تنهد أبو يزن وهو ينظر إلى زوجته ويداه مليئتان بقشور "الكلمنتينا" على سطح الدار وبين أشعة الشمس قرب الظهيرة وقال لها بملئ فمه : "الله يرحمك يابا". نظرت إليه أم يزن قائلة: "إيـــــــــــــــــــــــه الله يرحمه إيش ذكرك فيه؟" فقال لها: كان أبى أكثر الناس حرصاً على ماله, يعده عدَّا, ويعرف تصريفاته, ما أن يشترى أي جهاز في البيت, ماتور أو مروحة أو مدفئة أوكرسي حتى يسجله في دفتره الخاص, بعنوان "ماتور الكهرب من مواليد 1-12-1983" وحين يتعطل الماتور يعرف هل إنتهى عمره الإفتراضي فعلاً أم أن طارئ أصاب صحته؟ ليقوم بالإجراءات المناسبة له. تمتمت أم يزن بكلمات مختلطة "بالكلمنتينا" التي تملأ فمها, ولم يفهم أبو يزن من كلامها شيء ليصرخ في وجهها" إبلعي بالأول بعدين بتحكي".... فقالت له بعد أن "بلعت ريقها" : كان خطأ كبير يوم أن عمل أبوك في سلك التعليم كمعلم, من المفروض أنه عمل وزيراً للرقابة للحكومات الغابرة والقادمة. ضحك أبو يزن قائلاً: إيه والله "كان مشَّاهم على الصراط المستقيم", كان يعطينا أغورات معدودة كمصروف وفي آخر النهار لا ينام حتى يعرف خطوط تصريفه بالتفصيل, كأنه أعطانا نصف مليون دولار؟ لم يكن بخيلاً بقدر ما كان حريصاً, كان ينفق على الأولويات ثم الكماليات, ويا ليت الحكومات مثله اليوم, فهي تأتي بالأموال وتصرفها, دون أن نراها أو نسمع عنها؟ يا ليت أبي موجود, لأوجد للأموال والمشاريع التي تملكها الحكومات تاريخ ميلاد وتاريخ انتهاء على الأقل؟ ولعاش المواطن في راحة الشفافية والرقابة والوضوح!
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.