للوكالة الدولية من مسؤولياتها اتجاههم. وسلمت الوكالة بعض العائلات الفلسطينية القادمة من سورية ورقة تبلغهم فيها بايقاف المساعدة المالية الشهرية عنهم اعتباراً من الشهر القادم كون شروط الحصول على المساعدة لا تنطبق عليهم ، مبررة قيامها بتنفيذ هذا القرار جاء من أجل ضمان استمرار الدعم للعائلات الأشد حاجة. وأشارت الأونروا بأن المعايير الأهلية تنطبق على المساعدات النقدية فقط، وهي لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على الخدمات الأخرى من ضمنها الخدمات الصحية والتعليمية والتي سيستمر كل لاجئ فلسطيني سوري بالحصول عليها. وبناءً عليه دعت عدد من لجان العمل الأهلي المختصة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان إلى تنظيم اعتصامات أمام مقررات وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان وذلك احتجاجاً على هذه الخطوة التي تزيد من معاناتهم والعبء الاقتصادي عليهم، ولمطالبتها بالتراجع عن هذه الخطوة التي اعتبرها اللاجئون الفلسطينيون السوريون خطوة أولى من قبل الأونروا للتخلي عن جميع مسؤوليتها اتجاههم. تجدر الإشارة أن الأونروا قامت في شهر حزيران - يونيو من العام الجاري بتحديث بيانات اللاجئين الفلسطينيين المقيمن في لبنان، وذلك عن طريق القيام بزيارات ميدانية لمنازلهم، والإتصال هاتفياً بهم. وفي السياق عينه يعاني اللاجئون الفلسطينيون السوريون في لبنان والذي يقدر عددهم بحسب احصائيات الأونروا 51 ألف لاجئاً من أزمات مركبة، من أبرز وجوهها الأزمات القانونية والاقتصادية. وتتخذ السلطات اللبنانية اجراءات مشددة بحقهم خاصة فيما يتعلق بالقيود التي فرضت على دخولهم إلى لبنان وإمكانية تمديد إقاماتهم، الأمر الذي أدى لتشتيت العديد من العائلات بسبب تلك الإجراءات. أما من الجانب الاقتصادي فتعاني العائلات من غلاء المعيشة بشكل عام وإيجارات المنازل بشكل خاص إضافة إلى عدم قدرة اللاجئين على العمل في لبنان وذلك لعدة أسباب من بينها الوضع القانوني وانتشار البطالة.