17.21°القدس
16.92°رام الله
16.08°الخليل
21.87°غزة
17.21° القدس
رام الله16.92°
الخليل16.08°
غزة21.87°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: حلية المقاومة

يحسن علماء النفس والاجتماع صنعا بدراسة التغييرات التي ظهرت على شخصية المرأة إبان الحرب الأخيرة على غزة وبعد نصرها، وكانت حصيلة تراكمات ربما بدأت ببداية الانتفاضة المباركة وتجذرت حتى أصبحت سلوكا وفكرة ونموذجا عاما، وفيه اختلفت صورة المرأة ودورها عن الصورة والدور القديم الذي أكسبتها إياه الهزائم والحروب المتعاقبة فأصبحت الأنوثة في المنافي البعيدة عن ارض التحدي والمعركة جمالا وغنجا وحلاوة وحرصا على استكمال كل الكماليات، وأصبحت الأمومة خوفا مضاعفا وطبطبة وكنكنة حتى أصبح الشعب كله يمشي بنظرية الالتصاق بالحيط من الخوف وطلب "الستيرة"!! نعم النساء هن رائدات صناعة الخوف أو الشجاعة، الوهن أو الإقدام فهن من يربين الرجال وبما أن "ابنك على ما ربتيه" و"زوجك على ما عودتيه" فمن ربت وعوّدت رجالها على الاختباء وراء الأبواب وطأطأة الرأس وجدنا نتاج تربيتها في مجتمعاتنا، حيث ينتشر الظلم من حكامنا ولا رجال يقفون في وجوههم، ومن ربتهم على مقارعة الخوف وقفوا لأعتى الأعداء والأساطيل! ما فعلته الحرب على غزة والحرب على الإسلام أنها أعادت إحياء الذاكرة النسائية الإسلامية والعربية واتصل الماضي بالحاضر وانتهى العقوق وقطيعة الرحم بين مجد الماضي ورموزه وبين نساء العصر الحالي. الذي جعل أم سراقة بن الحارث لا تبكي ابنها وقد أصيب بسهم طائش قبل المعركة عندما أخبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أصاب الفردوس الأعلى من الجنة هو ذات الشعور والإيمان الذي جعل أم الشهيد عمر زاهر نصار تكتب لقائده ألا يحرمه من الجهاد كونه وحيد أمه وأخواته بعد استشهاد والده إرضاء لولدها وحبا له وتحقيقا لحلمه في الشهادة. فهي إذن الأمومة الجديدة القديمة التي تقدم الحب في صورة سامية وأنبل من نبيلة في صورة لا يستوعبها من يربي الأبناء لحمل الاسم واستكمال العزوة والمباهاة. هذا التحول الدرامي في نفس الأم والزوجة لتمهد وتسابق رجالها إلى دروب المعالي لم يكن ممكنا لولا الإيمان الذي يمكّن الإنسان من الصمود وهو في أشد حالات الانهيار. هذا الإيمان ليس حالة يستفرد بها الإسلام، وان كانت المسلمات ضربن أمثلة استثنائية، ولكن إيمان النساء بدورهن في الثقافات والحضارات الأخرى كان له نفس الأثر، فوصف العماد الأصفهاني دور نساء الأفرنج في صناعة النصر قائلا "وفي الأفرنج نساء فوارس لهن دروع وقوانس يبرزن في حومة القتال ويستبسلن وكل هذا يعتقدنه عبادة ويجعلنه لهن عبادة". حتى الحب والرجولة وما يجعل قلب المرأة يهفو لرجل تغير وأصبح الإقبال على من شاب شعره في السجن ومن غيبته المؤبدات لزمن لا يعلم طوله إلا الله على أوجه بل وجد جرحى الحرب وأصحاب الحاجات الخاصة في غزة وخارجها إقبالا ورضى وطيب خاطر من النساء عليهن وكأنهم في جمال يوسف وقوة موسى عليهم السلام، نعم تحب النساء بشكل مختلف زمن الحرب وتأخذ الرجولة معاني أخرى ويصبح للجمال صور جديدة. على ذات الصعيد، أطلقت نساء الأردن حملة مباركة خلال الحرب على غزة بعنوان "ذهبي ليس أغلى من أطفال غزة" والحملة لا تقرأ في سياق حملات التبرع التي تنتشر وتتكاثر في مثل هذه الظروف بل بالأثر النفسي الذي يلازمها وهو الأبقى من أثرها الزماني والوقتي، فالمرأة التي أنشأها الله على حب الحلي نشأة فطرية ملازمة لقلبها تقدم حب الله وحب الوطن والجهاد على ما دونه وتتفوق في صراع الإرادة والتغلب على الشهوة وتعانق المعالي، لقد كانت أمهاتنا في زمن الحروب الأولى يجمعن ليرات الذهب ليرة ليرة في علب الحليب الحديدية مخافة اليوم الأسود، أما بعض نساء اليوم فرأين اليوم الأسود عندما انهدت الدور وشرد الناس وماتوا جوعى وعطشا فكان نصرة هؤلاء عندهن أغلى من مال قارون ولم يظل صهيب الرومي فريدا في تاريخنا بل لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيع بعض النساء في زمننا لقال لهن مثل ما قال له: ربح البيع. وصدق من قال "عندما تصبح قلائد الذهب التي تتزين بها النساء قلائد من رصاص يتزين بها الرجال تحصل المعجزات في ساح الجهاد". قال أعداء المسلمين: غانية وكأس تفعلان بالأمة المحمدية ما لا تفعله المدافع والدبابات، وقال نظراؤهم المرأة الصالحة هي أمتع الحصون. هذه هي الرؤية للانوثة القديمة الجديدة التي تتحلى بالمقاومة وتصنع النصر والخيار بأيديكن أما في ميزان النصر أو ميزان الهزيمة .