وأضاف: "لقد سبب هذا الواقع الكثير من الإشكاليات في حياة الشباب؛ فأضحى هناك جمود في الفكر وخمول في الجسد وكسل في العقل، ومن المفترض أن يوظف الشباب عنصر الانترنت بصفته أحد عناصر التكنولوجيا المعاصرة بالطريقة الإيجابية والعلمية والعملية، حيث أظهرت بعض النتائج أن ما يفوق 70% من استخدامات الانترنت تتعلق بالأمور غير العلمية رغم الزيادة الملحوظة في استخدامها بين الفلسطينيين". ولا يضع كثيرون من مستخدمي الانترنت لأنفسهم محددات وقتية أو معرفية لاستخدامه، وهذا –تبعًا للبلعاوي- سببه حالة الفراغ التي يعيشها الشباب، والتي تشكل عائقًا أمام إبداعهم "إذ لا إنجاز دون رؤية"، مستدركًا: "لا ننكر أن الانترنت مصدر معرفة سهّل الوصول إلى المعلومة واختصر الوقت والزمان، لكن على الشباب أن لا يستغنوا عن التجربة والتطبيق". وطالب المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني باحتضان الإبداع الشبابي، "عبر برامج دعم المبادرات الشبابية" تمامًا كما حدث مع بداية عام الشباب، معلقًا: "المبدع لا يتذرع أبدًا بعدم وجود احتضان لقدراته؛ فقمة الإبداع تكون بأقل الإمكانيات". [title]مسئولية مشتركة[/title] من جانبه بين الناشط في التنمية البشرية محمد عوض أن الانترنت أكد على فقدان معاني الابتكار والإبداع والتأمل لدى الشباب، غير منكر وجود المبدعين الذين لا يزالون يواصلون ليلهم بنهارهم لإنجاز مشروعات تصنع لهم بصمة في هذه الحياة في مجالات التكنولوجيا والهندسة وغيرها، قائلاً: "الاستعانة بالانترنت ليس مشكلة بحد ذاته، لكن المشكلة تكمن في الاعتماد عليه ونقل الأفكار منه كما هي دون إعمال العقل، أو تطوير الموجود فيه". وأكمل: "لا يمكن أن نحمّل الانترنت فقط مسؤولية عدم الابتكار والإبداع لدى الشباب؛ فالمسؤولية مشتركة بين الشباب والمجتمع بكل مؤسساته، ثم الانترنت"، مشيرًا إلى افتقاد الشباب للحاضن الحقيقي لمشروعاته وعدم توفر التوجيه الصحيح لاستخدام الانترنت من قبل الأسرة أولا ثم المدرسة ثانيًا. وبين أنه يجب التمييز بين المبدع وغيره بإعادة الدور إلى غرف المواهب في المدارس ثم إيصال الكشوف للجامعات التي يُنقلون إليها من باب الرعاية المستدامة لهم، مؤكدًا على دور الأسرة في رعاية الموهوبين عبر التواصل الفعلي مع المؤسسات الرسمية وغيرها لتعزيز جانب الموهبة عند أبنائهم.