[title]ثلاثة أساسيات..[/title] ويرى أبو عساكر أن بإمكان أي شخص أن يصير مدربًا، لكنه يشترط لذلك أن يكون مؤمنًا بقيمة المهمة التي يؤديها، وحريصًا على تحقيق الفائدة المتوقعة، بالإضافة إلى بعض الصفات المكتسبة كاللباقة في الحديث، والاستماع، والتوظيف الحسن للغة الجسد. [title]القيادة موهبة[/title] أما المدرب المحترف مصطفى النبيه، فأضاف على ما أسلفه أبو عساكر قوله: "المدرب قائد، والقيادة موهبة وصفة فطرية تحتاج لصقلها وتطويرها، كما أن التدريب يحتاج إلى ثقافة، وإلى قراءة الناس جيدًا، وإلى شخص يبتكر وسائل تحرر الناس من حالة الإحباط ليكونوا جنودًا يقظين". ويعتقد النبيه أن صفات المدرب الناجح تكمن في قدرته على إعطاء المتدربين أكبر قدر من المعلومات، وصقل مهاراتهم، وقيادتهم نحو تحقيق الهدف المحدد مسبقًا، والمتوائم مع التوقعات من الدورة التدريبية، واكتشاف القدرات وتنميتها، ورفع مستوى الكفاءات، وزيادة إنتاج المتدربين. وعن أولى الخطوات التي تتصدر الطريق إلى عالم التدريب، يردف النبيه: "أولاً لا بد من الإيمان العميق بقيمة العمل، ثم الاجتهاد من أجل جني ثمار الثقافة، وتشكيل الفكر والمعارف، وبعد ذلك تعلم مهارات المهنة كإدارة الحوار، واستخدام الوسائل التدريبية، وأيضًا التعرف على المؤسسات النزيهة والناجحة ذات العلاقة بهذا الشأن". [title]أخطاء تدريبية شائعة[/title] وينصح النبيه من يريد أن يصير مدربًا بأن يضخ المهارات الكافية وسهلة التنفيذ للمتدربين، وأن ينتبه ويلاحظ الانطباع عن التدريب الذي يظهر أثناء التدريب وبعد انتهائه مباشرةً، وبالتالي يقوّم أداءه، ويعرف أن دوره لا ينتهي بمجرد انتهاء الساعات التدريبية وأن عليه معرفة الدرجة التي حقق بها الأثر المتوقع، من خلال متابعة المتلقين في الفترة اللاحقة. أما من ناحية الفائدة التي ستعود على المدرب والمتدرب معًا، فهي -حسب النبيه- متعددة الأوجه كأن يتعرفا على مؤسسات جديدة وأفراد متنوعي الثقافات، ويحصلا على فرص عمل أفضل، ويعملا عقليهما، ويبدعا ويبتكرا، ويخدما دينهما ووطنهما. ويحذر النبيه المدربين الجدد والقدامى في القطاع المحلي -وتحديدًا- أولئك الذين يركزون على مجالات حقوق الإنسان والإعلام وقضايا المرأة والطفل، من عدة أخطاء شائعة وهي: عدم جمع المعلومات عن المتدربين ومعرفتهم جيدًا، وإعطاء التدريبات غير المبنية على أهداف وتوقعات جلية، وتلقين المعلومات أكثر من التركيز على المهارات، وغياب حسّ المتابعة، وانعدام الممارسة العملية، وعدم إجادة مهارات الاتصال والتواصل، والاعتماد على المادة النظرية، وتقليد الآخرين. ولعل "منى" الآن عرفت كيف تبدأ مشوارها في الطريق إلى هذه المهنة، وعرفت الكثير عن دورها وواقعها وأهميتها ومدى الحاجة إليها، لكن يا ترى.. هل تعرف أن التدريب ذاته يساهم في تخليص شبابنا -الذي يعيش حالة فراغ نتيجة الوضع السياسي والاقتصادي- من حالات التهميش والعزلة التي يعيشها، ويعود بأثر إيجابيّ على المجتمع؟!