17.52°القدس
17.26°رام الله
16.64°الخليل
22.1°غزة
17.52° القدس
رام الله17.26°
الخليل16.64°
غزة22.1°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: حرائر الأقصى..دور منفرد وتنكيل مضاعف

منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، حملت المرأة الهم الفلسطيني شأنها شأن الرجال، فكان لها دورها في شتى الميادين، وبعد مرور أكثر من 66 عاما على الاحتلال اختلف دور المرأة، تناقص في مجالات وازداد في أخرى، لكنه ظل حاضرا. ولعل قضية المسجد الأقصى المبارك، تعتبر الأكثر سخونة في الواقع الفلسطيني هذه الأيام، وتستحوذ على الكم الأكبر من الفعاليات والاهتمام الشعبي، في ظل الاعتداءات والاقتحامات بحقه، فما طبيعة دور النساء في هذه القضية ؟؟؟ وهل تطوعت للقيام به أم ألزمت..؟، وهل جاء دورها متكاملا مع دور الرجال أم ناسخا له ..؟؟ زينة عمرو (أم رضوان )ناشطة مقدسية ومدرسة في حلقات العلم في المسجد الأقصى وفي حديثها لمراسلة [color=red]فلسطين الآن [/color]تقول:" إن دور المرأة في الدفاع عن المسجد الأقصى بدا واضحا في الآونة الأخيرة ، من خلال التصعيد الكبير الذي يمارسه الاحتلال بحقهن، ولقد بدأ هذا الدور بالتطور منذ إنشاء مصاطب العلم منذ 3 أعوام ، حيث أخذت النساء على عاتقهن التصدي لكل أنواع الاعتداء على المسجد. فقد حرصت النساء على التواجد المستمر داخل أسوار المسجد، ولقد دفعهن خوفهن من أن يلاقي مسجدهن نفس مصير المسجد الإبراهيمي في الخليل من التقسيم إلى التسلح بقدر عالٍ من الجرأة والوقوف كحجر عثرة لإفشال مخططات الاحتلال التهويدية والتقسيمية. لذا اختارت النساء أكثر الأماكن قربا للأبواب التي يستخدمها المقتحمون من اليهود "كباب المغاربة"، وبالتالي تكن النساء أول من يطالع الاقتحامات ويواجهها". واعتقلت الشرطة الإسرائيلية قبل أيام يشار قرابة عشرة من النسوة المرابطات بتهمة "ازعاج" المستوطنين المقتحمين للأقصى بالتكبير. [title]دور منفرد وتنكيل مضاعف [/title] وتضيف عمرو :" في كثير من الأحيان انفردت المرأة في الميدان دون الرجال، وفي ظل غياب واضح لدور الجهات الرسمية والشعبية، وقفت وحدها تدافع عن مسجدها خاصة عندما كان يمنع الرجال من دخول المسجد، حتى أصبحت المرأة نفسها هدفا لكل أشكال القمع والتنكيل". وحول سبب تقدمهن لصفوف المواجهة تقول زينة:" لقد ظننا في البداية أن الاحتلال سيجد حرجا من الاعتداء على النساء ، لكننا وجدناه قد أدرك الخطر الذي تشكله المقدسيات، فبدأ باتخاذ وسائل عقابية أشد من تلك التي يتخذها بحق الرجال من خلال الضرب والشتم وقرارات الإبعاد التي طالت العشرات منهن ،و الاعتقال الجماعي والتحقيق معهن والمحاكمات، وتوجيه الاتهامات لهن بالإخلال بالأمن العام وتعريض حياة المستوطنين للخطر في ساحات الأقصى". وكذلك الاحتجاز اليومي لبطاقات الهوية عند الدخول للمسجد، كما حدث قبل عدة ايام حيث اقتاد رجال الأمن عشرة نساء إلى الاعتقال أثناء مغادرتهن المسجد الأقصى وتم احتجازهن وتقديمهن للمحاكمة في اليوم التالي. حتى وصل إلى مرحلة يسمح بها للرجال من دخول المسجد ويمنع النساء. وحول حجم مشاركة النساء في الدفاع عن المسجد تقول عمرو :" بدأ الاحتلال يخلق لكل مقدسي قضية يشغله بها لتمرير مخططاته، فالضرائب وهدم المنازل والإبعاد، إضافة إلى إطلاق الشائعات، كلها أساليب استخدمها الاحتلال بقوة ليحرف بوصلة اهتمام المقدسيين عن نصابها، لكن الوعي كان أكبر من هذه المخططات ". وتضيف عمرو " لا نخفي أن هناك نساء شعرن بالخوف من