30.73°القدس
30.2°رام الله
28.86°الخليل
29.89°غزة
30.73° القدس
رام الله30.2°
الخليل28.86°
غزة29.89°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

خبر: رجالك يا وطن .. الشهيد عاصم ريحان

من قرية صغيرة " على بعد 5 كم غرب مدينة نابلس " بحروف قليلة لا تتجاوز الحرفين " تل " ، لكنها برجالها قد عانقت الجوزاء فأصبحت شوكة في حلق المحتل ومستوطنيه ، ومن أسرة مجاهدة ولد ونما ، و على موائد القرآن الكريم ترعرع ، كان قلبه معلق بالمساجد ودائم الذكر للجهاد وسير المجاهدين . حينما ارتقى أخيه القائد القسامي محمد " أبو المؤمن " بقي عاصم صامتاً ولم يتكلم ، نظر إلى بندقيته طويلاً وكأنه يهامسها أتقبلين بمرافقتي وصداقتي ؟. دمعت عيناه على أحبة قد رحلوا محمد .. ياسر.. ومحمود ، أمسك بالبندقية قرّبها إلى قلبه وتمتم معاهداً العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص وساح الوغى خير حكم . المكان مستوطنة عمناويل المقامة على أرضنا التي اغتصبت ، وكأنها رسالة قوية لخنازير صهيون هذه أرضنا وبقاؤكم بها يعني مزيداً من القتل والدماء ولن نمل حتى تملوا !. ثلاثة مجاهدين من خيرة أبناء القسام يتقدمهم عاصم يزرعون عبوة ناسفة لحافلة صهيونية ويتم نسفها وتحويل ركابها إلى أشلاء ما بين قتل وجريح . ينسحب المجاهدان كما رسمت الخطة أما عاصم فلديه المزيد !... يتكأ على بندقيته خلف صخرة مطلة على الوادي يتلو بعض آيات الذكر الحكيم ويدعو ربه "اللهم تقبل دمائنا رخيصة في سبيلك ، اللهم اشف بدمائنا صدور قوم مؤمنين ، اللهم سلم اللهم سلم اللهم سلم" . تأتي جحافل القوات الصهيونية ترافقها سيارات الإسعاف والنجدة فيداهمهم عاصم برصاصه المنهمر كالمطر على وقع صيحات الله أكبر الله أكبر ... حتى ارتقى شهيداً وبجانبه "إحدى عشر مخزناً من الرصاص كلها فارغة " ولو كان هناك مخازن أكثر لاستمر عاصم أكثر لكنها إرادة الله . لم تستطع جحافل القوات الصهيونية الرد برصاصة واحدة فالخوف قد سيطر عليهم والرعب قد تملكهم ، وغزارة الرصاص القسامي كانت على غير المتوقع والدليل أن عاصم قضى شهيداً حينما دهسته إحدى سيارات الجيش الصهيوني فلقد كان يواجههم من على بعد أمتار قليلة ! . كان آخر مكالمة لعاصم مع أهله قبل العملية بربع ساعة فقط وهم على مائدة الإفطار حيث الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك حينما تحدث إلى الجميع فرداً فرداً حتى الصغير " مؤمن " ابن أخيه محمد وكأنه يعاهده على الثأر لدماء والده . وكان آخر كلمة رددها عاصم : أنا أستعد لامتحان موعده غداً ! . نجحت في الامتحان يا عاصم بل وكنت متفوقاً يا حبيب ، نحسبك شهيداً ولا نزكي على الله أحدا .. في جنات ونهر ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر . هنيئاً للقدس بعيونك الجميلة وقد كنت تردد دائماً : يا قدس إنا سائرون ، نفدي دمانا ولا نهون ، يا قدس نهديك العيون " وهل ستجد القدس عيوناً أجمل من عيون عاصم !؟ .