المواجهة، إلا أن الفئة الأكبر هي تلك التي واجهت العدو حتى أنه وفي بعض المواقف رأينا الاحتلال ضعيفا وقوته تتلاشي أمام صمود هؤلاء النساء وتمسكهن بالحق بكامل المسجد الأقصى". [title]يجب إخراج المواجهة خارج الأسوار [/title] النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح سميرة الحلايقة في حديثها لمراسلة [color=red]فلسطين الآن[/color] قالت :" من خلال مشاهداتنا للحراك الحالي ندرك بأنه محصور داخل أسوار القدس وتحديدا داخل المسجد الأقصى، وهذا مؤشر على أن الاحتلال فرغ تمامًا من حربه الخارجية وبدأت المعركة مع المرابطين وسكان مدينة القدس". ولا عجب مما نلاحظه من عمليات القمع الذي تتعرض له طالبات ومرشدات مصاطب العلم والاعتداء عليهن أمام الكاميرات وطردهن وتحويل المئات منهن إلى مركز توقيف القشلة وتعرضهن للإهانة والتحقيق والمنع بقرارات عسكرية، لذلك وجب على كل مسلم ومسلمة أن يهبوا لنصرتهن ودعمهن. وأشارت حلايقة إلى أنه بات واضحا أن على الجميع نساء ورجالا العمل من أجل نقل وتوسيع المعركة حتى لا يستفرد الاحتلال بما تبقى داخل أسوار القدس وينفذ مخططه التقسيمي للقبلة الأولى. واعتبرت " الفعاليات التي تنظم في فلسطين وخارجها لا ترقى من حيث التأثير إلى سلم الحدث، ناهيك عن عمليات القمع لهذه الفعاليات سواء من قبل السلطة أو الاحتلال واستهداف النشطاء بالاعتقال السياسي وسياسة والباب الدوار". ووجهت حلايقة تحيتها للنساء المرابطات في الأقصى الشريف واللواتي يتعرضن لهجمة صهيونية شرسة من خلال دورهن الرائد في الدفاع عن الأقصى إذ أصبحن يشكلن خط الدفاع الأول عن الأمة جمعاء في مواجهة مخططات الاحتلال. [title]دور تكاملي [/title] إسراء لافي الناشطة الشبابية فقد عبرت عن رأيها حول الموضوع قائلة :" الرجل والمرأة أدوارهما تكاملية، ووجود أحدهما في مجال لا يلغي الآخر، وحين الحديث عن فعاليات وطنية وخاصة المسجد الأقصى والقدس فإن دورها يتعاظم ليس لأنها على خط الدفاع الأول مع غياب الزوج والأب في الاعتقال بل لأنها المربية الأولى ويقع على عاتقها إخراج جيل لا يرى إلا التحرير غاية والقدس عاصمة والطريق في الجهاد والدفاع عن المقدسات إلى حد الاستماتة" . وأضافت :" إذا فهمنا دور المرأة هكذا؛ فإن علينا أن لا نسأل هل مهم دورها أو لا، ولا نسأل أتتوقف أم لا حتى لو تعاظم القمع واشتدت الملاحقة لأن ثباتها؛ ثبات الجيل والأُمة من بعد". [title]مطلوب دور أوسع [/title] أما لمى خاطر الكاتبة الفلسطينية فقد رأت أن المرأة في القدس والضفة تقوم بدور بارز ومتقدّم في الدفاع عن الأقصى، ولا سيما المرأة المنتمية للحركة الإسلامية وتجليات دورها واضحة في الرباط في الأقصى وفي رعاية مصاطب العلم في ساحاته والمداومة عليها، لدرجة دفعت قوات الاحتلال مؤخرا إلى منع دخول جميع النساء للمسجد الأقصى. وأضافت خاطر :"أن أهمية دور المرأة أنه يساهم في تعزيز قضية الأقصى وإدامة حضورها في وعي الأجيال لأن اهتمامات المرأة تنعكس تلقائيا على أبنائها، كما يساهم في دعم دور الرجل وتثبيته.. لكن المطلوب في المقابل أن يكون حضور المرأة في نصرة قضية القدس وغيرها أكثر اتساعاً مما هو عليه، وأن يتخلّص المجتمع من بعض اعتقاداته الخاطئة التي لا تؤيد نزول المرأة للشارع أو مساهمتها في القضايا الميدانية فيه". وتظل مدينة بيت المقدس ومسجدها وأكنافها بوصلة الجهاد والمقاومة، تحتاج إلى كل جهد لحمايته والصد عنه، يبرز دور الرجال في مواقع، وتتصدر النساء مواقع أخرى، ولكن الهدف واحد وواضح.